باتت مشروبات الطاقة الرائجة عند الشباب في المرصاد لدى السلطات الأميركية، بعد خمس وفيات وسكتة قلبية قد تعزى إلى استهلاك منتجات مجموعة "مونستر بيفيرج".
وقد أبلغت "الوكالة الاميركية للاغذية والعقاقير بخمس حالات وفاة وسكتة قلبية قد تعزى إلى مشروب الطاقة الذي تنتجه مجموعة +مونستر بيفيرج+"، على ما كشفت الناطقة باسم الوكالة شيلي بورغس الثلاثاء في رسالة إلكترونية موجهة إلى وكالة فرانس برس.
وهي أضافت "لكن ما من دليل في هذه المرحلة يثبت العلاقة السببية بالمنتج".
وتدعو الوكالة الاميركية للأغذية والعقاقير أي شخص توعك من جراء استهلاك مكمل غذائي إلى إعلام مصنع المنتج أو موزعه بحالته. ويلزم القانون المنتجين بنقل هذه الشكاوى إلى الوكالة في غضون 15 يوما.
وتطال مجموعة "مونستر بيفيرج" شكوى أخرى تقدمت بها الجمعة في كاليفورنيا عائلة المراهقة آناييس فورنييه التي توفيت في كانون الاول/ديمسبر 2001 إثر اضطراب في القلب أصيبت به بعد أن شربت زجاجتين من مشروب "مونستر إنرجي" الذي تصنعه "مونستر بيفيرج"، في غضون 24 ساعة.
ويتهم والدا المراهقة المجموعة بانها لم تحذر من الاخطار المحتملة لمنتجها.
وذكرت والدة الفتاة في بيان "صدمت عندما علمت أنه يجوز للوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير تحديد نسبة الكافيين في المشروبات الغازية، لكن ليس في مشروبات الطاقة".
فبموجب القانون الاميركي، ينبغي ألا تتخطى نسبة الكافيين في المشروبات الغازية 71,5 ميليغراما لكل 35 سنتلترا. لكن هذه النسبة القصوى لا تنطبق على مشروبات الطاقة التي تعتبر من المكملات الغذائية.
وكانت الزجاجتان اللتان شربتهما آناييس فورنيه تحتويان على حوالى 480 ميليغراما من الكافيين، أي ما يعادل 14 زجاجة "كوكا كولا".
لكن مجموعة "مونستر بيفيردج"أكدت أنها لم تسمع بأي حالة وفاة ناجمة عن مشروبات الطاقة التي باعتها حتى الآن في العالم والتي يتخطى عددها 8 مليارات زجاجة. وأعلنت في بيان أنها "لا تعتقد أن أحد منتجاتها مسؤول بطريقة أو بأخرى عن وفاة فورنييه".
وكان تقرير صدر عن وزارة الصحة الاميركية في العام 2011 قد بين أن عدد الاشخاص الذين ادخلوا اقسام الطوارئ في المستشفيات لاسباب صحية ناجمة عن استهلاك مشروبات الطاقة قد ازداد عشر مرات بين العامين 2004 و 2009 ليبلغ 16 ألف حالة في البلاد برمتها.
وأفاد كيفين غولدبرغ احد محامي عائلة آناييس فورنييه بأن مبيعات هذه المشروبات قد ارتفعت بنسبة 140% خلال الفترة عينها.
وأوضحت الشركة المتخصصة "بيفيرج دايجست" أن مبيعات مشروبات الطاقة التي تشكل 3% من سوق المشروبات الغازية ازدادت بنسبة 17% في خلال العام 2011.
وتتمتع شركة "مونستر بيفيرج" ب 39% من حصص السوق الاميركية، من حيث المبيعات، غير أن حصة الاسد هي من نصيب الشركة النمسوية "ريد بول"، من حيث العائدات. أما المنتجان الآخران في هذه السوق، فهما شركة "بيبسيكو" و"ليفينغ إسنشلز" (إل إل سي).
وتثير العدائية السائدة في حملات الترويج التي تستهدف هذه الشركات من خلالها الشباب على وجه الخصوص مخاوف متزايدة في اوساط السلطات.
وفي آب/أغسطس، استدعى المدعي العام في نيويورك مسؤولين من شركات "مونستر بيفيرج" و"بيبسيكو" و"ليفينغ إسنشلز" في إطار تحقيق طال الممارسات الترويجية والتسويقية المعتمدة في هذا القطاع.
وكانت الوكالة الوطنية الفرنسية للأمن الصحي قد حددت 13 حالة من أصل 25 حالة مسجلة منذ العام 2008 "يمكن التوصل في إطارها إلى علاقة سببية محتملة" بمشروبات الطاقة.
وقد شملت هذه الحالات التي تم الابلاغ بها اضطرابات في نظام القلب واضطرابات عصبية وأخرى نفسية.