يوماً بعد آخر يتكشف المزيد من الأدلة حول طبيعة المجموعات الإرهابية المسلحة والجماعات السلفية المرتبطة بها والمدعومة من دول عربية وغربية تتآمر على الشعب السوري، وتستقدم إلى الأراضي السورية مختلف أنواع الأسلحة ووسائل التخريب وعناصر القتل عبر الدول المجاورة من مجرمين وإرهابيين مارسوا أعمال القتل والإرهاب خارج سورية في سياق المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتغيير خارطة المنطقة والسيطرة عليها، وفيما أثار ما ورد من حقائق في تقرير بعثة المراقبين العرب حنق وغضب السعودية وقطر ما دفعهما إلى اتخاذ قرار بتدويل الأزمة، صعّدت المجموعات الإرهابية من استهداف المدنيين وقوات حفظ النظام والعسكريين، فاستهدفت بعبوة ناسفة مبيتاً يقل عناصر من إحدى الوحدات العسكرية قرب صحنايا بريف دمشق ما أدى إلى استشهاد ستة عسكريين بينهم ضابطان برتبة ملازم أول وإصابة ستة آخرين بجروح، كما اغتالت مجموعة أخرى المهندسة الزراعية أمل عيسى العاملة في مديرية زراعة حمص، في وقت شيعت من مشفيي تشرين وحمص العسكريين والمشفى الوطني بالسويداء إلى مثاويهم الأخيرة جثامين 23 شهيداً من عناصر الجيش وحفظ النظام استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص ودرعا وريف دمشق.. فقد استهدفت مجموعة إرهابية مسلحة صباح أمس بعبوة ناسفة مبيتاً يقل عناصر من إحدى الوحدات العسكرية قرب صحنايا بريف دمشق ما أدى إلى استشهاد ستة عسكريين بينهم ضابطان برتبة ملازم أول وإصابة ستة آخرين بجروح، وعلم مندوب سانا من مصدر عسكري أنه تم استهداف المبيت المذكور بعبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة تم تفجيرها عن بعد والشهداء هم: الملازم أول مهدي محمد الأحمد، والملازم أول أحمد عبد الله علي المحمد، والرقباء يوسف إبراهيم وجهاد إبراهيم وشادي إدريس ونجيب حسن. وقال الرقيب أول فارس العمر أحد الجرحى في حديث للتلفزيون العربي السوري: ركبنا الباص في الساعة السابعة صباحاً كي نذهب الى الفوج الذي نخدم فيه وفوجئنا في الطريق بأن الباص طار في الهواء ثم سقط على الأرض ماأدى الى اشتعال النيران بداخله وكسر الزجاج بالكامل ثم بدأ إطلاق الرصاص علينا بكثافة ماأدى الى استشهاد عدد من زملائنا وجرح الآخرين. بدوره قال الرقيب أول سمير محمد: بينما كنا ذاهبين بالمبيت الى دوامنا وقبل أن نصل الى الفوج بنحو 100 متر انفجرت عبوة ناسفة ماأدى الى انفجار الباص وخروجي منه نتيجة الانفجار الكبير ثم تم إسعافي الى المشفى. كما أصيب ضابط برتبة عميد وعنصر من قوات حفظ النظام أمس بانفجار عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة إرهابية مسلحة تم تفجيرهما عن بعد على طريق بليون كمصفرة بريف إدلب، وذكر مصدر مطلع أن التفجير الإرهابي استهدف السيارة التي كانت تقلهما ما أدى إلى إصابة العميد شريف خير بيك والمجند منذر جمعة عبد الرحمن وتم إسعافهما إلى المستشفى العسكري باللاذقية. من جهة أخرى أشار المصدر إلى أن مجموعة إرهابية مسلحة أقدمت على سرقة 17 سيارة حكومية من مرآب فرع مؤسسة الاتصالات بإدلب بعد أن اقتحمت المرآب وكسرت وخلعت أبوابه. وفي إطار استهدافها للعقول والخبرات التقنية والفنية اغتالت مجموعة إرهابية مسلحة أمس المهندسة الزراعية أمل عيسى العاملة في مديرية زراعة حمص، وعلم مراسل سانا من مصدر رسمي في حمص أن المجموعة الإرهابية المسلحة استهدفت السيارة التي كانت تقل المهندسة عيسى وثلاثاً من زميلاتها بنيران أسلحتها الرشاشة أمام جامع خالد بن الوليد بالمدينة ما أدى إلى إصابتها بطلقة في الرأس استشهدت على إثرها بينما نجت زميلاتها الثلاث.
تشييع 23 شهيداً
في هذه الأثناء وبأكاليل الورد والغار وحفنات الأرز وعلى وقع موسيقا لحني الشهيد ووداعه شيعت من مشفيي تشرين وحمص العسكريين والمشفى الوطني بالسويداء إلى مثاويهم الأخيرة أمس جثامين 23 شهيداً من عناصر الجيش وحفظ النظام استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني فى حمص ودرعا وريف دمشق، والشهداء هم: الملازم أول مؤمن فايز طلايع من السويداء، والملازم أول حمزة حسن غصة من اللاذقية، والملازم ياسر محمد كاسو من اللاذقية، والمساعد أول حمزة سليمان ديب من اللاذقية، والمساعد اول بشير عبدو السعدي من درعا، والمساعد أول أكرم صبحي السعيد من دير الزور، والمساعد أول زياد داوود كرين من دير الزور، والرقيب أول سمير صالح خضور من حماة، والرقيب أول رائد سامي نجمة من طرطوس، والرقيب أول محمد صخر بهاء الدين داود التكريتي من دمشق، والرقيب أول علي محمود ابراهيم من حماة، والرقيب وليم علي علبة من السويداء، والرقيب أيهم فهيم حمد من القنيطرة، والرقيب رامي سليم جويهرة من اللاذقية، والرقيب حسن محمود علي من اللاذقية، والعريف علي حاتم القاضي من حماة، والعريف عماد يوسف الحمدان من درعا، والجندي غدير جمال الدين خضيرة من إدلب، والمجند أحمد محمد مصطفى من حلب، والمجند جاسم محمد الخطاب من دير الزور، والمجند باسل محمود خلف من حلب، والمجند مصطفى محمد العساف من حلب، والمجند علاء محمد ناصر مصطفى من حلب. وأكد ذوو الشهداء ثقتهم بقدرة الشعب السوري على تجاوز المحنة التي يمر بها الوطن عبر التمسك بالوحدة الوطنية، مشيرين إلى أن دماء الشهداء الطاهرة التي سالت دفاعاً عن وحدة التراب السوري كفيلة بتحصين سورية وجعلها أكثر قدرة على مواجهة التحديات والدفاع عن المبادئ الوطنية التي باتت تشكل عنوان الهوية السورية المقاومة والرافضة لسياسات الهيمنة والسيطرة. وعبّر فايز طلايع والد الشهيد مؤمن عن فخره واعتزازه باستشهاد ابنه الذي نشأ وتربى على حب الوطن والتضحية في سبيله وحقق حلمه في نيل الشهادة، داعياً إلى مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة بكل حزم و قطع دابر الإرهاب من جذوره. وقالت حمدانية الحمدان والدة الشهيد مؤمن استشهد ولدي حتى يبقى الوطن عزيزاً كريماً ورايته خفاقة عالية، مؤكدة أن القلة الإرهابيين مهما أوغلوا في إرهابهم وإجرامهم فلن يفلحوا في النيل من إرادتنا وعزيمتنا وسنبقى شعباً أبياً موحداً عصياً على كل المؤامرات. ودعت غفران الورهاني زوجة الشهيد مؤمن إلى الضرب بيد من حديد كل المجرمين الذين يقتلون أبناء الوطن والذين لا دين ولا وطن لهم ولا يملكون أي وازع من ضمير أو رحمة أو إنسانية. وقال أمين شقيق الشهيد مؤمن: إن الشهيد البطل كان مؤمناً بأن الوطن بحاجة لتضحيات كل أبنائه الشرفاء وبأن الشهادة هي عز وفخار لكل الشرفاء وهي الطريق الذي يصنع نصر الوطن على أعدائه، مؤكداً استعداده للسير على درب الشهادة والشهداء وتقديم الغالي والنفيس فداءً للوطن وعزته وكرامته ومنعته وشموخه. وقال جمال الدين خضيرة والد الشهيد غدير: إن الشعب السوري يثبت دائماً مدى وعيه وقدرته على الحفاظ على الوحدة وصيانتها ودعمه لمسيرة الإصلاح الشامل بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، لافتاً إلى أن أبناء سورية قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم دون أي تدخلات خارجية. ولفت يوسف خضيرة شقيق الشهيد غدير إلى أن سورية قادرة على إفشال كل ما يحاك ضدها من خلال وحدتها الوطنية وتلاحم أبنائها والمضي في تطبيق الإصلاح وبناء أرضية سياسية عمادها الحرية والمشاركة تحت سقف الثوابت الوطنية والقومية. وأشار عمر فواز علبة عم الشهيد وليم إلى أن ابن أخيه قدم دمه وروحه في سبيل أمن الوطن وكرامته واستقلال قراره الوطني، لافتاً إلى أن الشهيد تربى على قيم الشهادة و معانيها السامية وسار على نهج من سبقه ليبقى علم سورية مرفوعا عالياً. وعبّر فهيم حمد والد الشهيد أيهم عن شعوره بالفخر والاعتزاز باستشهاد ولده الذي تربى على حب الوطن والدفاع عنه، مؤكداً أن استشهاد أيهم هو عربون وفاء لوطنه سورية التي تستحق منا جميعاً تقديم الغالي والنفيس والدفاع عن أرضها حتى آخر قطرة دم ليبقى الوطن شامخاً عزيزاً. وقال فؤاد حمد عم الشهيد أيهم: إن ابن أخيه سطر باستشهاده أروع صفحات المجد والخلود وسيبقى مثالاً يحتذى به، متمنياً أن تسهم دماء الشهداء بعودة الحياة الطبيعية والاستقرار إلى سورية التي كانت على الدوام واحة الأمن والأمان والحصن المنيع للأمة في وجه كل ما يحاك ضدها من مؤامرات ومخططات معادية. وأوضح صبحي السعيد والد الشهيد أكرم أن دماء الشهداء ستبقى عنواناً للتضحية في سبيل الوطن داعياً إلى الوقوف صفاً واحداً بوجه الهجمة المعادية التي تتعرض لها سورية و إفشال ما يتم تدبيره من مؤامرات تستهدف النيل من صمود الوطن. وقال محمود ابراهيم والد الشهيد علي: إن الشهيد كان مثالاً للقيم والأخلاق والمحبة والشجاعة وحب الوطن وضحى بنفسه من أجل بقاء الشعب السوري عزيزاً كريماً، مؤكدا أن سورية ستبقى الصخرة الصامدة في وجه من يريد شراً بهذه الأمة. ولفت محمود مصطفى علي والد الشهيد حسن إلى أن الوطن يحتاج لأبنائه الشجعان الذين يدافعون عنه وأن ولده واحد منهم استشهد بطريقة مشرفة ترفع رؤوسنا عالياً، مطالباً الجهات المعنية الضرب بيد من حديد كل من يعبث بأمن واستقرار الوطن.