فجّر عرض فيلم " شرقية " لمخرجه الإسرائيلي عامي ليفني من طرف الخزانة السينمائية بطنجة، والذي يرتقب عرضه من جديد في 15 يوليو المقبل مع تكريم مخرج الفيلم، جدلا واسعا في الأوساط الثقافية والفنية والسياسية ،ومن لدن منظمات المجتمع المدني المناهضة للتطبيع مع إسرائيل بالمغرب، خاصة بعد رفض مصر وتونس عرض الفيلم المذكور. طالبت فعاليات مغربية مناهضة للتطبيع مع إسرائيل، الجهات المسؤولة في الدولة المغربية بمنع عرض الفيلم الإسرائيلي ووجهت " مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين " و" الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني "، نداءهما إلى أبناء الشعب المغربي وجمعيات المجتمع المدني من أجل التصدي لكل مشاريع التطبيع، رسمية كانت أم غير رسمية. ووصفت الجمعيتان، اللتان تنشطان في مجال الدفاع عن فلسطين ومناهضة كل أشكال التطبيع مع العدو «الإسرائيلي»، هذه المبادرة السينمائية بكونها «تشكل تحديا صهيونيا جديدا، وخطوة غير مسبوقة من طرف خدام المشروع الصهيوني بالمغرب واعتبرت في بلاغ لها أن المبادرة التطبيعية الجديدة تتجاوز المبادرات المماثلة التي هربت فيها أشرطة سينمائية لتعرض على أرض المغرب، حيث تجاوز الأمر ذلك إلى «تكريم» الإرهاب الصهيوني.
بالمقابل قال الفنان والمخرج المسرحي عمر الجدلي إن أي فنان وبغض النظر عن جنسيته يبقى فنانا، مؤكدا في الوقت نفسه رفضه للاحتلال الصهيوني والممارسات اللا إنسانية التي تفرض على الفلسطينيين بغزة والضفة الغربية.
وأشار الى أن الدفاع عن القضية الفلسطينية لا يتم بالضرورة عبر الوقوف ضد تكريم مخرج اسرائيلي، فالسينما والفن لهما ضوابطهما الخاصة بينما الكيانات والدول لها ضوابطها، وقال إن الشعوب الإنسانية تؤطرها ديانات تدعو الى التسامح.
وقال إنه يرفض الوقوف ضد تكريم فنان لمجرد أنه ينتمي الى إسرائيل، مؤكدا في الوقت نفسه رفضه تمرير رسائل معينة عبر شريط سينمائي أو مادة إعلامية أو أدبية تدعم من خلال مضمونها الممارسات الإسرائيلية في فلسطين.
وقال " إنه من الضروري نبذ أي عمل فني يمس بالقضية الفلسطينية ويمس بالفلسطينيين كعرب وكمسلمين لهم الحق في استرجاع أراضيهم المغتصبة "، مضيفاً، أن الموضوع ينبغي أن يقارب بشكل حضاري ومنطقي بعيدا عن العواطف، كما دعا صناع الفرجة السينمائية بالمغرب.