رغم الموقف العدائى المعلن من جماعة الإخوان المسلمين ضد ترشيح عبدالمنعم أبوالفتوح للرئاسة، إلا أن ذلك لم يكن مانعاً لخروج شباب الجماعة على طاعة قياداتهم فى العلن بانضمامهم إليه، كما لم يكن أيضا مانعا من أن تقوم قيادات اخوانية من الصف الأول بتمويل حملته فى السر وتقديم الدعم المالى له، إلى جانب التبرعات التى تأتى إلى الحملة وتحقق لها الاكتفاء الذاتى فى المحافظات. يحدث هذا فى توقيت لايزال أبو الفتوح يحافظ خلاله على «شعرة معاوية» بينه وبين الجماعة، لكن الجماعة لا تزال تحتفظ بموقفها منه، ورغم أن زيارة المرشد د.محمد بديع ومن بعدها زيارات واتصالات بالجملة كانت محاولة من قيادات الحزب والجماعة والقواعد الإخوانية كانت بمثابة إذابة للجليد،إلا أنها لم تمنع خروج البيان الرسمى للجماعة لإدانة حادث أبو الفتوح متجاهلا تماما صفة المرشح المحتمل للرئاسة. صحيح أن أبو الفتوح المرشح «الليبرالى المحافظ» كما وصف نفسه نجح بالفعل فى استمالة شريحة كبيرة من الإسلاميين المنفتحين، إلا أنه فى المقابل خسر حشدا كبيرا من أصوات السلفيين.. فالذاكرة السلفية التى لم تنس أبدا لأبوالفتوح زيارته الشهيرة لنجيب محفوظ ومواقفه الصريحة بشأن ولاية المرأة والقبطى، انعشتها تصريحاته الجديدة عن السياحة والحريات الشخصية والجزية وتطبيق الحدود،لتبلور موقفا نهائيا ومنطقيا لأصوات السلفيين التى لن تكون بالتأكيد لصالح أبوالفتوح، خاصة وقد بدأت المواقع السلفية بالفعل فى حملة تشويه منظمة على المرشح المحتمل بنشر لقائه السابق مع التليفزيون. السنة الخامسة - العدد 433 - الاثنين - 03/05 /2012