لا يهدأ ماسبيرو آبدا.. دائما فى حالة غليان أما بداخله أو خارجه.. فى كل مرة يصبح ماسبيرو هدفا للثوار.. يرون فيه جهازا أدمن الكذب .. أدمن تشويه الثورة.. كذب ماسبيرو ربما يكون تاريخيا.. سمعة لن يتخلص منها بين يوم وليلة.. مهما جرت محاولات لتحسين الصورة.. سمعة ساهم فيها النظام – أى نظام- بوضع يده عليه والتحكم فيه وتوجيه من ينتمى اليه.. فى كل مرة يجد فيها ماسبيرو نفسه فى مرمى النيران.. ما أن تهدأ الأمور وينصرف الثوار حتى يعودون إلى محاصرة المبنى من جديد.. قبل كل حدث تجد المسئولين فى المبنى فى حالة ترقب.. دائما ما تجدهم وقد اعلنوا حالة الطوارئ.. دائما ما تجدهم وقد اعلنوا الحالة«ج» خاصة قبل يوم 25 يناير والترويج لأن المبنى قد يتعرض لحالة هجوم ومحاولة للتخريب.. دعاوى مغرضة ربما لتقليب المصريين على الثوار الذين لم يفكروا أبدا فى اقتحام المبنى أو تخريبه فهم يعرفون أنه ملك لهم فلا يمكن أن يلحقوا به دمارا.. لكن على كل حال استعد المسئولون جيدا لهذا اليوم.. قبله بفترة تم التخلص من الأشجار التى تفصل مابين الجراج وجسم المبني.. تم التخلص منها لرؤية الداخل والخارج من الجراج بوضوح تام..فالباب المؤدى إلى الجراج هو الأخطر إذا ماقرر أحد اقتحام المبني.. هو الثغرة إلى تفجيره إذا ما فكر احد فى ذلك.. هذا الباب كان يمكن لأى صاحب سيارة أن يدخله ليركن سيارته فى الجراج دون أن يكون واحدا من الذين يعملون فى المبني.. وعندما كتبنا هنا فى «الفجر» ومنذ 3سنوات تقريبا تقرر عمل بوابات الكترونية لا يمكن لأحد أن يتجاوزها إلا إذا كشف عن هويته وتبين انه من العاملين فى المبنى .. الباب المؤدى إلى الجراج كان الثغرة فى ثورة 25 يناير 2011 لولا أن هناك من الثوار الرائعين من حموا الدخول اليه من قبل بعض الوجوه الغريبة التى حاولت اقتحام المبنى فى يوم جمعة الغضب، وهى الوجوه التى يمكن أن قول إنهم مجموعة من البلطجية دفعوا إلى ذلك بتحريض من رجال المخلوع لإثارة الفوضى لتشويه الثورة.. ماجرى من تأمين لباب الجراج جرى مع باب 15 وهو الباب الذى كان يدخل منه العاملون إلى جانب ضيوف برنامج «البيت بيتك» ومن بعده برنامج «مصر النهاردة».. فى هذا الباب تم تركيب بوابات الكترونية لا يمكن تجاوزها إلا بعد الكشف عن هوية الداخلين إلى المبنى .. استبدلوا الباب الحديدى بباب مصفح كان له تأثير كبير فى التأمين فى الأيام الأولى من الثورة.. اذهب إلى باب 4 الباب الرئيسى لماسبيرو.. هذا الباب احتله الحرس الجمهورى منذ اندلاع الثورة.. فى هذه الفترة لم يكن لأحد أن يمر اصلا منه بعدها بفترة تم تأمين الواجهة بأبواب مصفحة مثل المحلات تماما .. يتم انزالها فى الليل للتأمين.. كانوا ينزلونها أمام أى تجمع أمام المبنى لحمايته إذا ما قرر احد أن يقذف المبنى بالحجارة أو زجاجات المولوتوف.. باب «5» هو باب الوزير وكبار المسئولين فى المبني.. بجواره كنت تجد دائما عربة تابعة لوزارة الداخلية مجهزة تماما لكن فى الأيام الأولى للثورة تم حماية هذا الباب بدبابة ورجال من الحرس الجمهورى ودبابة اخرى من الداخل.. أما باب «7» فهو الباب الذى يقع بين المبنى ووزارة الخارجية.. كان يمكن للعاملين أن يدخلوا منه مثل أى باب.. كان يمكن لبعض القيادات أن تدخل اليه بسياراتها لتركن فيه لكن مع قيام الثورة تم إغلاق هذا الباب نهائيا بل تم غلق هذا الشارع بالأسلاك الشائكة.. بجواره ستجد باب «8» باب مخصص لدخول المأكولات والمشروبات الخاصة بالكافيتريا .. على مسافة قريبة منه ستجد البوابة رقم «9» .. هذا الباب يؤدى ايضا إلى الجراج ولأسباب تأمينية تم منع دخول السيارات منه باستثناء السيارات التابعة للقطاعات لكن كان يمكن الخروج منه .. هذا الباب تم اغلاقه نهائيا.. اكثر من 14 بوابة فى المبنى تم تركيب اجهزة الكترونية عليها فى عهد عبدالرحمن حافظ رئيس الاتحاد وقتها-1996- جاء بالأجهزة من المانيا بإشراف من قطاع الأمن وقطاع الهندسة الإذاعية. كان المسئولون يحرصون على تأمين المبنى وزرع كاميرات بعيدة المدي.. حرصهم تضاعف بعد محاولة اغتيال صفوت الشريف وزير الإعلام ..وقتها قام المسئولون بوضع كاميرات مراقبة على أسطح ماسبيرو لكشف كل ما يحدث امام المبنى وعلى مسافات بعيدة.. فهذا المبنى يعتبرونه جزءا من الأمن القومي..من يسيطر عليه يحكم.. لقد حدث وقت اغتيال الرئيس السادات أن ذهب صفوت الشريف إلى المبنى للاطمئنان على تأمينه.. للاطمئنان على أن احدا لم يضع يده عليه فيذيع بيانا من شأنه إثارة الفوضي.. بعده توالت الكاميرات وزاد عددها حتى وصل إلى أكثر من 365 كاميرا داخلية وخارجية.. كاميرات تراقب كل ما يحدث داخل المبنى وخارجه طوال 24 ساعة.. ما يتم تصويره يجرى تسجيله ثم التخلص مما يراه المسئولون أنه غير مفيد ويجرى الاحتفاظ بما يرونه مفيدا، وقد حدث أن ساهمت هذه الكاميرات فى الكشف عن حرامية الخزن والشرائط .. هذه الكاميرات متصلة بغرفة عمليات بها أكثر من 55 شاشة يجلس امامها موظفون يشاهدون ما تصوره ويرفعون تقريرا إلى رؤسائهم إذا ما رأوا ماشاهدوه يمثل خطورة.
إذن المبنى فى حالة حصار دائم والمسئولون حولوه إلى ما يشبه الثكنة العسكرية.. الأبواب الحديدية فى كل مكان..منها ما قام اسامة هيكل وزير الإعلام السابق بوضعها فى الدور التاسع لتأمينه.. بعدها تم تركيب شبابيك سلك سميك جدا –اكثر من 160 شباكا- من الدور الأول وحتى الدور الخامس على واجهة ماسبيرو خوفا من رشقها بالحجارة خاصة بعد تعرض الدور الأول للهجوم وهو الدور الذى يوجد به مكاتب للهيئة العامة للاستعلامات .. المكاتب الخاصة بالمراسلين الأجانب إلى جانب ذلك يوجد به خزائن تقاضى الرواتب كما جرى تركيب 7 كاميرات جديدة على واجهة المبنى تلتقط الصور على مسافات بعيدة ومن زوايا مختلفة.