بحضور نحو 1300 سائح من مختلف الجنسيات لمشاهدة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى، صباح اليوم الإثنين، بمعبده الشهير بمدينة "أبو سمبل" السياحية فى الظاهرة الفريدة التى تحدث مرتين على مدار العام .
حيث شهد الظاهرة "مصطفى السيد", محافظ أسوان، و"كاميليا صبحى", مدير العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، و"سعد عبد الرحمن", رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وعدد من أهالى "مدينة أبو سمبل" .
ومن جانبه صرح الدكتور "أحمد صالح", مدير آثار أبو سمبل والنوبة: بأن الظاهرة بدأت فى تمام الساعة 5.55 دقيقة صباحاً، وإستمرت إلى الساعة 6.15 دقيقة, أى لمدة 20 دقيقة، مؤكداً على أن أعداد السائحين تُعْتَبَر الأكبر من الذين توافدوا على زيارة المعبد منذ ثورة يناير، وكان من الممكن أن يزيد عن ذلك فى حالة مصادفة الظاهرة خلال أيام الأربعاء والخميس والجمعة, وهى الأيام التي تزداد فيها الحركة السياحية داخل أسوان .
وأشار "أحمد صالح" إلى: أن عدد السياح الذين يتوافدون لزيارة المعبد فى زيادة مستمرة، وأن الموسم السياحى من المتوقع أن يشهد إنفراجة كبرى خلال العام الحالى, وهذا فيما قامت الهيئة العامة لقصور الثقافة فى ليلة التعامد, بتنظيم الحفل الفنى الكبير والذى حضره حوالى 2000 من أهالى مدينة "أبو سمبل" بمنطقة السوق السياحى, وشاركت فيه فرق الفنون الشعبية، بجانب الفنان النوبى "سليمان ديددى" .
وعلى هامش الإحتفال بظاهرة تعامد الشمس, إلتقى محافظ أسوان ببعض القيادات الشعبية والسياسية وإئتلاف الشباب كممثلين لأهالى مدينة "أبو سمبل" السياحية .
فيما أشاد المحافظ بالوعى الوطنى والحضارى الذى تحلَّى به أبناء المدينة خلال الفترة الماضية, ووقوفهم بكل إصرار وحزم أمام محاولات البعض للضغط علي الحكومة للحصول على مطالب فئوية من خلال التهديد بتعطيل الحركة السياحية والتأثير على تدفقها أثناء زيارة معبد أبو سمبل أو الإحتفال بتعامد الشمس .
ومن جانبه أكد "علاء محمد", أحد القيادات الشبابية، على أن جميع مطالب أهالى أبو سمبل لا تخرج عن إطار الصالح العام، حيث ترتكز على إحداث تنمية حقيقية من خلال دعم مشروعات البنية الأساسية والخدمات .
وأشار إلى موافقة محافظ أسوان, على تحويل مقر الحزب الوطنى المنحل بالمدينة إلى مُجمَّع جملة إستهلاكى لتوفير السلع التموينية والأساسية لأهالى أبو سمبل, وذلك من خلال التنسيق مع الشركة القابضة للصناعات الغذائية .
وأضاف: بأن من ضمن المطالب العامة لأهالى المدينة إنشاء مدرسة ثانوية زراعية تحقق المستهدف من الدولة فيما يتعلق بدعم مشروعات الإستصلاح الزراعى وتنمية الثروة الحيوانية، مع عدم إقتصار الحياة المعيشية بالمدينة على النشاط السياحى فقط
فيما عرض الدكتور "أحمد صالح", مدير آثار "أبو سمبل والنوبة" مقترح إنشاء "متحف لتعامد الشمس" يضم جميع المقتنيات الأثرية المرتبطة بهذه الظاهرة الفريدة من مختلف أنحاء المواقع الأثرية على مستوى الجمهورية، وذلك ضمن منطقة "منشأة النوبة" بوسط المدينة ، والتى تُعْتَبَر بدورها" متحف نوبى" مفتوح للسياحة البيئية، لكونها تضم فى نفس الوقت خدمات سياحية مختلفة منها, الكافتيريات والجراجات والحدائق العامة، ومراكز تدريب المشغولات اليدوية .
وخلال اللقاء طالب "أحمد حسن", من أبناء أبو سمبل الجهات الأمنية بإعادة النظر فى نظام التفويج السياحى على طريق أسوان - أبو سمبل والعكس, وهو الذى يلزم السائحين بالإرتباط بمواعيد وتوقيتات تَحرُّك معينة تحت حراسة أمنية مشددة، على الرغم من توافر العديد من النقاط الثابتة والكمائن الشرطية على طول الطريق .
وأكَّد على: أن ذلك يُمثِّل أكبر عقبة أمام توافد الحركة السياحية للمدينة وإنخفاض عدد الليالى السياحية بها، وإقتصار الزيارة على معبد "أبو سمبل" فقط دون التوسع فى حركة السائح داخل المدينة, كما طالبت القيادات الشعبية بضرورة الإعتماد على أبناء مدينة "أبو سمبل" فى تشغيل الشباب والتعيينات داخل الهيئات والوزارات الحكومية، وخاصة فى الطيران المدنى والآثار والكهرباء ومديريات الخدمات .
حيث أن هناك 118 وظيفة إدارية يشغلها عاملين من خارج المدينة، مشيرين إلى أهمية الإهتمام برفع كفاءة ومستوى أتوبيسات النقل العام ودعمها بمشروع النقل الداخلى، هذا بجانب المطالبة بتوفير مكتب بريد للقرى لتسهيل صرف المعاشات .
بالإضافة إلى أهمية التفتيش الدورى على المراكب السياحية بين أسوان وأبو سمبل لضمان التوافق البيئى، وعدم قيامها بإلقاء الصرف المعالج لها فى بحيرة ناصر .
وفى نهاية اللقاء, قرَرَ محافظ أسوان, تكليف مديرية الصحة بتنظيم قافلة طبية تضم مختلف التخصصات من أجل رفع مستوى الجودة الصحية بالمدينة، مع دراسة تعيين مدير جديد للتموين يكون قادراً على تحقيق الرقابة التموينية على الأسواق وحركة تداول السلع المختلفة .