«رياضة النواب» تطالب بحل إشكالية عدم إشهار 22 نادي شعبي في الإسكندرية.. والوزارة: «خاطبنا اللجنة الأولمبية»    وزير الرى: اتخاذ إجراءات أحادية عند إدارة المياه المشتركة يؤدي للتوترات الإقليمية    «المشاط»: منصة «حَافِز» تعمل عى تعزيز القدرة التنافسية للشركات    جنوب أفريقيا ترحب بمطالبة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحرب غزة    بولونيا ضد يوفنتوس.. مونتيرو يعلن أول تشكيل مع اليوفى بالدورى الإيطالى    حارس آرسنال يحدد موقفه من البقاء    التحقيق مع الفنان عباس أبو الحسن بعد دهسه سيدتين بالشيخ زايد    فيلم "السرب" يواصل تصدر شباك التذاكر    جنوب أفريقيا ترحب بإعلان "الجنائية" طلب إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت    سيد جبيل: قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو وجالانت صدمة كبيرة لإسرائيل    وزارة الصحة تطلق 8 قوافل طبية مجانية بالمحافظات    الكشف على 929 مواطنا بحلايب وشلاتين ضمن قافلة جامعة المنصورة الطبية.. صور    لطلاب الامتحانات.. احذوا تناول مشروبات الطاقة لهذه الأسباب (فيديو)    رئيس مجلس الشيوخ: «مستقبل وطن» يسير على خطى القيادة السياسية في دعم وتمكين الشباب    مصرع شاب وإصابة 2 في حادث تصادم أعلى محور دار السلام بسوهاج    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات مركز الإختبارات الالكترونية    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    انقسام كبير داخل برشلونة بسبب تشافي    «تقدر في 10 أيام».. «حياة كريمة» تقدم نصائح لطلاب الثانوية العامة    السرب المصري الظافر    أول تعليق من التنظيم والإدارة بشأن عدم توفير الدرجات الوظيفية والاعتماد ل3 آلاف إمام    تحرير 174 محضرًا للمحال المخالفة لقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    حجز شقق الإسكان المتميز.. ننشر أسماء الفائزين في قرعة وحدات العبور الجديدة    الشرطة الصينية: مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين إثر حادث طعن بمدرسة جنوبى البلاد    أزمة بين إسبانيا والأرجنتين بعد تصريحات لميلي ضد سانشيز    محافظ دمياط تستقبل نائب مدير برنامج الأغذية العالمى بمصر لبحث التعاون    الأوبرا تحتفل بالذكرى ال42 لتحرير سيناء    "اليوم السابع" تحصد 7 جوائز فى مسابقة الصحافة المصرية بنقابة الصحفيين    تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة بختام تعاملات جلسة الإثنين    قائمة الأرجنتين المبدئية - عائد و5 وجوه جديدة في كوبا أمريكا    «سوميتومو» تستهدف صادرات سنوية بقيمة 500 مليون يورو من مصر    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. الإفتاء توضح    بدأ العد التنازلي.. موعد غرة شهر ذي الحجة وعيد الأضحى 2024    الصحة تضع ضوابط جديدة لصرف المستحقات المالية للأطباء    الإعدام لأب والحبس مع الشغل لنجله بتهمة قتل طفلين في الشرقية    تراجع ناتج قطاع التشييد في إيطاليا خلال مارس الماضي    المالديف تدعو دول العالم للانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل    انطلاق فعاليات ندوة "طالب جامعي – ذو قوام مثالي" بجامعة طنطا    د. معتز القيعي يقدم نصائح حول الأنظمة الغذائية المنتشره بين الشباب    محافظ كفرالشيخ يعلن بدء العمل في إنشاء الحملة الميكانيكية الجديدة بدسوق    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    ليفربول ومانشستر يونايتد أبرزهم.. صراع إنجليزي للتعاقد مع مرموش    لاعبو المشروع القومي لرفع الأثقال يشاركون في بطولة العالم تحت 17 سنة    إيتمار بن غفير يهدد نتنياهو: إما أن تختار طريقي أو طريق جانتس وجالانت    الإعدام شنقًا لشاب أنهى حياة زوجته وشقيقها وابن عمها بأسيوط    تأجيل محاكمة طبيب بتهمة تحويل عيادته إلى وكر لعمليات الإجهاض بالجيزة (صور)    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    ضبط المتهمين بسرقة خزينة من مخزن في أبو النمرس    برنامج "لوريال - اليونسكو" يفتح باب التقدم للمرأة المصرية في مجال العلوم لعام 2024    براتب خيالي.. جاتوزو يوافق على تدريب التعاون السعودي    توجيه هام من الخارجية بعد الاعتداء على الطلاب المصريين في قيرغيزستان    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    رئيس جامعة بنها يشهد ختام فعاليات مسابقة "الحلول الابتكارية"    أسرته أحيت الذكرى الثالثة.. ماذا قال سمير غانم عن الموت وسبب خلافه مع جورج؟(صور)    عواد: لا يوجد اتفاق حتى الآن على تمديد تعاقدي.. وألعب منذ يناير تحت ضغط كبير    ماذا نعرف عن وزير خارجية إيران بعد مصرعه على طائرة رئيسي؟    خلاف في المؤتمر الصحفي بعد تتويج الزمالك بالكونفدرالية بسبب أحمد مجدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عادل حمودة يكتب: وثائق إخوانية تنشر لأول مرة: الشعب المصرى عدو للإسلام يجب قتاله مثل الكفار!
نشر في الفجر يوم 05 - 08 - 2013

مثل «دنجوان» سياسى مبتدئ لم يكن محمد مرسى ليتوقف عن خداع المصريين باسم الحب.. كلمة السماء.. وسحر الحياة.. وسر الوجود.

فرض علينا القهر والاستبداد.. القتل وسفك الدماء.. الحزن والبكاء.. التشدد والتخلف.. وترك بجانب كل جثة وأزمة بطاقة سوداء.. موقعة باسم كازنوفا.. العاشق الكبير.

ولا أحد يجرؤ على مناقشة حاكم فيما يحب.. وفيما يكره.. لكن.. من حقنا أن نسأل عن مفهوم الحب والهوى والوصال لديه؟

للإجابة على السؤال يجب العودة إلى جذوره الوراثية.. الإخوانية.. حيث ترى الجماعة أن كل من ليس منها.. عدوا لها.. ولو كان شعبا بأكمله.. مثل الشعب المصرى.. يمكن دعوته للهداية.. قبل قتاله.. قتال الكفار.

للإجابة على السؤال يجب العودة إلى تربيته الإخوانية.. حيث كل شيء بالأمر.. بما فى ذلك الحب.. فقانون السمع والطاعة ينفذ أيضا على القلوب.. لكن.. الحقيقة أن الجماعة تكره كل من ليس منها.. تعتبره عدوا لها.. ولو كان شعبا بأكمله.. مثل الشعب المصرى.. يمكن خداعه باسم الحب.. تمهيدا لقتاله.. قتال الكفار.

■■■■■

تحت أيدينا وثيقة يسميها الإخوان «المخطط العام للرؤية المستقبلية العالمية».. يحددون فيها رسالتهم بريادة الأمة وهداية البشرية وإرشاد الإنسانية إلى نظم الإسلام الصالح وتعاليمه.. ويرون أن ذلك لن يتحقق إلا بتقسيم الناس إلى خمسة محاور:

محور الصف: « أن يتحقق صفا ربانيا ملتفا حول دينه ومنهجه وقياداته قادرا على التأثير فى الغير والبذل والتضحية».

محور التنظيم: «أن يكون لدينا تنظيم فعال مستعص على الاستئصال أو شل الفاعلية قادرا على الوفاء بمتطلبات المرحلة ذو صورة واضحة للجميع».

محور الأمة: «أن تصمد الأمة أمام الهجمة التى تستهدف هويتها وأن تدرك طبيعة الصراع وأن تنبذ السلبية وأن تتحرك من أجل دينها».

محور غير المسلمين: «وضوح صورة الإسلام عندهم وقناعتهم بإمكانية التعايش مع المسلمين «.

محور الأعداء: «إدراك الأعداء لافتضاح مخططاتهم لدى الأمة ولتمسكها بهويتها وقوة عناصر المقاومة فيها».

وتعكس هذه الرؤية حقيقة واحدة.. الجماعة هى الأمة.. وكل من لا ينتمى إلى الجماعة من الأمة يصنف فى خانة الأعداء.. يجب قتاله.. ولا يساوى دمه قيمة المياه.. وهو ما يفسر الشراسة التى يواجه بها الإخوان المصريين على كل شبر يعيشون عليه فى وطنهم.

■■■■■

والحقيقة أن الوطن لا وجود له فى الثقافة الإخوانية.. ثقافة «طظ فى مصر».. حسب الجملة الشهيرة للمرشد السابق مهدى عاكف.

إن هذه الجملة ترجمة «سوقية» لتعريف الجماعة لنفسها حسب المادة الثانية من اللائحة العالمية التى وضعتها لنفسها.. «الإخوان المسلمون هيئة إسلامية جامعة تعمل لإقامة دين الله فى الأرض وتحقيق الأغراض التى جاء من أجلها الإسلام الحنيف».

وتلخص اللائحة هذه الأغراض بتبليغ «دعوة الإسلام إلى الناس كافة».. و«جمع القلوب والنفوس على مبادئه السمحة».. و«تحرير الوطن الإسلامى بكل أجزائه من كل سلطان غير إسلامى».. و«السعى إلى تجميع المسلمين حتى يصيروا أمة واحدة».. و«قيام الدولة الإسلامية».. و«مناصرة التعاون العالمى مناصرة صادقة فى ظل الشريعة الإسلامية».

وتحدد المادة الثالثة من اللائحة الوسائل التى تعتمدها الجماعة لتحقيق هذه الأغراض بالدعوة بجميع وسائل النشر فى الداخل والخارج.. ووضع المناهج المناسبة فى كل شئون المجتمع.. التربية والتعليم والقضاء والإدارة والجندية والاقتصاد والصحة والحكم.. والسيطرة على المساجد والمدارس والمستوصفات والملاجئ والنوادى.. «وإعداد الأمة إعدادا جهاديا لتقف جبهة واحدة فى وجه الغزاة والمتسلطين من أعداء الله تمهيدا لإقامة الدولة الإسلامية الراشدة ».

تتضمن اللائحة الملزمة لجميع الأقطار والأفراد (47) مادة فى خمسة أبواب.. وقد وضعت فى 29 يوليو 1982.. لكنها أقرت من المرشد العام عمر التلمسانى فى 10 مايو 1978.. وبعد 10 سنوات عدلت وأقرت من المرشد التالى محمد حامد أبو النصر فى 12 إبريل 1994.

والمرشد العام يجب أن يكون مصريا.. يدير الجماعة من مقرها الرئيسى فى القاهرة.. حسب المادة الأولى.. وإن يجوز نقله فى الظروف الاستثنائية بقرار من مكتب الإرشاد.

وتحدد المواد من الرابعة إلى العاشرة شروط العضوية وتصعيدها.. يقضى العضو سنة على الأقل تحت الاختبار قبل قبوله.. وبعد ثلاث سنوات من المراقبة الصارمة يؤدى العضو البيعة للمرشد.. «أعاهد الله على التمسك بأحكام الإسلام والجهاد فى سبيله والقيام بشروط عضوية جماعة الإخوان المسلمين وواجباتها والسمع والطاعة لقياداتها فى المنشط والمكره فى غير معصية ما استطعت إلى ذلك سبيلا وأبايع على ذلك والله على ما أقول وكيل».. ويمكن أن تؤخذ البيعة أمام المراقب العام للقطر (أو من ينوب عنه) إذا تعذر إعطاؤها للمرشد مباشرة.

ويدفع العضو اشتراكا ماليا شهريا أو سنويا وفق النظام المالى لكل قطر ولا يمنع ذلك من المساهمة فى نفقات الدعوة بالتبرع والوصية والوقف وغيرها كما أن للدعوة حقا فى زكاة أموال القادرين.

وإذا قصر العضو فى بعض واجباته أو فرَّط فى حقوق الدعوة أتخذت الإجراءات الجزائية اللازمة فى حقه وفق النظام الجزائى الخاص بقطره بما فى ذلك طرده من الجماعة.

ويتكون التنظيم الإدارى للجماعة من:

(1) المرشد العام: وهو المسئول عن الجماعة ويرأس مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام ويمثل الجماعة ويتحدث باسمها.. ويشترط ألا يقل عمره عن أربعين سنة هلالية.. وأن يكون قد مضى على انتظامه أخا عاملا مدة لا تقل عن 15 سنة هجرية.. وينتخب بأكثرية ثلثى أعضاء مكتب الإرشاد.. وفور انتخابه يؤدى عهدا يقول فيه: «أعاهد الله تعالى على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما استطعت إلى ذلك سبيلا والالتزام بمنهاج الإخوان المسلمين ونظامهم الأساسى منفذا قرارات الجماعة المناطة بى ولو خالفت رأيى والله على ما أقول شهيدا «.

ويجدد أعضاء مجلس الشورى العهد أمام المرشد بعد أن يتوقف عن ممارسة الأنشطة الاقتصادية ولو كانت تخص الجماعة وإن يجوز له مزاولة أعماله العلمية والأدبية بموافقة مكتب الإرشاد.

وتتحمل الجماعة نفقات المرشد.. ويعزل من منصبه إذا ما أخل بواجباته أو فقد أهليته.. ومدة ولايته ست سنوات قابلة للتجديد.. ويحتفظ بعضوية مجلس الشورى العالمى مدى الحياة.

(2) مكتب الإرشاد العام: وهو القيادة التنفيذية العليا للجماعة والمشرف على سير الدعوة والموجه لسياستها وإدارتها.. ويتألف من 13 عضوا عدا المرشد وينتخب مجلس الشورى ثمانية من بين أعضائه فى مصر.. وخمسة من أعضائه يراعى فى اختيارهم التمثيل الإقليمى.. ويشترط فى العضو ألا يقل سنه عن ثلاثين سنة هجرية.. وأن يتفرغ من عمله.. ويقسم على أن يكون حارسا لمنهاج الجماعة ونظامها الأساسى منفذا قرارات مكتب الإرشاد ولو خالفت رأيه.

ومدة ولاية مكتب الإرشاد أربع سنوات هجرية.. ويجوز اختيار العضو أكثر من مرة.

ويحدد مكتب الإرشاد مواقف الجماعة الفكرية والسياسية من كل الأحداث العالمية فى ضوء الخطة العامة التى يضعها مجلس الشورى.. ويشرف على سير الدعوة وبيان أغراضها.. ويعد تقريرا سنويا عن أعماله وأحوال الجماعة والوضع المالى لعرضه على مجلس الشورى العام.

(3) مجلس الشورى العام: وهو السلطة التشريعية للجماعة وقراراته ملزمة ومدة ولايته أربع سنوات هجرية.

يتألف من 30 عضوا على الأقل يمثلون التنظميات الإخوانية المتعددة فى مختلف الأقطار ويجوز إضافة خمسة أعضاء من ذوى الاختصاص.. ويشترط فى العضو ألا يقل سنه عن ثلاثين سنة هجرية وأن يكون قد مضى على اتصاله بالدعوة خمس سنوات على الأقل.

ويقوم مجلس الشورى بانتخاب المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد والخطة العامة للتنظيم.. ومناقشة التقرير السنوى والتقرير المالى واعتماد الميزانية.. وانتخاب أعضاء المحكمة العليا التى تنظر فى القضايا التى يحولها المرشد أو مكتب الإرشاد أو مجلس الشورى.

ويحاسب مجلس الشورى أعضاء مكتب الإرشاد ويقبل استقالتهم بتصويت أغلبية مطلقة.. ويعفى المرشد أو يقبل استقالته.

ويجتمع المجلس مرة كل ستة أشهر.. أو يجتمع استثنائيا بدعوة من المرشد أو بقرار من مكتب الإرشاد أو برغبة ثلث أعضائه.

وحسب الباب الخامس من اللائحة.. يشترط لقبول تنظيم قطرى فى عضوية التنظيم العالمى أن يكون لهذا التنظيم لائحة معتمدة من مكتب الإرشاد العام وتتضمن وجود مجلس شورى ومكتب تنفيذى بجانب مراقب عام.. ولابد لهذا التنظيم أن يكون مؤثرا على الساحة الإسلامية.. ويقر عضويته مكتب الإرشاد العام.

وحسب الباب السادس والأخير: يجب على القيادات القطرية الالتزام بقرارات القيادة العامة متمثلة فى المرشد ومكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام.. ولا يجوز لقيادة قطرية الإقدام على اتخاذ القرارات السياسية دون موافقة مكتب الإرشاد العام.

ويساهم القطر فى نفقات الدعوة سنويا حسب قدراته المالية بعد الإتفاق مع مكتب الإرشاد العام.

■■■■■

ويلاحظ من القراءة المتأنية للائحة أن التنظيم العالمى خدعة وهمية.. فالجماعة فى مصر هى التى تسيطر على كل شىء.. وبيدها كل شىء.. وقد روجت لنفوذها الخارجى من باب الإيحاء بقوة متعددة الجنسيات لإرهاب خصومها فى الداخل بما لا تملك.

وتعمد التنظيم العالمى تسريب فيلم عن اجتماعه الأخير فى أستنبول ليوحى بأنه قادر على إعادة محمد مرسى إلى منصبه بعد أن اتصل ببعض أعضائه من تليفون مسئول الحرس الجمهورى عن مقر إقامته.

ويفسر غياب معنى الوطن والشعور به تفريط الإخوان فى حدود مصر وأرضها مرة لفلسطينيى حماس فى سيناء.. ومرة أخرى لسودانيى البشير فى الجنوب.. بل استعانت الجماعة بمقاتلين من حماس لسفك دماء المصريين على أرضهم.. وطلب التدخل العسكرى من الولايات المتحدة لإعادة السلطة إليهم.. فهم لا يعترفون بالشعب الذى سحبها منهم.. فهو شعب من الكفار.. يمكن القضاء عليه بأكمله لتتمكن القلة المؤمنة التى يمثلونها من السيطرة عليه.

ويدعم ذلك وثائق أخرى خرجت من مكتب الإرشاد بعد اقتحامه تقدم نماذج لترشيحات الوظائف القيادية.

ينقسم الجدول إلى عدة خانات تحدد اسم المرشح ووظيفته الحالية والوظيفة المقترحة والأهم صلته بالإخوان ودرجة المعرفة الشخصية به.. والأمثلة المسجلة لديهم كثيرة.. منها:

الدكتور مهدى قرشم.. أستاذ بكلية الطب البيطرى.. يرشح وزير زراعة أو نائب وزير لشئون الطب البيطرى.. وهو من الإخوان.. والصلة به وثيقة.

الدكتور على متولى.. أستاذ بنفس الكلية.. يرشح نائب وزير لشئون الطب البيطرى.. وهو من الإخوان.. والصلة به وثيقة.

ويتكرر ذلك مع الدكتور صبح حداية والدكتور عادل خضر والدكتور عبدالوهاب مندور والدكتور خالد العشرى.. وكلهم فى كلية الطب البيطرى.. ومرشحون لمناصب فى وزارة الزراعة.. وهم من الجماعة وصلتهم بقياداتها وثيقة.

أما الدكتور محمد جمال حشمت الأستاذ بمعهد البحوث الطبية فمرشح وزيرا للصحة أو نائب وزير لشئون المستشفيات.. وهو إخوانى بالطبع.. بل وعضو فى الهيئة العليا للتنظيم.. وعضو فى مجلس الشعب.

ويأتى الدور على الدكتور محمد كرم الصعيدى استاذ الجراحة العامة ليرشح لوظيفة نائب وزير التعليم العالى لشئون المستشفيات الجامعية.. لأنه من الإخوان ووثيق الصلة بهم.

والدكتور على سلام الأستاذ بكلية التربية رشح وزيرا للتعليم أو نائب وزير لشئون التعليم العام.. وهو ليس إخوانيا لكن صلته بالجماعة وثيقة.

ورشح محمد أبو السعد المدير العام بالمقاولون العرب ليكون وكيلا لوزارة الإسكان وهو من الجماعة ووثيق الصلة بها.

وهناك وثيقة أخرى أضيف لها خانة «منا أو من غيرنا».. فيها الدكتور إبراهيم غانم عميد المعهد القومى للبحوث الزراعية رشح لمنصب مستشار بوزارة الزراعة أو الرى.. و»هو من غيرنا وإن كان شخصية جيدة».. والدكتور حازم الشخص المدير بأحد مستشفيات السعودية رشح مستشارا لوزير الصحة أو وكيلا فيها.. وهو «منا».. ومنهم أيضا الدكتور مصطفى نوفل الأستاذ بكلية الهندسة الإلكترونية.. رشح وزيرا للتعليم العالى أو للاتصالات.. ويعمل فى السعودية.. والمهندس السيد عمار مدير عام بجهاز مدينة السادات.. رشح مستشارا لوزير الصناعة.. «منا».. وحجازى حامد حجازى مدير قطاع فى بنك مصر.. رشح لتولى رئاسة بنك.. «محب».. والمهندس عاطف صادق مدير بإحدى شركات البترول.. رشح لمنصب مؤثر فى وزارة الصناعة.. منهم.

إن الجماعة جنسية وهوية وموهبة تؤهل من فيها أو من يحبها لكل ما يتمناه ولو لم يكن كفؤا له.. وهو ما يفسر الفشل المزمن الذى حظيت به الحكومات التى شكلها محمد مرسى فيما قبل.

■■■■■

ولا تدخل الدول الإسلامية الشيعية فى التنظيم العالمى للإخوان.. وإن استفادت الجماعة منها بانتهازية دينية تخالف ما تضمر من عداء يصل إلى حد التكفير لغير أهل السنة.

بعد ثورة 25 يناير.. أرسل المرشد محمد بديع أحد رجاله لمقابلة القائم بالأعمال الإيرانى فى مكتبه بالدور الثانى من مبنى السفارة مرتين.

المرة الأولى يوم الاثنين 14 فبراير: وفيها تحدث السفير الإيرانى بلهجة متعالية عن «عظمة التجربة الإيرانية وضرورة الأخذ بها».. مؤكدا أن « أمريكا لا تريد ديمقراطية حقيقية.. و«أن عداوتها أفضل من صداقتها».. وضرب مثلا بتجربتهم معها.. فقد بدأت إيران عداءها للولايات المتحدة فى نفس الوقت الذى بدأت فيه مصر صداقتها لها.. والفرق واضح بين البلدين الآن.. إيران تسبق مصر اقتصاديا بمسافة شاسعة.

ونصح الرجل بعدم الاعتراف بالقوة الأمريكية.. ووصف السعى لكسب صداقتها بخطأ استراتيجى.. «ولابد من رسم خط واضح بينها وبين مصر مثل الخط الواضح بينها وبين إيران».. يضاف إلى ذلك أنها «تريد تخويف العرب من إيران» لإشعال الصراع بينها وبين إيران.

«إن إيران ليس لها أطماع فى المنطقة ونحن نساعد حزب الله لدعم لبنان كما نساعد حماس وهى جزء من الإخوان».

وحذر من الجوار الإسرائيلى.. مضيفا: «إن وجود إسرائيل خطر على الإنسانية كلها».

وطالب بإهمال تصريحات معارضى النظام الإيرانى.. خاصة مريم رجوى.. رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المعارضة الإيرانية.

واستنكر تصريحات الدبلوماسية المصرية ضد بلاده.. ووصفها بالسخيفة.. كما حذر من أن بقايا نظام مبارك لا تزال فى الإعلام «ولابد من الحذر منهم وضربهم فى الصحف القومية وعلى رأسها الأهرام «.

واستنكر تجاهل الشعارات الإسلامية خلال الثورة.. خاصة شعار «الإسلام هو الحل».. فالشعب المصرى «يريد الإسلام».. والإيرانيون أخذوا تجربة الثورة من رموز الإخوان.. مثل سيد قطب «فى ظلال القرآن».

واقترح أن يأخذ الإخوان بالدستور الإيرانى فهو «قوى بدرجة تمنع الدكتاتورية العلمانية» ويضع كل الصلاحيات فى يد المرجعية الدينية.

وطلب من الإخوان التأثير على المشير حسين طنطاوى لإقامة علاقات دبلوماسية رفيعة المستوى بين مصر وإيران.

وفى حضور المستشار الاقتصادى للسفارة تحدث السفير عن رغبته فى دعم السياحة فى مصر بالاستجابة لوكالات السفر بتنظيم رحلات للإيرانيين لزيارة المعالم الشيعية.

وفى النهاية تساءل عن «إمكانية التحالف بين الإخوان والجماعة الإسلامية والتنظيمات السلفية».

■■■■■

وفى لقاء يوم الأربعاء 23 مارس 2011 اقترح السفير الإيرانى على مندوب المرشد أن يكون لقاؤهما كل أسبوعين لتبادل الآراء.. و«ضرورة أن تكون العلاقات من الطرفين وليست من طرف واحد.. منهم».. وطالب الإخوان بتبنى الدعوة لعودة العلاقات بين البلدين.. وتساءل عن عدم الرد على طلب زيارة وفد إيرانى برئاسة وزير الخارجية إلى القاهرة فى الوقت الذى تستقبل فيه زوارا من دول مختلفة.. مثل تركيا والولايات المتحدة وأسبانيا.

وعدد شروط النظام السابق لإعادة العلاقات فى تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولى (قاتل السادات) فى طهران وتسليم 66 إرهابيا مصريا فى إيران وكف إيران عن دعم حماس.. واضاف: إن إيران رفضت ذلك «حيث إن دعم حماس جزء من السياسة الأصولية الإيرانية».

وذكر أنهم يمكن أن يأتوا بمليون سائح إيرانى إلى مصر» ولا مانع عندهم من أن يكون للإخوان دور فى جلبهم لدعم الجماعة ماليا وشعبيا».. بجانب استعدادهم «لدعم مشروعات للإخوان ماديا».

وحذر من تجربة عودة الشاه إلى الحكم فى السابق وشدد على ضرورة عدم الإنسياق وراء دعاوى الأمريكان بالتهدئة.

وفى نهاية التقرير وضع مندوب المرشد ملاحظات منها: «لاحظت محاولته استقطاب الإخوان لخدمة فكرتهم وتحسين علاقاتهم بالإدارة المصرية ومحاولة الابتزاز والمساومة بعرض المساعدات المالية».. و«التلويح بورقة الشارع وأنه لن يمكن السيطرة عليه بعد ذلك».. و«تكرار الأسئلة التى طرحها فى المرة السابقة ومنها العلاقة مع السلفيين والصوفيين».. لذا «اقترح حسم فكرة تكرار اللقاءت معهم وعدم تكرارها إلا لإبلاغهم برد واضح وحاسم منا».

■■■■■

ولو كانت لقاءات الجماعة مع الدبلوماسيين قد توقفت فإنها قد تضاعفت مع الدبلوماسيين الأمريكيين.. لن نكرر ما سبق أن كشف عن لقاءات السفيرة الأمريكية آن باترسون مع خيرت الشاطر ومحمد بديع ومحمد مرسى.. لكننا.. نكشف عن تقرير قدمه المهندس محمد سويدان أمين العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة فى الإسكندرية عن لقاء جرى بين المهندس مدحت الحداد رئيس المكتب الإدارى للجماعة بالإسكندرية والقنصل الأمريكى العام فى الإسكندرية ميس كانداس بوتنام.

اللقاء حدث بناء على طلبها للمرة الثانية.. يوم الاثنين 18 مارس 2013.. فى مقر المكتب الإدارى للجماعة.. عمارة الملتقى.. سموحة.. الدور الثالث.. واستمر 100 دقيقة.. من الواحدة ظهرا.. وحضره شرى أرورا الملحق السياسى وعبدالله هنداوى الموظف والمترجم بالقنصلية.

حسب التقرير الذى نمتلك نسخة منه فإن كانداس بوتنام شكرت مدحت الحداد ومحمد سويدان على ترتيب اللقاء.. وعادة ما كانت تحضر نساء معها فى مقابلاتها.. لكنها لم تفعل ذلك هذه المرة.. وتحدثت عن تاريخ القنصلية.. وكيف أعيد فتحها فى يونيو 2012 بعد تولى السفيرة آن باترسون مهام عملها فى القاهرة.. وتخدم القنصلية شمال مصر والدلتا وتمتد من السلوم غربا إلى بورسعيد شرقا.

وكشفت أن عملها الحقيقى لم يبدأ بعد.. وهو التواصل مع الأحزاب السياسية وقياداتها ومنظمات المجتمع المدنى والقيادات التنفيذية فى مجالها الجغرافى.. فوظيفتها ليست فقط منح تأشيرات.

وأبدت سعادتها لنجاح الثورة وفى الوقت نفسه آسفت على ما آلت إليه الأحوال السياسية والاقتصادية فى مصر.. أضافت: «إنها تعرف أن إدارة أوباما متهمة بأنها تساند حكومة الإخوان فى مصر ولكننا مع الشرعية التى جاء بها الشعب المصرى أيا كان توجهاتها وخلفياتها».

وسألها مدحت الحداد: «لماذا لا تطلبون من جبهة الإنقاذ المشاركة فى الحوار الذى يدعو إليه محمد مرسى؟ «.. أجابت: «هم يطلبون منا الضغط على الإخوان».

وأضافت: «الولايات المتحدة مهتمة بنجاح النظام الديمقراطى الجديد فى مصر وخاصة أن مصر دولة محورية بالمنطقة».

وعرضت استضافة عدد من شباب الإخوان وحزب الحرية والعدالة من سن 25 إلى سن 45 لمدة 3 أسابيع لحضور لقاءات وندوات سياسية باللغة العربية أو اللغة الإنجليزية.

وفجأة.. سألت عن وظيفة مدحت الحداد الأصلية ووظيفته الإخوانية «مع العلم أنها تعرف أنه مهندس ويعمل فى مجال الإنشاءات».

ومن الملاحظ أن « شرى أروار لم يتحدث أبدا ولكن كان يراقب الحوار فقط مع العلم أنه يتحدث اللغة العربية».

وعبرت عن رغبة بلادها فى مساعدة مصر على تجاوز أزمتها الاقتصادية قائلة: «إننا كأمريكان نحاول تقديم العون فى الصناعات الصغيرة وخاصة فى المجال الزراعى».. وذكرت عدة أمثلة لدعم المصانع المتعثرة فى منطقة برج العرب.. تقوم بفرز وتغليف وتصدير الخرشوف بسيدى غازى بالبحيرة.

وقالت: إنها وحدها التى تسأل والمهندس مدحت الحداد لم يسأل ولو من باب معرفة المزيد من التفاصيل.

سأل مدحت الحداد عن المساعدات التى يمكن أن تقدمها أمريكا لمحافظة الإسكندرية فى الجانب الاقتصادى والتنموى؟.. فسألت عن طبيعة المساعدات التى يقصدها.. فذكر: إن مشروع إنشاء 1000 مدرسة يحتاج إلى دعم مالى.. وكذلك مشروع تطوير العشوائيات.

قالت: بالنسبة للدعم المالى للمدارس فإنها ستبحث عن إمكانية تقديمه لكن من الممكن تقديم دعم تكنولوجى يتمثل فى أجهزة حديثة.. «أما فى مجال العشوائيات فإنها لفت نظرها العمارات العالية على الكورنيش.. وفى نفس الوقت ليس لديها طريقة للمساعدة فى هذا الجانب.. وأضافت: أنتم مهندسون وتعرفون كيف تعالجونها».

ويعلق كاتب التقرير: « من الواضح أن هذه الأشياء ليست فى مجال اهتمامها ولكن السفيرة مرتبطة أساسا بالشأن السياسى».

وسأل مدحت الحداد عن «المواطن المصرى طارق السواح وهو من أبناء الإسكندرية ومحبوس فى جوانتانامو منذ عام 2002 وسبق أن برأته المحكمة الأمريكية المختصة من التهم التى وجهت إليه فى مارس من ذلك العام وأهله دائمو السؤال عليه والتقيت برجلين من القسم السياسى بسفارتكم بالقاهرة منذ عام تقريبا ووعدانى أن يطمئنانى عن أخباره وإطلاق سراحه ولكن لم يحدث ذلك حتى الآن».

ووعدت بوتنام بالسؤال عنه وألا يعتبر ذلك وعدا بإطلاق سراحه وعودته إلى مصر «ولكننى سأحاول وأعطيكم خبرا عن حالته».

وفى نهاية التقرير وضع المهندس محمد سويدان ملاحظاته عنه قائلا:

1-اعتقد أنها أتت إلى المكتب الإدارى للإخوان لتحليل شخصية المهندس مدحت الحداد.

2- أتت كى ترى المكتب من الداخل وتحاول معرفة من الذى يسيطر على الإخوان فى الإسكندرية.. المكتب الإدارى أم الحزب؟.. وأيهما الأقوى؟.

3- أرادت أن تسجل أمرا مهما لتأديه مهامها بالإسكندرية وأنا دائما أقول إنها شخصية مخابراتية قوية جدا وخاصة أنها أتت إلى الإسكندرية بعد الثورة خصيصا وفتحت القنصلية بعد غلقها لأكثر من 20 عاما.. ولكن السبب الحقيقى لعودة القنصلية هو ثورة 25 يناير.. وهى قادمة من عدة دول ملتهبة مثل باكستان وأفغانستان وإيران ولبنان وسوريا.. مع العلم أنها تتحدث اللغة العربية ولكنها دائما ما تخفى ذلك لعلل كثيرة.

4- هى من أنشط الشخصيات الدبلوماسية فى الإسكندرية وتتحرك بشكل سهل جدا بين محافظات شمال مصر ومن المستغرب أنها دائما بعد أى شغب ضد الرئاسة أو الإخوان تذهب مباشرة إلى المناطق التى لم تلتهب.. بالتالى حولها عدة أسئلة محيرة.

5 -جلبت هذه الشخصية العديد من الشخصيات المخابراتية إلى قنصليتها منهم من كان يعمل بالقاهرة ومنهم من جلبتهم من سوريا والعراق وأغلبهم يتحدثون العربية وإن كانوا لا يظهرون ذلك إلا عند الضرورة.

«اللقاء بصفة عامة كان مرضيا أوصى بأن يتلقى كل قيادات الجماعة والحزب كورسات فى الإتيكيت والبروتوكولات السياسية لأهمية ذلك فى المرحلة القادمة.. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.