أوردت صحيفة "لوموند" الفرنسية خبرًا عن تزايد عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة ونقص الأموال. واعتبرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن المعادلة أصبحت صعبة، حيث دقت ناقوس الخطر وأعلنت أن الوضع وصل إلى مرحلة الانهيار.
وفي الوقت الذي بلغ فيه عدد اللاجئين السوريين 30 ألف لاجئ منذ عام، لجأ اليوم أكثر من 1.300.000 سوري في المنطقة، ومعظمهم في الأردن ولبنان وتركيا والعراق.
وتعد لبنان أصغر الدول المضيفة، ولكنها تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين بعد الأردن. وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قد خفضت برامجها المتعلقة بالصحة والسكن والتعليم في بيروت. كما سوف تنخفض تغطية الرعاية للأمراض المزمنة والدعم لدمج السوريين الصغار في المدارس، حيث يمثل الأطفال والمراهقون أكثر من 50% من اللاجئين.
كما يحذر برنامج الأغذية العالمي من وضع اللاجئين السوريين، حيث أنه لن يتمكن من توزيع المساعدات الغذائية إلى لبنان في غضون شهر إذا لم تصل الأموال الجديدة.
وكان المانحون الدوليون، وفي مقدمتهم دول الخليج، قد وعدوا في يناير الماضي بتقديم 1,5 مليار دولار للاجئين السوريين في المنطقة. وقد تم الوفاء بأقل من ثلث هذه الوعود حتى الآن.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه في ظل تخفيض المساعدات الإنسانية، قد تصبح الدول المضيفة غير قادرة على تحمل هذه الأعباء.
فقد قال رمزي نعمان، المسئول عن خطة الحكومة اللبنانية لاستقبال اللاجئين السوريين: "لقد تجاوزنا إمكانياتنا. ونحن بحاجة إلى ماسة إلى المنح الدولية. وإذا قامت وكالات الأممالمتحدة بخفض مساعداتها وتم منع اللاجئين من الموارد، فإننا نتجه إلى الكارثة: فهذا سيعني المزيد من الضغط الاجتماعي وخطر التجاوز الأمني".
وشددت صحيفة "لوموند" الفرنسية على أن التوقعات تشير إلى أن عدد النازحين في المنطقة قد يصل إلى مليونين أو ثلاثة ملايين بحلول شهر ديسمبر، من بينهم مليون نازح في لبنان. ومن المقرر أن يعقد مؤتمر جديد للمانحين في نهاية مايو في جنيف.