"الفجر" فى منزل الطالب الذى فضل أن يكون بعيداً عن الأضواء والشهرة ، ولم يذهب إلي الفضائيات في برامج "التوك شو" ، فضل العيش وسط اهله في قريته المتواضعة بمحافظة بني سويف في هدوء متفرغاً لدراساته وإختراعه ، أنه الطالب "مصطفى قرنى" قام بإختراع جهاز يحمي من مخاطر الزلازل وينقذ البشرية وحمايتها من الكوارث ، وذلك باختراعه جهاز يعرض قوة الزلزال لعدة مراحل حتى تصل القوة إلى مقدار ليس له تأثيرعلى البشر والبنايات ، وإستخدام هذه القوة للزلازل في توليد طاقة كهربية نستطيع إستخدامها على حسب إحتياجاتنا .
ذهبت لمسقط رأس المخترع "مصطفي قرنى" للتعرف عليه عن قرب وفى محاولة لقرأة أفكاره ، ومعرفة المعوقات التى تقف أمام "زويل الصغير" وجدت الأهالى عندما علموا بقصدى لمنزله أخذوا فى المدح فى حسن خلقه وأبدوا حبهم له منذ نعومة أظافره .
وصلنا لأعتاب منزل المخترع الصغير وأستقبلنا أهل "مصطفى" بحفاوة بالغة وجلست معه فى غرفه أشبه بغرفه المعامل الكميائية والخرائط والرسومات الهندسية تملأ جنبات المكان
بدأت بسؤال "مصطفى" بالسؤال المعتاد عرفنى بك يا مخترع مصر ؟
إسمى مصطفى محمد قرني سيد 18 سنة أدرس بكلية الهندسة بالفرقة الاولي مدني بأكاديمية "طيبة" بالمعادي ولدت في قرية "قمبش الحمراء" التابعة لمركز ببا بمحافظة بنى سويف ، درست في معهد "قمبش الازهري" فى مراحل التعليم الثلاث الابتدائى والاعدادى والثانوى لقبنى اساتذتى واصدقائى بمراحل التعليم المختلفة ب"إينيشتين" والبعض الأخر لقبنى ب"وزويل الصغير" ، حفظت القران الكريم وأنا فى الثانية عشرة من عمرى .
هل هى المرة الأولى التى تقوم بإختراع شىء ؟
هذه هي ليست الأولي التي أحاول فيها اختراع أشياء فقد قمت وانا في سن الخامسة من عمري بصنع سيارة صغيرة من الحجارة دون اقراني وكنا نلعب بها جميعا انا واصدقائي.
حدثنى عن عائلتك ؟
أنا اصغر اخوتى لى أربع اخوه وأختين عائلتى بسيطه جداَ والدى خرج على المعاش و كان يعمل ميكانيكياً بالشركه القابضه لمياه الشرب والصرف الصحى ببني سويف ، أما والدتى فهى ربة منزل ويرجع الفضل لله ثم لها فهي التى دوما لم تفقد الثقه بى وكانت متاكده من أننى ساصبح شخصا ذو مكانه عالية.
ما هى هواياتك ؟
لي هوايات عديدة فبخلاف إجادتي لتجويد وتلاوة القرأن الكريم ، فأنا أكتب الشعر ، حصلت فى العام الماضى على جائزة فى أحدى مسابقات الشعر ، وأكتب أيضاً القصص وأعشق الرسم وأحب إستكشاف الأماكن .
من هو مثلك الأعلى ؟ أتمنى ان اكون مثل الدكتور "أحمد زويل" ، وكنت أشعر بالسعادة عندما كانوا ينادونى ب"زويل الصغير" ،و "إينشتين".
وما هو هدفك ؟
هدفى أن أحصل على جائزة نوبل وأن أكون عالم له قيمة فى المجتمع وأن أكون فخراً لمصر ولعائلتى ، أريد ان أسافر الى المانيا للدراسة لأحصل منها على الدكتوراه ، فلدى أفكار كثيره سأحرص على تنفيذها فى المستقبل.
ماهو سر إهتمامك بالبحث العلمى خاصة فى مجال الزلازل ، ومن هو صاحب تلك البذور التى زرعت بداخلك ؟؟
بدأ مشوارى مع الإختراعات منذ صغرى ويرجع الفضل فى ذلك بعد الله عز وجل إلى والدى الذي كان يأخذنى معه دوما إلى العمل ، ويحرص على أن يطلعني علي الألات والماكينات ، وكيف يصلح أعطالها ، وفى البيت كان يعلمنى كيف أصلح العابى وأيضا الأجهزه المنزلية مثل الراديو،التليفون .. وغيرهما من الاجهزة حتى أصبحت أعشق هذه الافكار فكنت أقوم بفك اللعب ، وأعيد تركيبها مرة أخرى .
وأرجع "مصطفي" السبب الذى جعله يفكر فى صنع جهاز مضاد للزلازل الي والده الذي كان يحكى لى عن الدمار الذى تسببه الزلازل للاماكن والبشر الذين يموتون بسببه ، وقال لى عن الأنسان الذى يستطيع أن ينقذ البشر من الزلازل سوف يشكره التاريخ ويحبه العالم كله ، فتمنيت أن أكون أنا هذا الإنسان ، مضيفاً ووجدت صعوبه فى حياتى فلم أجد من يساعدنى على تنفيذ أفكارى وكان هناك أناس يسخرون منى ويقولوا أننى أضيع وقتى فى أشياء تافهه ولا فائدة منها ، ولكن هذا لم يحبطنى بل زادنى إصرار ، لان هذا الإختراع وظيفته هو القضاء على الزلازل وجعلها مصدر للطاقه فكنت حريصاً على ان أنقذ ملايين البشر الذين يموتون بسبب هذه الكارثة الطبيعية
وبدأت هذه الفكرة تراودنى وأنا فى الصف الاول الثانوى ، وبدأت أجمع معلوماتى وأرتب افكارى حتى تمكنت من إتمام هذا المشروع ثم توجهت الى أكاديمية البحث العلمى لاحصل على براءة الاختراع ، وبالفعل سجلت براءة الاختراع في 16اكتوبر من العام الماضي برقم 1724/2011 ، واطمح ان يتم تنفيذ هذا المشروع فى أقرب وقت حتى يشعر الناس بالامان.
ما هى مراحل عمل الجهاز ؟
بالنسبه لمراحل عمل هذا الجهاز فقد كانت مراحله مثيرة فى البداية قرأت وتعلمت كثيراً ، وعرفت معلومات جيده عن الزلازل ثم بدأت أفكر فى الطريقة التى أوقف بها هذا الوحش المدمر ، وبعد تفكير عميق توصلت الى الطريقة التى أتخلص بها من كابوس "الزلازل" فقمت بكتابة القوانين والطريقة وعرضتها على كثير من أساتذتى فى الجامعة مثل الدكتور "ابراهيم الفلال" رئيس نادى العلوم لوزارة التعليم العالى ، وأيضا الدكتور "أحمد يوسف" والذى كان معيدا على الدكتور "أحمد زويل" فى جامعة الاسكندريه ، وأبدي إنبهاره هو و الجميع بهذه الفكره ووافقوا عليها .
وقمت بعمل نموذج صغير للجهاز تحملت انا وعائلتى أعباء تكاليفه ، وساعدنى ابى فى تركيبه واحد اصدقائى وهو محمد جمال وهو اعز اصدقائى الذين ساعدوني كثيرا فى الجامعة وشجعوننى ومنهم ابراهيم ناصر ومحمود السواح وغيرهم .
وبعد ان أكتمل المشروع جائتنى فكرة فى أن اجعل هذا الجهاز يحول الزلازل الى مصدر للطاقة فقمت بإضافة التفاصيل الجديدة ، وبعد أن قمت بعمل نموذج جديد للجهاز ساعدتنى فى رسمه المهندسه "أماندا" وهى معيدة فى جامعتى التي أكن لها كل الإحترام لأنها ليست مجرد معيده فقط بل هى فى منزلة أختى الكبرأيضا فهى دوماً تقف بجانبى وتساعدنى فى تخطى أزماتى .
من هم الاشخاض الذين اثروا فى حياتك ؟
هما شخصان الأول والدى الذى أحبه كثيراً وأفتخر به فهو أحد أبطال حرب أكتوبر وقد غرس بداخلى حب الوطن والشجاعة والإصرار ، أما الشخص الثانى فهو الدكتور "أحمد زويل" فهو قدوتى أتمنى أن أكون مثله يوم من الأيام ، أما الإنسان الذى لا أستطيع أن أنساه أوأنسى فضله على فهى "والدتى" لأنها صاحبة الفضل دوما على فقد علمتنى حسن الخلق.
وأخيراً ًما هى أمنيتك ؟
أتمنى الحصول على منحه للدراسة فى هندسة القاهره أو الجامعة الامريكية.