أ ش أ أكد سفير الصين لدى مصر سونج ايقوه أن زيارة الرئيس محمد مرسي مؤخرا إلى الصين كانت زيارة ناجحة للغاية وأسفرت عن عديد من الاتفاقيات لدفع التعاون بين الصين ومصر. وقال السفير الصيني - في مؤتمر صحفي له - إن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ عام 2011 ما يقرب من 8ر8 مليار دولار بزيادة قدرها 5ر26 \% عن عام 2010 ، وقد استوردت الصين من مصر ما يقرب من 52ر1 مليار دولار بزيادة قدرها 65%. وأضاف أن الثمانية أشهر الأولى من عام 2012 حققت نتائج ايجابية حيث سجل حجم التبادل التجاري 6 مليار دولار بزيادة قدرها 3ر1% ، منها 4ر5 مليار دولار لصادرات الصين ، أما الواردات من مصر فقد سجلت 690 مليون دولار بنسبة انخفاض بلغت 42% بسبب انخفاض واردات الصين من المواد الخام. وأوضح أن الصين لا تسعى للحفاظ على هذا العجز بين الجانبين ، فقد قامت باستيراد الأسمدة والمواد الحجرية مثل الرخام وغيرها بقيمة قدرها 170 مليون دولار بزيادة 125 % عن عام 2011 فقد سجلت الواردات الصينية من مصر في الثماني أشهر الأولى من عام 2012 ما يقرب من مليار و500 مليون دولار منها 380 مليون دولار من منتجات النفط. وقال سفير الصين لدى مصر سونج ايقوه إنه بحلول عام 2012 بلغ حجم الاستثمارات المباشرة 500 مليار دولار في اطار المناطق الصناعية والنسيج والملابس والاتصالات وغيرها ،ساهمت في تطوير المنتجات الصناعية بمصر وتوفير فرص عمل واسعة النطاق للشباب من خلال قيام الصين بتوفير التدريب لهم بالمدن الصينية المختلفة. وأضاف أنه على سبيل المثال قام مصنع الخميرة الذى يستخدم القصب فى صناعتها بمنطقة جنوب مصر بتوفير 8 الاف فرصة عمل للشباب ويصدر غالبية الانتاج إلى الخارج وتبلغ حجم استثماراته 10 ملايين دولار .. وكذلك بالنسبة لشركة الالياف الزجاجية التي وفرت التدريب لمائة طالب مصري في الصين وبلغ حجم استثماراتها 600 مليون دولار منها 220 مليون تكاليف المرحلة الاولى. وأكد ايقوه أن هناك توافقا فى الآراء بين القيادتين المصرية والصينية حول تنشيط التعاون فى المجالات الصناعية والزراعية والكهرباء والطاقة ، وهناك مجال خاص يحظى باهتمام البلدين وهو مشروع تطوير منطقة شمال غرب خليج السويس حيث يتفاوض الجانبين على بناء المرحلة الثانية لهذه المنطقة وتحديد البيانات التفصيلية ، وسيتم التوقيع على اتفاق خاص لبناء هذه المرحلة فى وقت لاحق من العام. وأشار إلى أنه تم فى يوليو الماضى التوقيع على اتفاقية خاصة مشتركة صينية سعودية مع الهيئة العامة المصرية لموانىء البحر الاحمر لتشغيل محطة البضائع بميناء الادبية لتنمية البحر الاحمر والسويس . وأوضح أن الاستثمارات الصينية فى مصر تسير بخطى سليمة وسريعة وهناك مشروع لانتاج العلف بمدينة السادات من المتوقع ان يدخل حيز التشغيل قبل نهاية العام الحالى وشركة "هايسانس " الصينية لصناعة الأجهزة الكهربائية استثمرت فيما يقرب من 150 مليون دولار لانشاء حديقة صناعية للاجهزة. وذكر ايقوه أن هناك مجموعة من الشركات الصينية تستثمر حوالى 70 مليون دولار لانشاء صوامع للتخزين بمنطقة السويس ، ومن المتوقع ان تشهد المرحلة الثانية من مشروع خليج السويس توافد مصانع كبرى مثل السيارات حيث توجد بالفعل شركتين "جيلى" و "بريلينس اوتو" بالتعاون مع شركة "بفاريا" لانتاج خط جديد للسيارات ، كما ان هناك اهتماما خاصا من جانب الصين لزيادة التعاون العام القادم في مجال الاسمنت والمنتجات الحجرية. وأشار السفير الصينى إلى وجود مشروعات جديدة أخرى في مجالات تنمية المنتجات الزراعية فى الفصل الجاف ومكافحة التصحر ومركز لتنمية الثروة البحرية والذى دخل فى مرحلته النهائية لزيادة انتاج الثروة السمكية بنسبة 70%. واستعرض سونج ايقوه سفير الصين لدى مصر تطورات النزاع الاخير بين الصين واليابان حول جزير "دياويو" .. حيث قامت اليابان باتخاذ قرار خطير الشهر الماضى بشراء الجزيرة وهو تصرف "غير قانوني" ولا يرتبط بالحقائق التاريخية ولا القوانين الدولية وآثار غضب الشعب الصينى وشكل ضررا للحكومة الصينية . وقال إن هذه الجزيرة والجزر التابعة لها تقع تحت السيادة الصينية منذ القرن الخامس عشر حتى ان الوثائق اليابانية نفسها تنص على ان هذه الجزيرة تابعة للصين. كما أن الخرائط الفرنسية والبريطانية والامريكية فى القرن التاسع عشر أكدت على ان الجزيرة جزء من الاراضى الصينية وجاء "اعلان القاهرة" و "اعلان بوتسدام" " بعد الحرب العالمية الثانية لتأكيد ذلك وتلتزم الولاياتالمتحدة حاليا بالحيادية إزاء هذا الموضوع. وأضاف أنه يتعين على اليابان مراجعة موقفها خاصة وان إعلانها شراء الجزيرة لن يغير حقيقة انها ملك للصين منذ القدم ، وسنعمل على الدفاع عن سيادتها بكل حزم وعلى اليابان تصحيح مفاهيمها والاستعداد للجلوس حول مائدة المفاوضات.