تغيرت طقوس الأعياد والمناسبات لدى فئة عريضة من المصريين، فبدلاً من الاحتفالات والتنزه واللعب، أصبحت الطقوس لا تخلو من حفلات تحرش جماعى بالفتيات، فى الحدائق والمتنزهات والشوارع والمواصلات، وعلى كورنيش النيل، والسينمات.. ولا تكاد تمر مناسبة أو عيد إلا ويحدث فيها عشرات الحوادث من التعرض للفتيات والتحرش بهن.. لتصبح الظاهرة الأكثر تهديداً للمرأة التى افتقدت الأمان، وسط محاولات من المنظمات والجمعيات الأهلية للقيام بدور التوعية ومقاومة لتلك الظاهرة .
87 حالة معاكسة و6 حالات تحرش جماعى، ضبطتها أجهزة الأمن بمحافظة القاهرة، خلال أول أيام عيد الأضحى، بمناطق التجمعات خاصة منطقة كورنيش النيل ووسط البلد والحدائق والمتنزهات العامة .
مدير مباحث القاهرة: ضبطنا 87 حالة معاكسة و6 حالات تحرش في أول أيام العيد
وقال اللواء سيد شفيق، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة فى تصريحات له, إن الأجهزة الأمنية تركز على مواجهة ظاهرة التحرش الجنسى خلال الأعياد والمناسبات، من خلال تكثيف الخدمات الأمنية والدوريات المتحركة والثابتة، فى المناطق التى يتجمع فيها المواطنون، وأوضح أنه تم ضبط 87 متهماً متلبسين بارتكاب حالات معاكسة الفتيات، بالإضافة إلى ضبط 6 حالات تحرش جماعى بالسيدات والفتيات، وتمت إحالة المتهمين فيها إلى النيابات المختصة للتحقيق معهم.
وعلى الرغم من أن الإحصائيات والأرقام تشير لتضخم الأزمة، وعشرات الأسباب التى يؤكد المتخصصون فى الأمراض النفسية وحتى المشايخ ورجال الدين، أنها سبب ارتفاع معدلات تلك الجريمة، فإنها فى تزايد مستمر، وخاصة فى المناسبات وأماكن الازدحام، حيث وصلت النسبة فى آخر إحصائيات المركز المصرى لحقوق المرأة إلى أن 83% من النساء المصريات و98% من الأجنبيات يتعرضن للتحرش، لكن المتفائلين من المعنيين بحقوق الإنسان والمرأة بشكل خاص، يؤكدون على بداية انحسار الظاهرة، بعد الجهد المبذول فى مجال توعية المرأة أو الفتاة وحثها على عدم الصمت الذى يشجع المتحرش على التمادى فى جريمته، وبدأت الحملات المنادية بالقضاء على تلك الظاهرة من خلال تحرير محاضر ضد مرتكبى تلك الجريمة، وفضحهم على الملأ ليكون ذلك رادعاً لهم وسبباً فى عدم تكرار تلك الممارسات مرة أخرى.
وبين التشاؤم من تزايد الظاهرة والتفاؤل ببوادر انحسارها، يبقى الواقع الملموس وهو حالة اللامبالاة التى تسيطر على فئة كبيرة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة عشرة والعشرين، فهؤلاء يتحركون فى مجموعات تشبه الميليشيات، ليظل التحرش الجماعى الذى تشهده شوارع مصر وأماكنها العامة فى الأعياد يحدث بشكل متكرر ومنتظم، على الرغم من المطالبات الجادة والمتكررة بتغليظ عقوبات التحرش الجنسى، أو على الأقل تفعيل العقوبات الثلاث المنصوص عليها فى قانون العقوبات ضد المتحرشين .
مشاجرات ومشادات كلامية بين أفراد حملات مواجهة التحرش والمتحرشين
التحرش الجنسى فى الأعياد تحول لوسيلة من وسائل الترفيه للمراهقين، وأصبح مدرجاً على أجندتهم اليومية خلال الأعياد، وأصبحت حفلات التحرش الجماعى مادة للتصوير والنشر على مواقع الإنترنت، للتأكيد على أن مصر أصبحت الدولة رقم 1 على مستوى العالم فى انتشار التحرش الجنسى .
الحملات المتعددة التى أطلقها ناشطون فى مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة ونشطاء الإنترنت تركز فى مجملها على مجابهة هذه النوعية من الجرائم، بطرق تضع المتحرش فى موضع إحراج أو تعرضه للأذى أو الضرب أو حتى إلقاء القبض عليه وتسليمه إلى الشرطة وتحرير محضر ضده، فهناك الحملات التى تقترح رش المتحرش باسبراى «دوكو»، حتى يعتبر ولا يكرر فعلته، وهناك من يقترح الالتفاف حوله وتلقينه درساً لا ينساه، وهناك آراء أخرى تنادى بتصوير الواقعة ونشر صور المتحرش على مواقع الإنترنت ووسائل الإعلام حتى يتم «فضحه»، ويكون عبرة لغيره ممن يقدمون على مثل هذه الأفعال، وهو بالفعل ما حدث خلال أول يومين من أيام عيد الأضحى وتسبب فى مشاجرات ومضايقات تعرض لها أفراد الحملة أنفسهم.