مهران: مشكلة التعذيب فى مصر ترجع لصمت رجال الشرطة عن الاعتراف على زملائهم فى قضايا التعذيب
زارع: التشريعات الخاصة بجرائم التعذيب تحتاج للكثير من التعديلات
عبد الحافظ: المنظمات الحقوقية تقوم بدور محترم فى مناهضة الإرهاب والتعذيب
الشواف: براءة الضابط الذى قام بتعذيب سيد بلال تؤكد استمرار التعذيب فى عهد الإخوان المسلمين
نظم مركز الحق للديمقراطية وحقوق الإنسان مائدة مستديرة تحت عنوان "التشريعات الوطنية و الافلات من العقاب في جرائم التعذيب في مصر " و التى تأتي فعالياتها في إطار حملة "اوقفوا التعذيب ".
وشارك فى المائدة الناشط الحقوقى محمد زارع رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائى والخبير الإعلامى محمد بسيونى ,والدكتور عبدالله المغازى المتحدث الإعلامى لحزب الوفد ,وهبة ياسين المتحدثة الإعلامية لحزب التيار الشعبى ,وسعيد عبدالحاظف مدير ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان ,وهيثم الشواف منسق عام القوى الثورية .
و تدور محاور جلسات المادة المستديرة حول دور منظمات المجتمع المدني في تطوير التشريعات الوطنية الخاصة بجرائم التعذيب ؛ ودور الاعلام في تغطية حملات المجتمع المدني فيما يخص التصدي لجرائم التعذيب .
و قال الناشط الحقوقى محمد زارع رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائى إن التشريعات الخاصة بجرائم التعذيب تحتاج للكثير من التعديلات لأن التعذيب فى القانون يقتصر على تعذيب المتهم وليس تعذيب أى مواطن لمواطن أخر ,كما أنه يتم التعامل مع تعذيب الضابط لاحد المتهمين بإعتباره إستخدام لسلطته الطبيعية مما أدى لزيادة حالات التعذيب.
وأضاف أنه هناك أكثر من 200 قضية تعذيب لم يتم الفصل فيهم نظرا لقلة التشريعات التى تنظم جرائم التعذيب فى مصر.
وأوضح زارع أن أسباب زيادة التعذيب فى مصر هو قيام الضباط بتعذيب المواطنيين لمصالح شخصية ,وكذلك قلة فعالية دور الداخلية ,وحل الأزمة أن يعرف الضابط أن الشرطة فى خدمة المجتمع وليس ضده.
تطور عمل المنظمات الحقوقية فى قضايا التعذيب
وعرض سعيد عبد الحافظ رئيس ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان تطور الحركة الحقوقية فى مصر قائلا إن المنظمات الحقوقية قامت ولازلت تقوم بدور محترم فى مناهضة الإرهاب والتعذيب ,وكذلك مقاومة الجماعات المسلحة.
وأوضح عبد الحافظ أن منظمات حقوق الإنسان إستطاعت على مر تاريخها توثيق مئات من حالات التعذيب داخل السجون فى ظل الدولة البوليسية التى نعيشها والتى لا تستطيع فيها أى وسيلة إعلامية للدخول لهذه السجون.
وأشار إلى أن المنظمات الحقوقية إستطاعت خلال عام 1990 تقديم تقرير ب 112 حالة تعذيب تحت عنوان "جريمة بلا عقاب" ل لفت نظر الحكومة لكثرة حالات التعذيب .
وأضاف أن العام 2001 هو عام مهم فى تاريخ المنظمات الحقوقية ,لأنه أول عام يتم فيه تحويل ضباط متهمين فى جرائم التعذيب للمحاكمة .
وأوضح أنه فى العام 2006 ,إستطاعت وسائل الإعلام تجاوز المنظمات الحقوقية ,وبدأت المنظمات الحقوقية تعتمد فى بعض القضايا على معلومات الإعلام وتقوم بتكميلها أو يحدث العكس ,وبتطور أدوات الإعلام الإجتماعى خرجت قضايا التعذيب من الغرف المغلقة ,وأصبحت على مرأى ومسمع من الجميع ,ولا أحد يسكت على إعتداء ضابط شرطة عليه .
وأشار الحركة الحقوقية حتى الأن لم تنجح فى تصحيح التشريعات الخاصة بالتعذيب ,ولكنها إستطاعت حماية حقوق من يتم تعذيبهم عن طريق القضايا المدنية والمطالبة بتعويضات لضحايا التعذيب .
وطالب عبدالحافظ الرئيس مرسى بالتصديق على البرتكول الملحق بإتفاقية مناهضة التعذيب ,ليتم السماح لمنظمات المجتمع المدنى للرقابة على السجون.
التعذيب فى زمن الإخوان
وقال الدكتور عبدالله المغازى المتحدث الإعلامى بإسم حزب الوفد إن منظمات المجتمع المدنى قامت بدور كبير فى قضايا التعذيب فى ظل تقصير دور الأحزاب السياسية التى لازالت مقصرة فى كل الإتجاهات والقضايا موضحا أنه لمس تقصير الأحزاب السياسية منذ دخوله العمل الحزبى وحتى الأن.
وأضاف أن قضايا التعذيب أصبحت تأخذ شكل ومنحنى أخر وهو تعذيب شباب الثورة بواسطة أعضاء الإخوان المسلمين داخل معسكرات الأمن المركزى ,وفى مقدمتهم الناشط محمد الجندى الذى لم يرجع حقه حتى الأن .
وأوضح المغازى أن هناك مصطلحين لازل يتم الضحك بهم على القوى الثورية وهم مصطلح "الفلول" ومصطلح "يسقط يسقط حكم العسكر " ,ولكن على الرغم من مساؤى الحكم العسكرى ,إلا أنه لا يمكن إنكار أن الإخوان إستغلوا شباب الثورة للضغط على المجلس العسكرى ليرحل قبل صياغة الدستور ,أما مصطلح الفلول فهناك وزراء ومحافظين فلول وتم تعينهم بواسطة رئيس الجمهورية ,وفى النهاية يتهموا المعارضة بانهم يضموا الفلول .
وأشار المغازى أنه الحكومة دعت منظمات المجتمع المدنى لزيارة معسكرات الأمن المركزى ,ومن الطبيعى أنه يتم إخفاء حالات التعذيب أثناء هذه الزيارات لأنهم متخصصين فى التعذيب وإخفائه.
وأضاف المغازى أن الأمل قائم فى منظمات المجتمع المدنى لمناهضة التعذيب ,والوقوف ضد النائب العام الى يحرك قضايا الثوار بأقصى سرعة ,ويضع قضايا الإخوان المسلمين فى الأدراج,كما فى قضية أحمد دومة على سبيل المثال ,وهو ما يمثل خطورة شديدة جدا على المجتمع المصرى.
وطالب المغازى منظمات المجتمع المدنى بالإهتمام بأزمة النائب العام المتسبب فى ضياع حقوق من يتم تعذيبهم,وفى نفس الوقت يتم إخفاء القضايا الخاصة بالقوى الإسلامية وأهمها:
قضية إهانة المحكمة الدستورية ,ولابد من التساؤل إلى أين ذهبت هذه الدعوة؟.
وأضاف هيثم الشواف منسق عام تحالف القوى الثورية إنه فؤجى اليوم ببراءة الضابط الذى قام بتعذيب سيد بلال أحد المتهمين فى حادثة تفجير كنيسة القديسين وهو ما يؤكد إستمرار التعذيب فى عهد الإخوان المسلمين.
وأشار أن أبرز شهداء التعذيب هم عصام عطا فى عهد المجلس العسكرى ,ومحمد الجندى فى عهد الإخوان المسلمين ,وقصصهم متشاهبة بأنهم تعرضوا لتعذيب أدى للوفاة على أيدى رجال الشرطة و لم يحصلوا على حقهم حتى الأن .
وأوضح الشواف أن التعذيب فى عهد الإخوان لم يعد يخص النشطاء وحدهم سواء من الشرطة أو من أعضاء الجماعات الإسلامية ,ولكنه أصبح يمس الجميع ,فهناك نماذج لحالات عادية دخلوا الأقسام لأسباب مختلفة وخرجوا عبارة عن جثث .
وأضاف أن التعذيب على أيدى أعضاء جماعة الإخوان المسلمين يزداد بكثرة كما فى أحداث الإتحادية وأحداث مكتب الإرشاد بالمقطم , حيث قاموا بخطف النشطاء وتعيبهم دون أى تحقيق معهم.
وأشار أنه فى عهد نظام الإخوان المسلمين أصبح تعذيب يومى ومنهجى لأنه يتم بإستمرار ولا يمر يوم إلا ونسمع عن حالة تعذيب فى الشارع أو فى الأقسام وهو ما سيزداد فى 30 يونيو القادم بعد توعدات التيار الإسلامى بالقتل والتعذيب والدماء لمن سيشارك فى تظاهرات 30 يونيو ,خاصة أنهم وصفوا من وقعوا على "ترمد" بانهم كافرين وأن الإسلام سينتصر عليهم.
وأشارت هبة ياسين المتحدثة الإعلامية بإسم حزب التيار الشعبى إن الحزب خلال رحلة بحثه فى قضية تعذيب الناشط محمد الجندى ,إكتشف وجود الكثير من الحالات التى يتم سحلها وتعذيبها وهو ما يؤكد أن نظام مرسى هو إستمرار لنظام مبارك .
وأضافت أن قضية الجندى تحولت لقضية رأى عام وكشفت للجمهور أن هناك إستهداف وإختطاف للنشطاء الذين يعملون لأجل الثورة فقط وليس لديهم أى مصلحة شخصية.
وأوضحت أن محمد مرسى الذى جاء على أكتاف ودماء ثوار 25 يناير ,إنقلب على الثورة ومبادئها وأهدافها وقتل أبنائها .
وطالبت ياسين بضرورة إستقلال مؤسسة الطب الشرعى ,بعد أن خرج عنها العديد من التقارير المزورة بسبب تواطئها مع السلطة ,كما حدث فى قضية الجندى الذى خرج التقرير ليقول أنها حادثة سيارة.
كما طالبت الإعلام بالإهتمام بقضايا المعتقلين وتسليط الضوء عليها ,لان الإعلاميون أنفسهم أصبحوا مستهدفين فى الفترة الأخيرة.
ودعت ياسين جموع الشعب المصرى للإلتفات حول المعارضة والنزول فى يوم 30 يونيو لإسقاط حكم الإخوان المسلمين.
الإستعداد لرصد إنتهاكات 30 يونيو
من جانبه قال الدكتور احمد مهران القيادى بحزب الوطن إن مشكلة التعذيب فى مصر ترجع ل "ميثاق الصمت " والذى يتمثل فى صمت رجال الشرطة عن الإعتراف على زملائهم فى قضايا التعذيب وهو ما أدى لضياع حقوق من يتم تعذيبهم وعجز التحقيقات عن الوصول للجناة .
وأضاف أنه لابد من منع العنف فى يوم 30 يونيو والسعى لتحريك كل الإجراءات ضد من يرتكب جريمة التعذيب فى هذا اليوم .
وطالب مهران منظمات المجتمع المدنى بنشر كل الثقافات والأفكار التى تمنع العنف فى يوم 30 يونيو والتأكيد على أن ثورتنا من البداية ثورة سلمية وحضارية ,وأن لا أحد من من يستعدوا للنزول فى 30 يونيو لديه نية للعنف.
وأوضح مهران أنهم لايتهمون أى فئة بالعنف ,ولكن فى حالة حدوثه سيتم رصده ومن الممكن التعامل مع من قبل جهات دولية إذا لم تتدخل الدولة لحماية المواطنيين من العنف.
وأكد مهران على دور الإعلام فى إدارة الأزمة التى تعيشها مصر الأن ,وعدم نشر قيم العنف لأنها تؤدى لمزيد من العنف . وطالب مهران بضرورة تعديل المنظومة القضائية بشكل كامل ,حتى يتم تحقيق العدالة فى نظر القضايا المتعلقة بالثورة المصرية.
وفى نهاية المائدة ,أعلن شادى عبدالكريم مدير مركز الحق للديموقراطية وحقوق الإنسان عن تشكيله لمرصد لرصد الإنتهاكات التى ستحدث يوم 30 يونيو .