نجح قراصنة مجموعة "ليلزفينونس" في اختراق حسابات البريد الإلكتروني لحوالي 80 مسؤولا في النظام السوري. الأمر الذي سمح بمعرفة المزيد عن طريقة إدارة دمشق للأزمة التي تعيشها البلاد منذ 15 مارس/آذار الفائت. 1 2 3 4 5 ... تلك كانت كانت كلمة المرور لحسابات البريد الإلكتروني لعدد من المسؤولين المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد. كلمة سر ضعيفة أثارت شهية قراصنة مجموعة "ليلزفينونس" الذين يدورون في فلك جماعة "أنونيموس" والذين نجحوا ليل الأحد/الاثنين في الدخول إلى علب البريد الإلكتروني لحوالي 80 مسؤولا سوريا.
وقد نشر القراصنة الاثنين حصيلة صيدهم وبينها رسائل تعود لوزير شؤون رئاسية الجمهورية منصور فضل الله عزام ولمستشارة الرئيس الأسد لشؤون الإعلام بثينة شعبان. كما باشروا تزويد صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بالوثائق التي استولوا عليها.
وقد كشفت بعض الرسائل الإلكترونية المقرصنة كيف حاول أركان النظام السوري "بيع" حملة القمع الدموي ضد المعارضين للصحافة الأجنبية وتشرح رسالة لملحقة صحافية سورية في الأممالمتحدة موجهة إلى زملائها في دمشق كيف يجب تحضير الرئيس بشار الأسد لمقابلة مع المحطة الأمريكية "إي بي سي" ستجرى في ديسمبر/كانون الأول 2011 وتقول الرسالة بما معناه أن من السهل تضليل الرأي العام الأمريكي الذي يتجاوب بشكل إيجابي مع المسؤولين الذين يعترفون بأخطائهم ويعدون بتصحيحها وتضيف رسالة هذه المختصة السورية في الإعلام يجب أن لا نتردد في التذكير بفضيحة سجن أبو غريب في العراق لنبرهن أن الولاياتالمتحدة مارست التعذيب. وكانت هذه من النقاط التي تطرق الرئيس السوري بشار الأسد إليها في مقابلته مع المحطة المذكورة.
كما كشفت بعض هذه الرسائل الإلكترونية عن صداقات للنظام السوري في الغرب استمرت حتى في عز أيام القمع الدموي مثل المليونير الأمريكي رئيس مجلس إدارة شركة "بولارويد" بوبي ساغر الذي تصفه إحدى الرسائل "صديق حقيقي للرئيس بشار الأسد يطمع في إطلاع معارفه الأمريكيين على حقيقة الوضع في سوريا بعيدا عن الأحكام المسبقة لوسائل الإعلام. كما نجد بين أصدقاء دمشق في الغرب البرلماني البريطاني السابق جورج غالوي الذي كان من منظمي رحلة بحرية لكسر الحصار عن غزة في يوليو/تموز 2011.
وعملية القرصنة الإلكترونية الأخيرة هذه ضد نظام الأسد ليست الأولى من نوعها ففي سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول هاجمت مجموعة "أنونيموس" حوالي 12 موقعا إلكترونيا تابعا للحكومة السورية ولكن قراصنة الغرب ليسوا لوحدهم في الميدان فدمشق تملك جيشا إلكترونيا نجحت عناصره في قرصنة أكثر من موقع بينها موقع قناة الجزيرة في 30 يناير/كانون الثاني 2012.