خبراء نفس"عدم عزل الاطفال فى مدينة كالمعسكر و توفير الحياة الطبيعية لهم" سامية الساعاتى"لابد من سد احتياج الاطفال شعوريا ونفسيا فى المدن"
اطفال بلا مأوى تراهم حولك فى كل مكان تجد فى عيونهم نظرة اليأس والبغض الى المجتمع لحقوقهم المسلوبة فى العيش الادمى وعدم احساسهم بالامان وهم "اطفال الشوارع " , والتى من اجلهم تكاتفت وزارة التأمينات مع الجمعيات الأهلية والمهتمين بمجال الطفولة لتقديم خدمات لرعايتهم بتأسيس مدن متكاملة الخدمات لتأويهم.
حيث قدمت الدكتورة نجوى خليل - وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية- مشروعا لأنشاء اربع مدن لأيواء اطفال الشوارع موزعة على اربع قطع مساحة كل قطعة تتراوح بين 20و40فدان لتكون مدن متكاملة الخدمات لاطفال الشوارع.
وقد طالبت الوزيرة بتفعيل دور المؤسسات الإيوائية واستغلال الأماكن الشاغرة به لاحتواء هؤلاء الأطفال مع العمل على وضع البرامج التنفيذية لرعاية هؤلاء موضع التنفيذ، كما طالبت بأهمية إعداد العنصر البشري وتدريب الكوادر المتخصصة من النواحي النفسية والطبية والاجتماعية والقادرة على التعامل مع هؤلاء الاطفال أيضا تدعيم الجمعيات العاملة في هذا المجال بالنظم والاتصالات وأساليب المتابعة.
واكدت أهمية وجود تصنيف للاطفال داخل كل مؤسسة وفقا للفئة العمرية مع توفير البرامج التدريبية والمهنية لهم ،وتأهيليهم اجتماعياً مع إعادة النظر في أولويات الصرف لعدم إهدار الموارد المتاحة .
وكما شددت على عدم مغادرة الأبناء لمؤسساتهم إلا بعد توفير الرعاية اللاحقة وإيجاد فرص عمل ومصدر دخل ثابت لهم، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات للجمعيات والمؤسسات العاملة في هذا المجال لحصرها وتحديد احتياجاتها.
وأوضحت الوزيرة أن أسباب ظاهرة أطفال بلامأوى تنحصر في الفقر والعشوائيات، وانتشار البطالة التي ينتج عنها التفكك الأسرى وتعرض الأطفال للتشرد في الشوارع ليكونوا عرضة للجرائم الخلقية والانحراف والإدمان الذي يؤدي بدوره إلى تداعيات اجتماعية وأمنية خطيرة على المجتمع، مؤكدة على أهمية التصدي لهذه الظاهرة ومواجهتها والحد من أثارها.
اشار اللواء "عبد الحكيم حمودة "مستشار وزارة التأمينات والشؤن الاجتماعية لوحدة التطوير ،إلي أن الوزارة اعتمدت17 مليون جنيه في المرحلة الأولي في ميزانية العام الحالي, وأنه من المتوقع أن يصل إجمالي التكلفة لنحو100 مليون جنيه لمشروع6 أكتوبر.
موضحا أن الوزارة خصصصت 5قطع أراضى فى اماكن مختلفة تبع وزارة التأمينات والشؤن الاجتماعية منها قطعتين متجاورتين بمدينة 6 أكتوبر على مساحة 40 فدان وهى المدينة التى ستشهد أول مرحلة فى تنفيذ المشروع ،ومنطقة برج العرب بالاسكندرية ومدينة العبور .
وأضاف أن المشروع سيتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الإسكان التي خصصت الأراضي, وأن الوزارة سوف تقوم بالإشراف علي الدراسات الخاصة بالمشروعات لمدن إيواء أطفال الشوارع مع بداية شهر سبتمبر المقبل ولمدة ثلاثة أشهر بالتعاون مع مركزي بحوث الإسكان والبحوث الاجتماعية والجنائية والجهات التنفيذية والجهات المانحة لبدء تنفيذ المرحلة الاولي مع نهاية العام الحالي بمدينة6 أكتوبر ثم الإسكندرية, نظرا لارتفاع نسبة أطفال الشوارع في كلتا المحافظتين.
وعن الخدمات المتوفرة فأكد مستشار الوزارة أن هذه المدن التأهيلية ستشهد خدمات متكاملة لأطفال الشوارع من ملاعب ومدارس وأنشطة رياضية ونوادى وستوفر لهم مهن حرفية وستوفر لهم حياة كريمة والتى لا يجدوها فى دور ايواء أطفال الشوارع الموجودة الآن التى تعانى بأنها محدودة المساحة وليست متكاملة الخدمات ومن جانبة اكد الدكتور "خالد عبد المحسن" دكتور علم نفس بجامعة القاهرة ان أنشاء مدن متكاملة الخدمات لأيواء اطفال الشوارع فكرة جيدة شريطة ألا تعزلهم عن المجتمع وان تبنى بموصفات وشروط معينة حتى لايتم عزلهم عن المجتمع ويتم تأهيليهم نفسيا واجتماعيا.
مشيرا الى ضرورة تواجد المكونات الطبيعية للحياة داخل المدن ولا تكون مقصورة عليهم بل متاحة للجميع ،وان يعيشوا فيها طبيعيا لهم امهات بديلة واسر ولا يكون فى معسكر بل بمثابة المدرسة والمكان لتأهيلهم حتى يكونوا اصحاء داخل المجتمع.
واضاف ان من موصفات المدينة وجود الجو الطبيعى من وجود متخصصين داخلهالتحقيق الرعاية النفسية والاجتماعية داخل المجتمع ،حتى يكونو اطفال اسوياء لا ينظروا للمجتمع نظرة بغيطة ،وليس عزلهم فى مكان بمفردهم كأنهم افات نريد التخلص منها لانها قد تكون وصمة لهم بل يجب دمجهم داخل المجتمع بوجود مؤسسات ترعاهم وتوفر لهم كافة احتياجاتهم وتدريبهم ويخرجوا يشتغلوا فى المجتمع بدون عزل حتى لا يكونوا شاعرين بالنقص.
وتابع ضرورة ان تكون المدينة عبارة عن بيوت من اسر ومشرفين بمثابة الامهات البديلة حيث يدخل الطفل المدرسة او الورشة او النادى خارج المدينة وان تكون المدينة متاحة للجميع مؤكدا وجود مخاوف من عزلهم فى المدن بدون دمج مما يؤثر عليهم نفسيا واجتماعيا ويجعلهم كارهين للمجتمع..
وفيما اعتبرت "سامية الساعاتى "أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلى للثقافة أن بناء مدن متكاملة لايواء أطفال الشوارع تجربة جديدة على المجتمع المصرى كله وليس على أطفال الشوارع فقط ،الذين كانوا يعانون من ظروف صحية ونفسية سيئة حيث انهم سيجدوا مكان يأويهم به كافة الخدمات بعيدا عن معاناة الشارع.
ولكنها وصفت هذه المدن بأنها جنة مفترضة لأطفال الشوارع قائلة "أن بعض أطفال الشوارع رغم كل ما سينعمون به فانهم سوف يحنون للشارع ولصحبتهم ولطرق حياتهم السابقة وممكن أن تشهد هذه الفكرة عدم توافق مع أطفال الشوارع ،وفى هذه الحالة سوف يحاولوا الهروب من هذه المدن.
ونتيجة لذلك أشارت الساعاتى الى ضرورة أن تراعى وزارة التأمينات أن تحوى هذه المدن بداخلها اخصائيين اجتماعيين ورعاية صحية ونفسية ،وأن يتم استخدام أساليب جذب لهم وعدم فرض هذه المدينة عليهم ،فالمدينة عندهم ليست حكاية مدينة جديدة أو مبنى جديد أكثر ما هى سد احتياج مفقود لهؤلاء الأطفال من الناحية الشعورية والنفسية.