الكثيرون لا يستطيعون تخيل الحياة دون الهاتف الجوال، فالمسيرة الناجحة للهواتف النقالة كما رصدها موقع (دويتش فيله) بدأت في الواقع قبل نصف قرن لكنها شهدت ازدهارا كبيرا ومتسارعا منذ حوالي 20 عاما مع انتعاش شبكات الاتصالات المتنقلة من الجيل D، المختصة بنقل الأصوات والنصوص. الجيل الأولمن الشبكات المتنقلة بدأ تاريخ الهواتف النقالة عام 1958 عندما أطلَق مكتب البريد الألماني الجيل الأول A من شبكات الاتصالات المتنقلة. وكان وزن جهاز الاتصال حينها 16 كيلوجراما وحجمه كبيرا، وكان يجب وجود موظفة لتنسيق المكالمات وتحويلها. وكان سعر الجهاز 15 ألف مارك ألماني حينها ونظراً لهذا السعر الباهظ، كان استخدام الجهاز محصوراً على السياسيين ومدراء الشركات. الاتصال وتلقي المكالمات مباشرةً وفي عام 1972 حدث تغيير مِفْصَليّ في هذه التقنية بإنتاج الجيل الثاني Bمن شبكات الاتصال المتنقلة إذ تمكن مستخدِموها ولأول مرة من إجراء الاتصال وتلقي المكالمات، بأنفسهم دون وسيط لكن كان ينبغي على المستخدِم معرفة رمز المنطقة التي يتواجد فيها وكانت هذه الشبكة تغطي جزءاً كبيراً من ألمانيا وبعض أجزاء الدول المجاورة لها. لكل شخص رقم الاتصال الخاص به وفي عام 1986 حدث تحسن مذهل في أنظمة شبكات الاتصالات الجوالة إذ أصبح بإمكان المستخدم، بواسطة الجيل الثالث Cمن الشبكات النقالة، الحصول على رقم يمكن التواصل معه من خلاله في جميع أنحاء ألمانيا وعلاوة على ذلك، أصبح من الممكن إرسال البيانات النصية ورسائل الفاكس واستقبالها. وفي صيف عام 1992، بدأ عصر الاتصالات الجوالة الرقمية بانطلاق الجيل الرابع Dمن شبكات الاتصالات، وأصبح يمكن للزبائن استخدام الهواتف المحمولة للتواصل في كل أنحاء أوروبا، باستخدام جهاز موتورولا إنترناشنال الصغير نسبياً مقارنة بأجهزة ذلك الوقت، لكن تكلفته بلغت حوالي 3000 مارك ألماني. هواتف جوالة أقل حجماً واستهلاكاً للطاقة وفي نهاية 1994 تم إطلاق الجيل الخامس Eمن الشبكات النقالة التي غطَّت كل ألمانيا، وما يميزها هو وجود الآلاف من محطات تقوية إشارات الاتصال وهذا جعل الهواتف الجوالة تتطلب طاقة كهربائية أقل، كما جعلها أصغر حجماً وأخف وزناً وأرخص ثمناً. جهاز البيجر ومَن كان لا يستطيع شراء هاتف جوال وكان يريد أن يبقى على تواصل لا سلكي، كان بإمكانه اللجوء إلى جهاز البيجر الذي يُصدِر صفيراً ويكشف رقم المتصل ويقوم بتخزين رسائل صوتية أو نصية من المتصل ولكن هذا الجهاز اختفى من الاستخدام حالياً واستُبدِل برسائل الجوال القصيرة.
الرسائل النصية القصيرة بدأ استخدام الرسائل النصية القصيرة عام 1994، ولم يكن يتجاوز عدد حروفها 160 حرفاً وأدى هذا إلى أن يبتكر المستخدِمون، وخاصة الشباب منهم، اختصارات لأحرف الكلمات، كي يتمكنوا من إرسال أكبر قدر من المعلومات عبر هذه الخدمة. هواتف محمولة بأعداد ضخمة عام 1997 بدأ إنتاج أجهزة الجوال بأعداد هائلة، وبموديلات متنوعة: فمنها العادية ذات الأزرار المكشوفة، ومنها ذات العلبة القابلة للفتح والإغلاق، ومنها المكونة من طبقتين التي يتم كشف أزرارها بسحب طبقتها العلوية. وفي عام 2000، بلغ عدد الهواتف الجوالة المستخدمة في ألمانيا حوالي 48 مليون جهازاً. الهاتف الجوال المتعدد الوسائط ومنذ عام 1999 بات التطور التقني يسير بخطى حثيثة وأصبح للأجهزة الجوالة: شاشات ملونة وراديو وذاكرة تخزين MP3والقدرة على عرض ملفات الفيديو. وهذا جعل من الهاتف النقال جهازاً متنوع الجوانب. وفي العام ذاته تم إطلاق أول هاتف مرتبط بالإنترنت، وبعد ذلك بأعوام قليلة أصبح بإمكان المستخدم إرسال رسائله الإلكترونية واستقبالها عبر الإنترنت المرتبط بهاتفه الجوال. زيادة في سرعة الاتصالات وحققت شبكات الاتصالات الجوالة قفزة كبيرة عام 2000 بوضوح، بازدياد استخدام تقنية UMTSلتسريع تصفح الإنترنت وتحميل الملفات الصوتية والمرئية منها، وبعد أعوام قليلة من ذلك سادت هذه التقنية عالم الهواتف النقالة بوسائطها المتعددة. إقبال المجتمع على الهاتف المحمول غيَّر الهاتف الجوّال المجتمع بشكل كبير، فكل شخص في ألمانيا مثلاً يملك أكثر من هاتف جوال واحد ويَستَخدِم الهاتف الجوّال حوالي 42 ساعة ويكتب أكثر من 700 رسالة نصية قصيرة سنوياًَ. رُؤَى مستقبلية الفئة الرابعة من الهواتف المحمولة LTEعلى عتبة الانطلاق على المدى المنظور. وهي مربوطة تقنياً مع المنازل والسيارات والمكاتب، إذ يتم من خلال هذه الهواتف التحكم بالأجهزة المنزلية والمكتبية عن بُعد أثناء تواجد المستخدِم خارج البيت كما أن العمل سارٍ لتطوير الهواتف المحمولة التي يمكن التحكم بها بواسطة حركات العين.
