لا شك أن شركة غوغل ليست بارعة في التسويق، على الأقل هي ليست ببراعة آبل ومايكروسوفت، فهي ما زالت شركة قائمة على المبرمجيين المهووسيين Geeks وليس على رجال الأعمال والمسوّقين، حتى أنها وفي الصفحة الرسمية التي عرضت فيها الميزات الجديدة لأندرويد 4.2، والتي نقلنا عنها هذا الموضوع، فاتها ذكر بعض الميزات! يبدو بأن غوغل تعلم ضعفها في هذا الجانب، لهذا السبب استدعت أحد المواقع المشهورة وهو موقع The Verge وذلك قبل إطلاق أجهزتها الجديدة اليوم كي يُعد الموقع تقريراً عن جديد أندرويد ويقوم بنشره تزامناً مع إعلان غوغل عن جديدها. وفي الحقيقة قد ساهم هذا التقرير (الذي يتضمن فيديو مدته 14 دقيقة) في التسويق بشكل جيد لأندرويد 4.2 وهاتف Nexus 4 والحاسب اللوحي Nexus 10 بشكل أفضل مما كانت ستفعله غوغل نفسها.
سنقوم بنقل أبرز ما جاء في التقرير، والذي تضمن مقابلات مع بعض مهندسي غوغل الذين عملوا بشكل مباشر على تطوير أندرويد وأجهزة نيكسوس الجديدة ويأخذنا وراء كواليس تصميمها والفكرة من وراء اختيار الشركات التي قامت بتصنيعها.
عن LG Nexus 4
في البداية، يتحدث جوشوا توبولوسكي رئيس تحرير موقع The Verge عن هاتف LG Nexus 4، الذي لم يعجبه كثيراً عندما شاهده في الصور المسربة (نوعاً ما، أشاطره هذا الرأي أيضاً)، لكنه قال بأن النظر عن قرب إلى الهاتف وإلى تفاصيله يجعل الأمر مختلفاً، في الحقيقة فإن التفاصيل الصغيرة هذه هي التي تصنع الفرق بحسب توبولوسكي والهاتف يبدو في الواقع أجمل مما هو عليه في الصور كما قال.
ليست فقط شاشة الهاتف محمية بطبقة من Gorilla Glass، بل الجهة الخلفية زجاجية أيضاً ومحمية بنفس التقنية، كما أن جوانب الهاتف محاطة بشريط ذو ملمس طري بحواف مشطوفة. ويبدو الهاتف متيناً وممتعاً للحمل، وجهته الخلفية مغطاة بما يشبه شبكة ثلاثية الأبعاد جميلة الشكل. ولدى سؤال Matias Duarte رئيس قسم تجربة المستخدم في أندرويد حول الخوف من تعرض الزجاج المستخدم في صناعة الهاتف للكسر، أكد بأن جسم الهاتف مصمم لحماية كل من الشاشة والجهة الخلفية. وبحسب Duarte فإن هذا الهاتف يتميز عن جميع الهواتف السابقة بشيء هام، وهو أن التكنولوجيا لم تكن في السابق كافية لتحقيق ما كانت تطمح إليه غوغل سابقاً، لكن الآن تغير الوضع.
فمن حيث المواصفات، يقدم الجهاز بعض أفضل المواصفات الموجودة في السوق على الإطلاق، إذ يحمل شاشة بدقة 768×1280 بيكسل تبدو رائعة الجمال، وبداخله معالج Snapdragon S4 Pro رباعي النواة بتردد 1.5 غيغاهرتز الذي وصفه Hugo Barra (مدير إدارة المنتج في أندرويد) بأنه يجعل من الجهاز “أسرع هاتف على وجه الكرة الأرضية في الوقت الحالي”.
الأجمل من هذا أن الشركة ستبيع النسخة المفتوحة (بدون عقد) بسعر 299 دولار فقط لنسخة 8 غيغابايت و 349 دولار لنسخة 16 غيغابايت، الهواتف الأخرى التي تحمل مواصفات مشابهة (بل أقل من مواصفات هذا الهاتف) تباع بحوالي 600 دولار حالياً.
لماذا LG؟
عند سؤال Patrick Brady وهو الشخص الذي يقود فريق الهندسة الذي يساعد شركاء غوغل في صناعة أجهزة أندرويد، حول لماذا اختارت غوغل شركة إل جي لصناعة هذا الهاتف، أجاب بأن الأمر يتعلق بقدرات إل جي العتادية العالية. وقال تحديداً بأن اختيار إل جي كان لإبداعها في مجموعة مختلفة من مجالات التكنولوجيا، وخاصةً الشحن اللاسلكي وتقنية الشاشات. أما Matias Duarte فاعتبر بأن إل جي أذهلتهم بالتكنولوجيا التي قدمتها لهم.
لكن للأسف، فالسعر الرائع للجهاز جاء على حساب غياب دعم تقنية الجيل الرابع LTE، لكن السعر ليس وحده السبب الرئيسي للاستغناء عن LTE، فبحسب Andy Rubin نائب رئيس غوغل ورئيس تطوير أندرويد فإن أحد الدوافع الرئيسية هو إتاحة الهاتف على جميع الشبكات في العالم. وقال بأن دعم نوعي الاتصال سوياً في هاتف واحد سيؤدي عدا عن رفع التكلفة إلى تقديم تجربة استخدام سيئة، وهو يقصد هنا عمر البطارية.
عن Samsung Nexus 10
في الحاسب اللوحي Nexus 10، قدمت غوغل للجمهور حاسباً بقياس 10 إنش، وذلك لمن يريدون جهازاً بحجم أكبر من حاسبها السابق Nexus 7. لكن ما يميز هذا الجهاز هو شاشته التي تحمل دقة تبلغ 1600×2560 بيكسل وهي تتغلب بسهولة حتى على دقة الجيلين الثالث والرابع من آيباد. وبحسب توبولوسكي فإن الدقة تبدو مذهلة، والنص واضح جداً، والرسوميات نابضة بالحياة، وزاويا الرؤية هائلة! وبحسب Patrick Brady فإن هذه الشاشة هي أول ما كانت تفكر فيه غوغل عندما قررت بناء الحاسب اللوحي، وأضاف: “كان يجب أن نحصل على هذه الشاشة – إنها رائعة”.
ويبدو بأن الحاسب اللوحي في الواقع أجمل مما هو عليه في الصور، بل هو جميل بحسب توبولوسكي، ومصنوع من قطعة واحدة من البلاستيك المعالج بغلاف ذو قوام مُحكم، يجعل إمساكه سهلاً وثابتاً ويمنح المستخدم شعوراً جيداً لدى إمساكه. وبحسب Duarte فإن البلاستيك كان خياراً إجبارياً للوصول إلى هذا الوزن الخفيف وهذه النحافة الفائقة، حيث يبدو بشاشته بقياس 10.055 إنش وكأنه أصغر وأخف من الحواسب الأخرى التي تنتمي إلى نفس الفئة.
وعندما قال له توبولوسكي مازحاً بأنه يقول هذا للتغطية على حقيقة أن الجهاز مصنوع من البلاستيك، أجابه Duarte: “لكنها قطعة جميلة من البلاستيك”.
لكن نظراً للمواصفات، فالسعر ليس سيئاً على الإطلاق إذ سيباع الجهاز بدءاً من 399 دولار لنسخة 16 غيغابايت.
وبحسب Andy Rubin فإن غوغل باتت تمتلك حصة سوقية متزايدة في سوق الحواسب اللوحية، بل حصة عالية “بشكل مفاجىء” على حد تعبير Rubin الذي قال بأنه واثق من نجاح Nexus 10 لأنه يعتبر تتمة للنجاح الذي حققه Nexus 7، وقال بأن المطورين يطورون بشكل دائم المزيد من التطبيقات المناسبة لحواسب أندرويد اللوحية، بالإضافة إلى المحتويات التي تقدمها غوغل في متجرها من مجلات وأفلام وغيرها من المحتويات المخصصة للحواسب اللوحية.
لكن من أبرز الميزات في أندرويد 4.2 على الحواسب اللوحية هي ميزة تعدد المستخدمين التي وصفها توبولوسكي بأنها تعمل بشكل جيد، وسريعة، وسهلة.
عن أندرويد 4.2
برمجياً، يقدم أندرويد 4.2 عدداً من الميزات الجديدة من أبرزها ميزة الإعدادات السريعة التي تسمح التحكم بسهولة بإعدادات مثل إضاءة الشاشة والصوت ووضعية الطائرة ومشاهدة استهلاك البطارية وغير ذلك، حيث يمكن الوصول إلى هذه الإعدادات من أي مكان في الهاتف عن طريق سحب شريط التنبيهات إلى الأسفل بإصبعين، أو الضغط على الأيقونة الخاصة بالإعدادات السريعة عند سحب شريط التنبيهات بالطريقة التقليدية (بإصبع واحد).
بالإضافة إلى ذلك حصلت خدمة Google Now للبحث على تحديث ضخم، حيث باتت قادرة على استخلاص الرسائل المفيدة من بريدك الالكتروني والتي تحتوي على تأكيد حجوزاتك الفندقية أو حجوزات الطيران وغير ذلك، ووضع هذه المعلومات ضمن شريط التنبيهات في بطاقات جديدة.
كما قدم متجر غوغل بلاي ميزة جديدة تدعى Music Explorer تسمح للمستخدم وبشكل رسومي جميل باكتشاف الموسيقى بطريقة جديدة وسهلة.
بالإضافة إلى ذلك أصبح بإمكان المستخدم الوصول إلى الويدجتس من شاشة القفل، وهي ميزة مفيدة لإلقاء نظرة سريعة على المعلومات المطلوبة دون الحاجة لفتح قفل الشاشة.
هكذا انتهى التقرير الذي كشف لنا بعض الميزات الجديدة التي لم تتحدث عنها غوغل في إعلانها الرسمي، وكشف لنا بعض أفكار مهندسي غوغل أنفسهم حول هذه الأجهزة الجديدة.
