كثيراً ما نخطئ في التعرف على مشاعر الآخرين والحكم على شخصياتهم، وهو ما دفع مجموعة من الباحثين إلى ابتكار رذاذ للأنف يمكن مستنشقه من التعرف على المشاعر الحقيقية لمن يقف أمامه. كان مجموعة من الباحثين قد اكتشفوا في دراسة أجروها على 40 متطوعاً قاموا باستنشاق قطرة للأنف تحتوي على هرمون يسمى "أوكسيتوسين"، قام الباحثون بصنعها، أنهم أفضل في التعرف على المشاعر المخفية والرقيقة مثل الغضب والسعادة وفقاً لما ذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية. قام بإجراء البحث سيري ليكينز (الباحثة المساعدة في قسم علم النفس بجامعة أوسلو) والتي ركزت على استخدام الهرمون المعروف أيضاً باسم "هرمون النعيم" لما يمنحه من هدوء وشعور بالاسترخاء لدى الفرد عند حصوله عليه، كما يعرف تاريخياً باسم "هرمون قراءة الذهن" وهو ما تؤكد الدراسة الحديثة على صحته. كان الاختبار تضمن 40 طالباً تم توزيع عبوة رذاذ أنف عليه مملوءة إما بماء مالح أو هرمون " أوكسيتوسين"، وبعد وضعهم للرذاذ بأنفهم تم عرض صور لأشخاص يظهرون تعبيرات غاضبة أو سعيدة أو عادية وقد تمكن بعض المشاركين في إظهار رد فعل كان مخفياً في العقل الباطن. وقد ذكرت سيري أنهم اكتشفوا أن هرمون "أوكسيتوسين" قد أبرز بشكل أكبر الوعي بالمشاعر المعبر عنها في الصور، فالوجوه التي تظهر غضب أصبحت أكثر غضباً لدى الخاضعين للاختبار، والصور المعبرة عن السعادة باتت أكثر وضوحاً لديهم. وأضافت سيري أن الأشخاص يعبرون عن مشاعرهم بطرق أخرى غير تعبيرات الوجه، كطريقة لغة الجسد ونبرات الصوت، وهي طرق يفترض أنه ينطبق عليها ما تم التوصل له في الدراسة، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين فشلوا في تحديد تعبيرات الأشخاص بشكل صحيح نتيجة استخدام الماء المالح في التجربة أظهروا تطوراً كبيراً عند استخدام الهرمون. ويعتقد العلماء أن الهرمون سيكون مفيداً للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، وهو ما أوضحته سيري بقولها إن الهرمون لن يعمل كعلاج شافي للمرض العقلي أو الإدمان بل سيستخدم كدواء مكمل للعلاج الأساسي. يُذكر أن الهرمون لا يتم بيعه سوى من خلال وصفة طبية، وأحياناً يوصف لمن يعانون من مرض التوحد.
