قصر الأمير سعيد وكّر للمخدرات ليلاً قصر الأمير يوسف يُعانى الإهمال
إن كان هناك ثروة ، قد حباها الله لتلك الدولة العريقة فهى بلا شك نعمة الآثار فهى مورد دائم ومصدر دخل هام جداً ولا أعرف هل من حقنا بل ومن الواجب علينا أن نشكر كل من بنى قطعة أثرية فى تلك البلد لأنه إلى الآن له الفضل فى أن نجد أموال ، فهل لنا أن نشكر الفراعنة الذين فكروا فى الموت فوهبوا لنا الحياة أم نشكر الفاطميين الذين جائوا من أجل التشيع فوجدنا بلد الألف مئذنة نُصلى فيها على مذهب أهل السنة أم نشكُر أسرة محمد على الكريمة التى أدخلت مصر فى إحتلال ولكن تركت لها قصورها وما أدراك ما قيمة تلك القصور وأهميتها .
ترك محمد على وأسرته الكثير من القصور بعدها تحولت إلى منشآت حكومية وبعضها ذهب فى خبر كان فكأنما حكومة مبارك كرهت حتى الذوق الجميل والفن الراقى فقد كانت تكره كل جميل فزمانها إتسم بالقبح وظهر هذا على رغبة المجتمع المصرى أجمع .
نحن الآن أمام قصر من أهم القصور فى القاهرة وهو قصر الأمير سعيد حليم باشا وهو أب الأمير محمد عبد الحليم نجل محمد على باشا وقد بنى هذا القصر منذ عام 1895 ، وقد بناه المهندس الإيطالى "لاشياك" وقد تنازل عنه إلى الخديوى إسماعيل عن القصر .
وتعود أرض القصر إلى زينب هانم أخت الخديوى إسماعيل وقد أوقفت الأرض إلى علماء الحنيفية وبنى القصر على طراز الباروك فالسلم يعبر عن متاهة إضافة إلى دهاليز والحجرات الكبيرة ويتكون من طابقين ومنذ عام 1942 يُعد ملكا لوزارة الثقافة .
وقد دخلت "بوابة الفجر" هذا القصر لإلتقاط بعض الصور ، ومعرفة تفاصيله فذلك القصر الواقف فى شارع شامبليون وسط البلد لا تكاد تصدق إنه كان فى يوم من الأيام تحفة معمارية ، فالقصر أصبح خرابة على عروشها خاوية حيث لا إهتمام ، إضافة إلى المبانى التى آيلة للسقوط والإهتمام الأمنى الضعيف بها .
دخلنا من الباب الرئيسى للقصر وتوجهنا نلتقط الصور والمبنى كبير أمامنا يذكرنا برحيق الماضى وعظمة التاريخ القصر الآن أصبح ملئ بالحشرات والأتربة حتى تشعر إنك قادم على تربة ، إضافة إلى العشوائيات التى تحيط به من مقاهى وما إلى ذلك فى صرخة ظلم يوجهها القصر لمن يريد أن ينقذه فالقصر الآن غارق فى كل شئ من الإهمال والتعفن .
لم يكتفى الأمر على ذلك بل إن القصر أصبح ملجأ للمواطنين الخارجين عن القانون ووكّر للمخدرات وبيعها فى الليل خصوصاً مع قلة الحراسة وإتساع القصر الأمر الذى يساعد أن تكون عملية البيع بجواره سهلة وبسيطة خلال فترة الليل .
القصر الثانى الذى رصدته "بوابة الفجر" هو قصر الأمير يوسف كمال وهو من أجمل قصور أسرة محمد على باشا فمؤسسه هو الأمير يوسف كمال مؤسس مدرسة الفنون الجميلة المصرية ، وقد بنى قصره فى فترة امتزجت فيها العصور الأوروبية بالعربية وقد إستغرق بناء هذا القصر 13 عاما ويقع هذا القصر فى منطقة المطرية المشهور بآثارها وقد تحول القصر إلى متحف بعد ثورة 1952.
ولا يختلف القصر كثيراً عن سابقه إلا أنه مازال يحتفظ بعبقه ولم تمتد إليه يد العبث ولكن مازال أيضاً يُعانى من الإهمال وعدم الإستغلال الجيد خاصة أن أجزاء منه قد تحتاج إلى ترميم وهو مالم يحدث ومن الواضح انه لا يسأل عنه أحد كما وصف ذلك أهالى منطقة المطرية .
والسؤال الأن من هو المسئول عن هذه الثروة التاريخية ؟ ، وهل نحن حقاً فى حاجة إلى تركها هكذا ؟ ، وكيف تتعامل الدولة مع نعمة حباها الله إياها وكيف يمكن استخدامها فى المستقبل ؟ !!
تطرح "بوابة الفجر" السؤال وتنتظر أن يُجيبها أحد . !!