هناك من يحاول تشويه الشيوعية بإلصاق تهمة إزدراء الأديان بها
الفرق بيننا وبين اليسار أننا ندعو إلى إزالة الطبقات بين المجتمع
صرّح المهندس صلاح عدلى , رئيس الحزب الشيوعى المصرى تحت التأسيس , فى حوار خاص ل"بوابة الفجر" إنّه يرفض قانون الأحزاب القائم , كما صرّح أن الإخوان المسلمين لا يختلفون كثيرًا عن الحزب الوطنى فى نظامهم المالى , مؤكدًا على أنّ الاشتراكية قادمة لا مَحالة ، .... وإلى نص الحوار .
الحوار الأول: الشيوعية حتى عهد النظام السابق
لماذا الحزب تحت التأسيس حتى الآن أم لا تستطيعون تجميع الأفراد المطلوبة ؟
أولًا: إنّ الأمر ليس له علاقة بعدد الأعضاء ولكننا نرفض قانون الأحزاب الذى يمنع قيام الأحزاب على أساس طبقى على الرغم من أن الأحزب فلسفتها تقوم على الطبقية , وأما الشرط الثانى فهو النشر فى جريديتن رسميتين وهذا يتطلب إمكانات كبيرة فى ظل أحزاب إمكانياتها محدودة , ولكننا إستأنفنا نشاطنا العلنى بشكل واضح وندخل فى تحالفات واكتسبنا شرعيتنا من ثورة 25 يناير .
ما السبب فى وجود مشاكل للشيوعيين منذ عهد السادات حتى مبارك ؟
نحن نعتبر أنفسنا إمتدادًا للحركة الشيوعية المصرية حيث أُنْشِأَ أول حزب إشتراكى عام 1921 وتحوّلَ للحزب الشيوعى عام 1922, وكان حزب علنًا وأسّس لإتحاد العمال الذى إنصم إليه 20 ألف عامل , ولكن منذ مُصَادَرة الحزب وإعتقال قيادته بقرار إدارى عام 1924 والشيوعيين متواجدون , ولكن ليس لهم حزب علنى وبعد إعادة تأسيس الحزب عام 1975 لَعِبَ الحزب دورًا فى النِّضال وكان أبرزها مظاهرات 1977التى قال عنها السادات أنها إنتفاضة الحرامية , كما أننا رفضنا "كامب ديفيد" وسياسات الإنفتاح وضد الحكم القمعى فى عصر السادات ومن بعده مبارك .
هل إصطدمتم بنظام مبارك فى العقود الثلاثة الاخيرة ؟
إصطدمنا به بعد إضراب "كفر الدوار" واعْتَقلَ قيادات الحزب وكنت واحد منهم ووجِّهَتْ لنا ضربة أخرى بعد إضراب الحديد والصلب عام 1989وشاركنا فى تأسيس اللجنة الشعبية لدعم الإنتفاضة التى كانت أول من كَسَرَ الخُطوط الحمراء ونزلنا فى مظاهرات عام 2001 بميدان التحرير , ودعونا لمظاهرة ثم شارك الحزب فى الجمعية الشعبية للتغيير من أجل الدستور وإضراب المحلة 2006 , مرورًا بالجمعية الوطنية للتغيير التى لَعِبَت الدور الأساسى فى تجميع القوة وإسقاط مُبارك , كما أننى كنت من أحد أعضاء برلمان الموازى الذى نشأ بديلًا عن برلمان 2010 .
لماذا تُتَّهم الشيوعية دائمًا بالكفر وهل لها علاقة بالدين ؟
هناك إتهام دائم للشيوعية بالكُفْرِ والإلحاد والإباحية منذ أكثر من مائة عام وهى سياسة مُمَنْهجة وكانت تتبنّاها الدول الإستعمارية الإمبريالية والولايات المتحدة ومخابراتها , فقاموا بالتعاون مع الأنظمة المُسْتَبدّة وكان منها مصر والمُلْك وأحزاب الأقلية لضرب الحركة الشيوعية النشطة فى ذلك الوقت بإتهامهم بأنهم مَلاحِدَة وهذا ما ستجده من خلال الحملات الإعلامية وهذا ما يُخالِف الحقيقة لإن الإستعمار يستخدم الدين لتمرير ممارساته , وموقف الشيوعية والحزب من الدين كما جاء فى برنامجه هو إحترام كافة الأديان فنحن نرفع شعار "الدين لله والوطن للجميع" , ولم تحدث أى إدانة لأحد من أعضاء الشيوعية بإزدراء الأديان رغم أنها كانت تُهْمَة موجَّهَة لنا دائما .
وماذا عن مقولة "ماركس الدين أفيون الشعب" ؟
هذه الكلمة تم تشويهها بطريقة غريبة "فالعظيم ماركس" لم يكن يقصد هذا المعنى الذى وصل إلى الناس ولكن قَصَدَ هذا المعنى الذى عبّرتُ عنه بأن الدين يُسْتخدم للدفاع عن المصالح لمواجهة العمّال والكادحين وبالتالى يتسبب فى تغييب الشعب .
هل تَلْقَى الشيوعية ترحيبًا لدى المصريين خاصة بعد إثبات فشلها فى الإتحاد السوفيتى ؟
بعد الإتحاد السوفيتى ومنظومة الدول الإشتراكية إرتفعت حناجر مُنَظّرِى الرأسمالية بأنها ستكون نهاية التاريخ وأنه تم هزيمة الشيوعية والإشتراكية ولم تمْضِ إلا عدة سنوات حتى حدثت الأزمات المتتالية وكان آخرها وأشدها عام 2008 وفى نفس الوقت ظهرت موجة من التحرر بدأت بوادرها فى أمريكا اللاتينية التى يتجه 10 دول منها إلى اليسار بدرجات متفاوتة , كما خرجت دول ثورية لتُثْبِت نظرية "ماركس" بأن الثورة هى تطور التاريخ فالإشتراكية هى الباقية ولا ننسى مساندة الإتحاد السوفيتى لمصر فى حرب 1973 على الرغم من أن له أخطاء ولكن الخطأ بعد إنهيار الإتحاد السوفيتى كان فى التطبيق وليس فى النظرية , فما علاقة الشيوعية والقمع وعدم إستخدام الديمقراطية , هو سبب الإنهيار أما الشق الإجتماعى فقد أثبتت السنين أن العالم يتجه إليها .
ما الفرق بينكم وبين الأحزاب اليسارية لأن هناك لغط عند المواطنين ؟
الأحزاب اليسارية فى مصر بها قطاع كبير ممن يدينون بالنظرية الماركسية وهى تقف أيضًا موقفا إيجابيًا فى الدعوة من أجل عودة النظام الإشتراكى لأنه نظام قادر على النهوض ولكن أهم ما يُميِّز الحزب الشيوعى ليس تطبيق العدالة الاجتماعية فقط وإنما التقريب بين الطبقات وإقامة وسائل الإنتاج العامة القادرة على النهوض والتخطيط فى مثل هذه المرحلة .
ولكن هذا قد يأخذه البعض على أنه نوع من التأميم فى ظل إحتياجنا إلى مستثمرين سواء مصريين أو من الخارج ؟
ومن قال إن القطاع الخاص لن يكون له دور بل هناك دور له والذى يعمل لصالح التنمية المستقلة المعتمدة على ذلك وليس من خلال عمليات السمسرة والنهب ونشاط التهريب على معظم أنشطة القطاع العام .
هل أفهم من ذلك أنك مع المقولة التى تقول "ليس هناك إشتراكية بحتة" ؟
لا لست معها ولكنى أقول أننا فى مرحلة إنتقالية وهذ يتطلب منّا أن نسير هكذا حتى إذا حققنا نهضة شاملة وقتها سنستطيع أن نصل إلى الإشتراكية البحتة , فالصين وعلى رغم نجاح الحزب الشيوعى بها وبعد تلك التجربة , قال أنه لازال فى بداية مرحلة الإنتقال إلى الإشتراكية .