أكد المهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا والانتقال بمجالات التعاون المشترك إلى آفاق أكثر اتساعا عن طريق دعم الصناعة في كلا البلدين وخاصة مجال الحديد والصلب لتصبح مصر قاعدة إنطلاق لتركيا في إفريقيا وتصبح تركيا قاعدة إنطلاق لمصر في أوروبا. جاء ذلك في سياق الكلمة التي ألقاها الوزير اليوم خلال "الملتقى المصري التركي الأول لصناعة الصلب" والذي نظمته جمعية الأعمال والاستثمار الدولي "إيبيا" بحضور مصطفى سفير نائب وزير الاقتصاد التركي وحسين عوني سفير تركيا بالقاهرة ونامق أكنجي رئيس جمعية مصنعي ومصدري الصلب التركية و30 من ممثلي شركات الحديد والصلب التركية والمصرية. وأشار صالح إلى أن المستقبل القريب سيشهد نهضة اقتصادية تحتاج للمزيد من الاستثمارات والبناء مما يتطلب ضرورة الاستفادة من الفرص المتاحة لتنمية وتطوير أواصر التعاون المشترك بين البلدين. وأضاف الوزير أن الوزارة حريصة على دعم أي مبادرات تعمق الشراكات الثنائية بين كل من الشركات المصرية والتركية. ودعا الشركات التركية -وخاصة شركات الحديد والصلب- للمساهمة في تطوير عدد من المشاريع الحكومية العملاقة التي توليها الحكومة الحالية أهمية خاصة لتصبح الشركات التركية عنصر فعال في المشاريع والمناطق الصناعية المتخصصة المزمع إنشائها ومنها مشروع تطوير منطقة الساحل الشمالي الغربي عن طريق إنشاء ميناء ومنطقة سياحية وصناعية في مرسى مطروح تكون نقطة للإنطلاق في إتجاه دول المغرب العربي وإفريقيا، بالإضافة إلى مشروع تطوير محور قناة السويس عن طريق إنشاء مناطق صناعية ولوجستية متخصصة في كل من شرق بورسعيد ووادي التكنولوجيا (شرق الإسماعيلية) وشمال غرب خليج السويس. من جانبه أكد مصطفى سفير نائب وزير الاقتصاد التركي أن السوق المصري يعد أحد أهم الأسواق الواعدة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا خاصة أمام الاستثمارات التركية والتي بلغ حجمها فى مصر حوالي 2 مليار دولار وأتاحت حوالي 50 ألف فرصة عمل لعمال مصريين، مؤكدا على رغبة رجال الأعمال الأتراك زيادة استثماراتهم في مصر وأيضا حرص تركيا على زيادة هذه الأرقام وتطوير معدلات التجارة بين البلدين ليصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى 10 مليارات دولار بما يعود بالفائدة المشتركة على كل من مصر وتركيا. وأشار سفير إلى انخفاض معدلات تصدير حديد التسليح التركى إلى مصر حيث بلغ 515 ألف طن فى 2010 ثم انخفض إلى 452 ألف طن في 2012، لافتا إلى أن قطاع الحديد والصلب يعتبر من القطاعات الأساسية لنهضة اقتصاد أي دولة متقدمة، وأن تركيا تأتي في المركز الثامن عالميا كمنتج ومصدر للحديد والصلب حيث قامت بتصديره ل180 دولة في عام 2012. وفى ذات السياق أشار حسين عوني سفير تركيا بالقاهرة إلى ضرورة زيادة آفاق التعاون بين مصر وتركيا لتشمل كل المجالات وخاصة صناعة الحديد والصلب والغاز الطبيعي وتطوير البنية التحتية وصناعة الميكنات، وكذا العمل في أسواق ثالثة، مؤكدا أن العلاقات القوية التي تربط كلا البلدين تمهد لتكوين تكتل إقتصادي قوي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. من جهته طالب نامق أكنجي رئيس جمعية مصنعي ومصدري الصلب التركية على ضرورة زيادة التعاون بين شركات الصلب المصرية والتركية خاصة وأن تركيا تمتلك أحدث التكنولوجيات في مجال صناعة الصلب حيث تنتج حوالى 36 مليون طن من الحديد والصلب، لافتا إلى أهمية إزالة كافة المعوقات التجارية التي تقف حائلا أمام زيادة العلاقات الإقتصادية بين البلدين خاصة القرار بفرض رسوم وقائية على الواردات التركية من الحديد بنسبة 8ر6 بالمائة وهو القرار الذي أثر على الشركات التركية المصدرة لمصر. وقد شهد الوزير توقيع بروتوكول تعاون بين جمعية مصنعي ومصدري الصلب التركية وجمعية الأعمال والاستثمار الدولي "إيبيا" للتنسيق والتعاون بين شركات الصلب المصرية والتركية.