فرض مجلس الامن الدولي الاثنين عقوبات على شبكة حقاني المسلحة في افغانستان وهو اجراء رحبت به كابول الا ان حركة طالبان اعتبرت ان لا معنى له.
وتتهم الحركة التي تتخذ موقعا له في باكستان بشن سلسلة من الهجمات العنيفة في افغانستان من بينها هجمات ضد السفارتين الاميركية والهندية واحد الفنادق الضخمة في كابول.
وتشمل العقوبات ايضا المسؤول عن تنظيم الهجمات الانتحارية في الشبكة قاري ذاكر.
وبموجب قرار مجلس الامن يتعين على دول العالم ان تجمد ارصدة ذاكر وتفرض حظرا على سفره، وتصادر اية ارصدة للشبكة اضافة الى فرض حضر على بيع الاسلحة لها.
وكانت الولاياتالمتحدة ادرجت شبكة حقاني على قائمة المنظمات الارهابية في ايلول/سبتمبر، واعتبر البنتاغون ان الشبكة تشكل "تهديدا كبيرا" للامن القومي واضاف ذاكر على قائمة المشتبه في تورطهم باعمال ارهابية الاثنين.
وكانت الشبكة التي اسسها جلال الدين حقاني تعمل مع وكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي ايه) قبل ان تتحول الى حليف لتنظيم القاعدة. ويتردد انها مقربة من الاستخبارات الباكستانية، وتعتبر اخطر فصيل في قوات طالبان في افغانستان.
وجاء في قرار الاممالمتحدة ان الشبكة مرتبطة بتنظيم القاعدة وبالحركة الاسلامية في اوزبكستان وبسلسلة من المجموعات الناشطة في باكستان من بينهم جيش محمد وعسكر جنقوي وحركة طالبان باكستان.
وتلقى على الشبكة مسؤولية هجمات مروعة ضد اهداف للحكومة الافغانية والحلف الاطلسي في افغانستان اضافة الى عمليات خطف وقتل اخرى.
وقالت سوزان رايس سفيرة الاممالمتحدة في الاممالمتحدة ان افرادا دربهم ذاكر هاجموا قاعدتين للتحالف الدولي في 2010، وفندق انتركونتينتال في كابول في حزيران/يونيو 2011 الذي قتل فيه 11 مدنيا وشرطيان افغانيان، والسفارة الاميركية في كابول في ايلول/سبتمبر 2011 حيث قتل 16 افغانيا من بينهم ستة اطفال على الاقل.
كما تلقى على الشبكة مسؤولية شن هجوم على السفارة الهندية في كابول.
وقال سياماك هيراوي المتحدث باسم الرئيس الافغاني حميد كرزاي "مع ان العقوبات متاخرة الا ان حكومتنا ترحب بها ونامل ان تتم ممارسة الضغوط اللازمة على الصعيدين الاقليمي والدولي للقضاء على هذه الشبكة الارهابية".
ويتولى سراج الدين نجل جلال الدين زعامة شبكة حقاني، واعلنت الاستخبارات الافغانية في اب/اغسطس ان نجلا اخر يدعى بدر الدين وكان قائد العمليات قتل في غارة لطائرة اميركية بدون طيار.
من جهتها، لم تعط حركة طالبان اي اهمية لقرار الاممالمتحدة، وهو الموقف نفسه الذي اتخذته عندما اعلنت الولاياتالمتحدة فرض عقوبات على شبكة حقاني في ايلول/سبتمبر.
وصرح المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس "كل هذا لا معنى له ولن يكون له اي تاثير على عملياتنا".
وقد يتسبب قرار مجلس الامن في احراج باكستان العضو حاليا في المجلس. ويختبئ العديد من عناصر الشبكة في باكستان. وتريد واشنطن من اسلام اباد ان تتشدد مع الشبكة وان توقف اي تمويل لها من دول مسلمة اخرى، بحسب دبلوماسيين.
وكان قائد الاركان الاميركي السابق الاميرال مايك مولن صرح العام الماضي ان شبكة حقاني باتت "ذراعا فعليا" للاستخبارات الباكستانية، ولو ان مسؤولين اميركيين اخرين نأوا بانفسهم عن هذه التصريحات.
وفي السابق، اقر مسؤولون باكستانيون باقامة اتصالات مع شبكة حقاني للحفاظ على تاثير في افغانستان بعد انسحاب الولاياتالمتحدة، الا انهم ينفون تقديم دعم لعمليات الشبكة ويقللون من اهميتها.
وشهدت العلاقات بين اسلام اباد وواشنطن توترا طيلة سنوات واستؤنفت مؤخرا بعد ازمة كبيرة اثر العملية السرية التي قتل فيها اسامة بن لادن وغارة راح ضحيتها 24 جنديا باكستانيا عن طريق الخطا.
وقالت رايس ان خطوة الاممالمتحدة "تؤكد عزم المجتمع الدولي على انهاء قدرة شبكة حقاني في تنفيذ الهجمات العنيفة في افغانستان".
واضافت ان هذه الاجراءات "تعكس ايضا التزام مجلس الامن استخدام وتطبيق العقوبات ضد من يهددون السلام في افغانستان، والتزامه القوي بدعم عملية السلام والمصالحة التي يقودها الافغان".
وقالت ان ذاكر "متورط في العديد من الهجمات الانتحارية التي نفذتها شبكة حقاني، ودرب افرادا على استخدام الاسلحة الخفيفة والاسلحة الثقيلة والعبوات الناسفة المصنعة يدويا".