اثار قسم رئيس المخابرات المصرية امام الرئيس محمد مرسي امس جدلا واسعا ,بسبب حلفه لليمين بطريقة مختلفة عن باقى الوزراء فى حكومة قنديل ,حيث قام بحلف اليمين على المصحف الشريف وقال ياسر علي، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي ''تويتر'': ''اليمين الذي يقسمه رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية هو قسم مختلف عن قسم كل رجال الدولة وقد بدأ العمل به منذ عام 1972 في عهد الرئيس السادات''.
وكان رئيس جهاز المخابرات العامة الجديد، محمد رأفت شحاتة، قد أدى اليمين القانونية أمام الرئيس محمد مرسي بمقر رئاسة الجمهورية بحي مصر الجديدة بالقاهرة مساء الأربعاء.
والأمر الذي أثار لغطا اكبر هو حلف رئيس المخابرات على الولاء الكامل لرئيس الجمهورية، مما جعل الدكتور ياسر علي يكتب علي صفحته الرسمية علي ''فيسبوك''، صيغة القسم كاملةً: ''قسم رئيس المخابرات العامة.. أُقسم بالله العظيم .. وبكتابه هذا.. أن أكون مخلصا لجمهورية مصر العربية مؤمنا بمبادئها، وأن أعمل جاهدا علي تحقيق أهدافها وخدمة شعبها، وأن يكون ولائي كاملا لرئيس الجمهورية، ولجهاز المخابرات العامة، محافظا علي أسرار العمل في الجهاز وخارجه، متعاونا مع رؤسائي ومرؤوسي، مضحيا بكل ما أملك لرفعة هذا الجهاز، محافظا علي سلامته بروحي ودمي، والله ولينا، وضميرنا وازعنا، والتفاني رائدنا، والكتمان وسيلتنا، والله علي ما أقول شهيد''.
وربما لا يعرف الكثيرون أن اللواء محمد رأفت عبد الواحد شحاتة، الذى كلفه اليوم الدكتور محمد مرسى كقائم بأعمال رئيس المخابرات العامة، خلفاً للواء مراد موافى، هو أحد الكوادر المهمة داخل الجهاز، والتى لها اتصالات مباشرة مع كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا فتح وحماس.
ويعد اللواء محمد رأفت شحاتة من الكوادر الأولى داخل الجهاز، فهو يتولى منصب وكيل الجهاز، وسبق أن تولى الأمانة العامة لجهاز المخابرات، وهو شخصية معروفة جداً لدى الفلسطينيين والإسرائيليين وكان له دور فى إتمام صفقة مبادلة الأسرى الفلسطينيين بالجندى الصهيوني جلعاد شاليط، وشارك فى استلام شاليط على الحدود المصرية مع قطاع غزة، قبل تسليمه للسلطات الصهيونية بعد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وسبق أن ترأس شحاتة الوفد المصرى الأمنى فى قطاع غزة عامى 2005، و2006، مع اللواء محمد إبراهيم، وسبق أن منحهما الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن "نوط القدس" تقديراً لجهودهما فى خدمة الشعب الفلسطينى.
وقال شحاتة فى تكريم أبو مازن "إننا مهما بذلنا من جهد، فإنه لا يعوض قطرة دم تسيل من طفل فلسطينى"، مشدداً على أن القضية الفلسطينية فى قلب كل مصرى حتى تحقيق أملنا المنشود فى إقامة الدولة الفلسطينية".
من جهتها أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الى أن شحاتة ضابط يحترمه الجميع، ولديه علاقات وصلات عملية مميزة مع مصادر صهيونية وفي حماس، وفي السلطة الفلسطينية، كما أنه يحظى بثقة الأطراف الثلاثة بشكل كامل.
وأكدت أن شحاتة يعتبر من أنجح المصادر التي أدت لشهور من التهدئة في قطاع غزة، بعد اندلاع أعمال العنف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مشيرة إلى أن هناك من يظن أنه عمل أيضا كواحد من الوسطاء الأساسيين بين أجهزة المخابرات الصهيونية وإدارة الأسرى الفلسطينيين المسجونين في الكيان، وهو ما أدى لإنهاء إضراب الأسرى عن الطعام في نهاية مايو الماضي.