أكد د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على أهمية وعظم المسئولية المُلقاة على عاتق الطلاب الوافدين الدارسين في الأزهر الشريف؛ من أجل توصيل رسالة الوسطية وسماحة الإسلام إلى شعوبهم، مطالباً بضرورة دعم برلمان الوافدين؛ حتى يؤدي رسالته المنوط بها. وقال خلال كلمة في الجلسة الافتتاحية لبرلمان الوافدين بجامعة الأزهر، ألقاها نيابة عنه د. محمد جميعه : بأن الأزهر الشريف يهرع إليه طلاب العلم من مختلف دِيار الإسلام على اختلاف قوميَّاتهم، وتكفي شهادة العلامة أبو الكلام أزاد كنموذجٍ أزهري؛ تعلَّم اللغة الأوردية، وتضلَّع من اللغة الإنجليزية والفارسية والتركية، وانتقل إلى القاهرة للدِّراسة بالأزهر، وتوسَّع في العلوم الشرعية، واتَّصل بكبار العلماء حتى أصبح أوَّل وزير للمعارف والتربية والتعليم في الهند بعد استقلالها حيث قال: "إذا كان للمسلمين قبلة يتَّجهون إليها في صلواتهم كل يوم خمس مرَّات - وهي الكعبة - فإنَّ للعلماء قبلةً أخرى يتَّجهون إليها في كل وقت لطلب العلم، وهو الأزهر الشريف". وأوضح أن لأزهر الشريف كعبة العلم في العالم الإسلامي على الإطلاق جاءت إليه الوفود والدارسون من جنسيات وأعراق مختلفة وثقافات مُتباينة، أجيال من وراء أجيال؛ فتطايرت أنواره وآثاره في المشرق والمغرب، ولا تكاد تجد بقعةً في الأرض إلا وقد نزل فيها شعاع من أشعَّتها فهؤلاء الوافدون هم الضمان الحقيقي لنشر منهج الأزهر الوسطي المعتدل في العالم الاسلامي وغيره.
حضر الافتتاح د. أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر، والشيخ عبدالعزيز داود وكيل قطاع المعاهد الأزهرية وسيد جهلان المشرف العام على مدن البعوث الاسلامية ومندوب وكيل الأزهر، واسماعيل أبو الهيثم مدير إدارة الوافدين بالرابطة ، وعدد من المسؤولين في الأزهر و رؤساء الاتحادات وأعضاء البرلمان.
وفى كلمته تقدم رئيس البرلمان الطالب المغربي عبدالله أوبيلا بالشكر للرابطة العالمية لخريجي الأزهر برئاسة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب ،مؤكداً أنه لولا مساندة الرابطة لهذا الكيان البرلمانى الوليد ما رأى النور ولما استمر طوال المرحلة الاولى ، كما وجه شكره لجميع القيادات في الأزهر و لجميع أعضاء البرلمان الذين وضعوا ثقتهم فيه وانتخبوه لهذا المنصب . و تقدم رؤوساء اللجان الفرعية المختلفة للبرلمان بنبذه عن أهمية ودور كل لجنه في خدمة احتياجات الطالب الوافد وتوضيح رؤية مستقبلية لمشروعاتهم ، مع الآخذ في الاعتبار لتحمل طرح كافة المشكلات لدى الوافدين وعرضها على اللجنة العمومية والدائمة بالبرلمان ورفعها للمسئولين . واستمع د. أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر لبعض شكاوى الطلاب سواء العامة التى يعانى منها جميع الوافدين مثل مطالبهم بحصولهم بعد التخرج على الشهادة المؤقته مرفق معها كشف درجات المواد وحصرها و ترجمة الشهادة بعدة لغات ، وكذلك زيادة المنح الدراسية للطلاب بدول معينة ، ورغبتهم في تقديم نوعية طعام مميزة وبخصوص السكن بمدينة البعوث وغيرها من المطالب ، فضلاً عن المطالب الشخصية لكل وافد حيث تعهد رئيس الجامعة بتبنى تلك المشكلات كل على حده وأنه سيعمل جاهداً مع فريق العمل بالجامعة ومدينة البعوث لتلبية رغباتهم ، كما وعدهم بعقد لقاءات موسعة شهرية بهم لمناقشة تلك المشكلات. وحول مشكلة ترجمة الشهاده المؤقته قال العبد أنه تم الاتفاق فعلياً مع وزير الخزانة العامة والمالية على توفير ورق خاص لطباعة الشهادات حتى تكون في منأى عن الغش أو التزوير ، وسيطبق هذا القرار فعليا فى هذه السنة الدراسية الجديدة وأيضاً ستترجم الشهادة لكل طالب بلغات ثلاث عربية وانجليزية وفرنسية .
