الجماعة تملكت الطابق الأول عام 1994 ب 120 ألف جنيه .. وبعد 8 سنوات اشترت شقة ثانية فى نفس المبنى ب 300 ألفاً..السعر الحقيقى الآن مليون و250 ألف جنيه
لم يكن مقراً عادياً تنطلق منه أنشطتهم السياسية والدعوية، ولم يكن مجرد منبراً يوجهون منه رسائلهم لنظام الحكم أو القوى الخارجية، بل يمكن اعتباره دولة ذات سيادة، تحميها نفوذ وقوة أعضاءها الذين يتجمعون حول دولتهم بإشارة اصبع من القائد الذى يلقب بالمرشد العام..بل يمكنك أن تطلق عليه محراب يحج إليه الراغبون فى نيل الرضا والدعم طوال السنوات الماضية وحتى إشعار آخر. عن 20 شارع الملك الصالح بالمنيل يدور الحديث حول مقر جماعة الإخوان المسلمين، ذلك المقر الشاهد على جزء مهم من تاريخ الجماعة الأكثر جدلاً فى الأوساط السياسية والتى انتقلت عقب الثورة لفيلا فخمة بالمقطم، تتواكب مع الوضع الجديد عقب سقوط النظام السابق. مقر المنيل والمكون من شقتينن إحداهما فى الطابق الأول والأخرى فى الثانى، قررت الجماعة استغلاله كأحد مقرات حزب الحرية والعدالة بعد رفض فكرة بيعه، ليكون مركزاً مهماً لنشاط الحزب. اشترت الجماعة هذا المقر عام 1994 حيث تملكت الطابق الأول بمبلغ 120 ألف جنيه، والمثير أنه لا يعلم أحد من هو المالك الحقيقى حيث تدور الأقاويل حول أسماء غير معروفة ولا تنتمى للجماعة،فحسب تأكيدات بواب العمارة أن المالك يدعى (عبدالله سمير) ولم يأتى منذ كتابة العقد،أما الشقة الثانية فتم تمليكها عام 2002 بمبلغ 300 ألف جنيه ولشخص آخر غير عبدالله سمير. حاولنا الإستفسار عن امكانية شراء مقر الجماعة بأى مبلغ حيث يلزم لتأسيس شركة معلومات ترغب فى تملك المقر،لكن بواب العمارة أبلغنا أن الجماعة لا تنوى البيع، بل تحاول أيضاً شراء مقرات أخرى بالمنيل وبمبالغ خرافية. وقتها سألنا عن شقق أخرى بالعمارة فقال (هناك شقتين بنفس الإمكانيات لكن سعرهما لن يقل عن مليون و250 ألف جنيه) ،من هنا عرفنا قيمة المقر وكم استفادت منه الجماعة. 20 شارع الملك الصالح بالمنيل شاهداً على 16 عاماً من تاريخ جماعة الإخوان المسلمين،دأب فيه النظام السابق على مواصلة تعنته ضد الجماعة وتنكيله بأعضاءها، غير مكتفياً بزرع أجهزة التصنت بكل ركن من أركان المقر،ليس ذلك فقط بل كل سنتيمتر تقريباً حتى يتمكن من مشاهدة كل ما يدور خلال ال 24 ساعة. كذلك اكتسب مقر الجماعة السابق بالمنيل أهمية كبيرة كونه محراباً لمريدى الدعم السياسى مثلما فعل أيمن نور فى انتخابات الرئاسة عام 2005،حيث جلسة ودية مع المرشد السابق مهدى عاكف تبعها حصول نور على أصوات الجماعة بتلك الإنتخابات متفوقاً على رئيس الوفد وقتها الدكتور نعمان جمعة.