بلغ كرنفال غرب ألمانيا ذروته باحتفالات شعبية ومسيرات جابت شوارع المدن بعرباتها الكبيرة وموسيقاها الصاخبة ورقصاتها ومشروباتها وسط توزيع الحلوى لمئات الآلاف من المشاركين، وتخللتها استعراضات تعكس السياسية العالمية الراهنة. بلغ موسم كرنفال منطقة نهر الراين الإثنين (20 فبراير) في مُدِن غرب ألمانيا ذروته، وعلى رأسها مدينة كولونيا التي يقدر المشاركين بالكرنفال فيها بمليون شخص، واحتفل مئات الآلاف من المتنكرين في أزياء ظريفة وأخرى عكست أزياء الثقافات المختلفة، ومنها العربية، في مسيرات شعبية حافلة بالرقص والموسيقى الصاخبة وأجواء المرح. وجابت في شوارع مدن غرب ألمانيا شاحنات وسيارات كبيرة وزعت هدايا الحلوى والبسكويت بالمجّان على المشاركين، لكن هذه الكرنفال لم يَخْلُ من استعراضات ولوحات تعكس السياسية العالمية الراهنة. فولف: الرئيس الألماني المتنحي مبكراً عن كرسي قصره وعبر لوحات ظريفة صوّر بعض المشاركين في الكرنفال تنحي الرئيس الألماني كريستيان فولف عن رئاسة جمهورية ألمانيا الاتحادية مؤخراً، بعد انتقادات واتهامات نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار حول تلقيه قروضا ميسرة بقيمة 500 ألف يورو من رجال أعمال مقربين له خلال فترة توليه رئاسة حكومة سكسونيا السفلى سابقاً. إذ أنه وفي ظل الضغوط والمطالب المستمرة بالاستقالة بدأت صورة فولف تهتز لدى قطاع من الساسة والمواطنين الألمان. وقرر فولف الجمعة (17 فبراير/ شباط 2012) الرحيل عن منصبه الذي شغله لنحو عام ونصف، ليقضي أقصر فترة رئاسية في تاريخ ألمانيا، وليصبح ثاني رئيس للبلاد في أقل من عامين يستقيل من مهام منصبه، ورحل عن قصر بلفو البرليني قبل انتهاء فترته الرئاسية الرسمية عام 2015. ميركل: الساعية لإنقاذ منطقة اليورو ويظهر في الكرنفال شكل للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يجسِّد جهودها السياسية والاقتصادية الرامية لإنقاذ العملة الأوروبية المشتركة، إذ تسافر ميركل باجتهاد متنقلة بين الدول الأوروبية، وهو ما يعكس حرصها على وحدة أوروبا الاقتصادية. وفي آخر تصريح لها أعربت ميركل بأن اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو الإثنين (20 فبراير/شباط 2012) في بروكسل سيكون إيجابياً، وتوقعت أن يكون حاسماً في تقرير مصير اليونان من خلال إقرار خطة انقاذ يفترض أن تجنب اليونان الإفلاس، رغم الاحتجاجات الشعبية الواسعة بين مواطني اليونان ضد السياسات الحكومية التقشفية الصارمة. بوتين: المهيمن على السياسة في روسيا وفي الكرنفال صورة لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، المرشح الأوفر حظا في انتخابات الرئاسة المقررة في الرابع من آذار/مارس المقبل 2012، الذي كان شغل منصب رئاسة روسيا 8 سنوات حتى عام 2008 ، عندما تنحى لأن الدستور الروسي يمنع تولي رئيس فترة ثالثة على التوالي. وأصبح رئيسا للوزراء لكنه بقي الزعيم المهيمن على روسيا جنبا الى جنب مع الرئيس ديمتري ميدفيديف الذي اختاره بوتين بنفسه رئيساً للبلاد. غير أن فلاديمير بوتين، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الروسي (كيه.جي.بي)، يواجه حالياً أكبر احتجاجات على مدى حكمه المستمر منذ 12 عاما، كما يواجه مشاعر استياء متزايدة في روسيا. نجاد: المُصِرّ على برنامج بلاده النووي وفي الكرنفال أيضاً مُجسَّم للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي يؤكد دائماً أن بلاده لن تحيد أبداً عن تطوير برنامجها النووي بغرض توليد الطاقة السلمية بعيداً عن الأسلحة النووية، في حين تشكك دول غربية في نوايا إيران الحقيقية. أوباما: الحامل لشعار التغيير رغم عدم تحقق كل وعوده وفي ملابس الفرسان، يظهر أيضاً في الكرنفال مُجَسَّمٌ للرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سيواجه الجمهوريين المحافظين فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، المقررة فى نوفمبر/تشرين الثاني 2012. وما زال أوباما يشير إلى شعاره القديم الذي استخدمه في جمع الأموال لحملته ولا يزال يؤكد على "التغيير". وخلال 3 سنوات من الحُكم، وَفَت إدارة أوباما ببعض وعودها إلا أنها تنصّلت عن وعود أخرى، لذلك يرى البعض أن شعار "التغيير" قد لا يكون شعاراً مناسباً يتباه الرئيس في حملته الرئاسية لمقبلة.
