أوردت صحيفة "لوبوان" الفرنسية خبرًا يُفيد بأن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يصل اليوم السبت إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث يجتمع وزراء خارجية إحدى عشرة دولة من مجموعة "أصدقاء سوريا" من أجل مناقشة تقديم المساعدات اللازمة إلى حركة التمرد السورية.
ومن المفترض أن تحاول فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية وألمانيا وإيطاليا والأردن والسعودية وقطر والإمارات وتركيا ومصر الاتفاق على العمل معًا بطريقة "متضافرة ومنسقة ومتكاملة" لصالح المعارضة السورية.
وخلال مباحثاته مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، سيتطرق فرانسوا أولاند إلى هذا الأمر. ففي الوقت الذي تم اتهام قطر فيه بدعم جماعات المعارضة السورية التي لا تسيطر عليها، فإن فرنسا تشترط الثقة والوضوح والتنسيق بشأن الجهة التي ستقع الأسلحة في أيديها.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، يرغب الرئيس الفرنسي في تعزيز العلاقة التي تتميز بأنها قديمة وقوية مع قطر التي تعد دولة نفطية صغيرة وتلعب دورًا دبلوماسياً رئيسياً على الساحة العربية. فقد دعمت قطر انتفاضات الربيع العربي وتعد أحد أهم شركاء فرنسا في الخليج مع السعودية والإمارات.
كما سيعمل الرئيس أولاند على تهدئة الجدل المتكرر حول أهمية الاستثمارات القطرية في فرنسا، التي أصبحت في عام 2011 مالكة أشهر نادي كرة قدم في العاصمة الفرنسية وهو نادي باريس سان جيرمان.
ومن المفترض أن يضع أولاند خلال زيارته اللمسات الأخيرة على صندوق فرنسي – قطري مخصص لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة والذي كان ينص في عام 2011 على استثمار 50 مليون يورو في الضواحي الفرنسي.
وشددت الصحيفة الفرنسية على أن الجانب الاقتصادي لهذه الزيارة الرسمية سيكون مهمًا للغاية، في ظل الوفد الكبير من أصحاب الشركات الكبرى المرافق للرئيس الفرنسي والكلمة التي سيلقيها أولاند أمام منتدى اقتصادي فرنسي – قطري، كما يرافقه خمسة من وزرائه.
والملف الاستراتيجي المهم الآخر هو الطائرات الفرنسية المقاتلة من طراز "رافال". فقد صدقت قطر تقنياً على الطائرات الفرنسية المقاتلة وينتظر الجانب الفرنسي أن يؤكد القطريون سريعًا على التزامهم بالمفاوضات حول الطائرات "رافال" وحدها.
وعلى المستوى الدبلوماسي، يصل الرئيس الفرنسي إلى قطر في وقت حاسم يستعد فيه الشيخ حمد (61 عامًا) – وفقًا لمصادر دبلوماسية – لتسليم السلطة إلى ابنه الشيخ تميم. ومن المنتظر أن يحدث تعديل وزاري مهم قد يفقد خلاله رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني منصبه.
وخلال زيارته، ستتم دعوة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وصديقته فاليري تريفيلير إلى عشاء خاص مساء اليوم مع أمير قطر وزوجته وولي العهد.