أبو العز الحريرى يتحدث ل "بوابة الفجر" ويتكلم عن الأحداث الأخيرة وعن دور الأحزاب فى الفترة القادمة , وعن مصير الجمعية التأسيسية وكذلك الحديث عن مستقبل مصر وغيره من الأمور الهامة, فإلى نص الحوار:
كيف يرى أبو العز الحريرى الوضع الحالى فى مصر فى ظل الأحداث الأخيرة ؟
الوضع الحالى عبارة عن أزمة كبيرة ولها أسباب عديدة ومنها , التراجع الكبير فى شعبية الإخوان , حيث أنهم لم يتوقعوا هذا الرفض والتشنج من قِبَل الشعب والرفض العام لممارساتهم , كما أن إنتخابات الرئاسة أثبتت نفور الشعب منهم حيث أنهم لم يحصلوا إلّا على خمسة ملايين صوت فى الجولة الأولى , وفى الجولة الثانية كانت الأصوات التى حصلوا عليها وهى أصوات رفض لشفيق وليست أصوات راغبة أو داعمة للإخوان .
وأيضًا الشرخ الذى تم فى الجبهة الداخلية للسلفيين والشرخ الذى تم بين الإخوان والسلفيين , حيث أن الإخوان أطلقوا السلفيين وإحساس السلفيين أنهم لم يحصلوا على أمانيهم, وأيضًا تواطؤ الإخوان ضد الثورة سيؤدى إلى إحياء الحزب الوطنى من جديد وأيضًا حصول شفيق على نسبة تُقارِب نسبة مرسى وهذا ما أشعرهم بالخطر وأيضًا دخول القوى والأحزاب المدنية فى تحالفات أمر أزعج الإخوان كثيرًا , حيث أنهم شعروا بوجود قوى ستنافسهم فى الإنتخابات البرلمانية المُقبلة, ويبدوا أن نهايتهم ستكون من حيث بدايتهم حيث أن بدايتهم كانت مع سقوط مبارك, كما أن إستخدامهم لأسلوب المراوغة ومحاولات إظهار تمسكهم بالديمقراطية, كل هذه الأسباب أدت إلى الأزمه الحالية ورفض الشعب إلى أخونة الدولة وسياسات وممارسات الإخوان .
ما هي إستعدادات حزب التحالف الشعبى الإشتراكى للإنتخابات , ومع من سيتحالف الحزب مع القوى والأحزاب السياسية ؟
الحزب يستعد لخوض الإنتخابات البرلمانية بقوة حيث يتم التنسيق الآن مع القوى والأحزاب المدنية ومنها الدخول فى تحالف مع "الجبهة الديمقراطية الثورية" التى تضم قوى اليسار , ويتم التنسيق الآن مع الأحزاب الليبرالية من أجل وجود قائمة موحدة وأنه لن تكون هناك تقسيمات فرعية وحتى التحالفات المدنية الأربعة سيتم التنسيق بينها للدخول فى قائمة واحدة .
ما هى أولويات حزب التحالف الشعبى فى البرلمان القادم ؟
الحفاظ على مدنية الدولة والإلتزام بالتنمية والعدالة التى تعتبر مطلب أساسى للثورة والتى تجعل للديمقراطية مدلول حقيقى ولهذا طرح التحالف برنامج إنقاذ وطنى لا يختلف عليه التيار المدنى لأنه برنامج توافقى به حد أقصي وحد ادنى, فالحد الأقصى يمكن تحقيقه خلال أربع إلى خمس سنوات , وهو برنامج ليس أيديولوجيًا بقدر ما هو مفروض من جماهير الثورة ويتسم بأنه ليس أمام من يتبناه أى خيار أن يغيره لأنه يُعبِّر عن إرادة الثورة وهو يُعتَبَر إنقاذ وطنى من قِبَل التيار المدنى والتحالفات الأربعة حتى الآن , وهى تحالفات متباينة فى برامجها وأيديولوجياتها ولكنها متفقة وموحدة الأهداف, كما أن هذه الخطوة ستُحْدِث تغييرات هائلة فى السياسة المصرية الداخلية والخارجية وإلغاء فكرة الإحتكارية الملتحية وغير الملتحية التى لها علاقة قوية بأمريكا ودول الخليج والصهاينة .
كيف يرى أبو العز الحريرى تأسيسية الدستور ؟
الجمعية التأسيسية باطلة لأنها جاءت من برلمان حُكِمَ عليه بالبطلان , كما أنه لا يُمثِّل المجتمع المصرى ككل ولكنه يُعبِّر عن جماعة مُعينة والمواد التى تُناقَش داخل التأسيسية لا تُعبِّر عن الهوية المصرية الوسطية , كما أن معظم أعضاء التأسيسية لا يملكوا القدرة علي صياغة دستور يليق بمصر ولا بثورتها وشعبها .
ما هى آليات مواجهة القوى المدنية للإستفتاء على الدستور وتنوير الشعب ؟
الآليات تُولِّد نفسها بنفسها بمعنى عدم قدرة الإخوان على حل المشاكل وتجاهل الحلول السهلة الغير مُكلِّفة وتناقض المواقف والأخطاء المتوالية وتمسُّكُهُم ب "كامب ديفيد" والعدوان على القضاء والوقوف ضد حق التظاهر فكل هذه الممارسات تجعل الشعب ينفر من الإخوان .
وأضاف أن الدستور الذى يتم إعداده هو فضيحة وطنية لن تُنْسَى فى التاريخ وسوف تظل سُبَّه فى جبين كل من شارك فيه, وأن الشعب لن يقبل دستور لا يليق به وأن الشعب أصبح فى حالة حراك وإستنفار .
ما هى رؤية أبو العز الحريرى المستقبلية لمصر ؟
الثورة عمل جماعى مُستمر وعملية هدم نظام وبناء نظام جديد تستغرق سنوات والثورة فى كل الثورات تنضج قواها مع الوقت وأن الثورة مستمرة ولن يسمح المصريين بضياع ثورتهم, وأن الموجة الثانية من الثورة قد بدأت .