انسحبت حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس من المؤتمر الوطني لمناهضة العنف والارهاب الذي بدأت أعماله امس بتونس العاصمة وسط أجواء من التوتر. وقال فتحي العيادي رئيس مجلس شورى حركة النهضة في تصريح للصحافيين ان المشاركين في هذا المؤتمر استقبلوا ممثل حركة النهضة نورالدين العرباوي بهتافات تتهم رئيس الحركة راشد الغنوشي باغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد. وأضاف أن بعض المشاركين في هذا المؤتمر وجهوا أيضا اتهامات مباشرة وأخرى غير مباشرة لحركة النهضة بممارسة العنف، وهتفوا بشعارات تنم عن اقصاء وادانة الحركة.
واعتبر أن هذه الاتهامات لا تساعد في تنقية الأجواء، وبالتالي بحث هذا الموضوع الخطير، خاصة أن حركة النهضة كانت قد قررت المشاركة في هذا المؤتمر لأنها ترى أنه لابد أن يقف الجميع في صف واحد ضد العنف.
من جهته، انتقد العرباوي مندوب حركة النهضة الاسلامية لهذا المؤتمر، ما وصفه بنزعة الاقصاء التي ظهرت في بعض الممارسات والشعارات.
وقال للصحافيين: رأينا أن المؤتمر يعقده حزب معين جاء لتمرير أطروحات وأفكار واتهامات وإقصاء لأطراف أخرى.
وعلى اثر انسحاب حركة النهضة من هذا المؤتمر، قررت ستة احزاب مقربة منها الانسحاب أيضا، وهي شريكها في الحكم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب الاصلاح والتنمية، والحزب الجمهوري المغاربي، وحزب الثقافة والعمل، والحركة الوطنية للعدالة والتنمية، وحزب الأمان.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر نوعا من التوتر بسبب اصرار بعض المشاركين على رفض مشاركة عادل العلمي رئيس الجمعية التونسية للتوعية والاصلاح التي تعرف في تونس أيضا باسم جمعية النهي عن المنكر والأمر بالمعروف في أعمال المؤتمر.
ورفع بعض الحاضرين شعار «ديغاجي» أي ارحل في وجه عادل العلمي، الذي قال ان بعض المشاركين في المؤتمر وصفوه بالارهابي.
وتزامنا مع ذلك، قضت محكمة تونسية بالسجن خمسة أعوام على ستة اسلاميين متشددين حرقوا مزارا صوفيا في اول حكم ضد سلسلة من الاعتداءات على مقامات صوفية في البلاد.