نشرت صحيفة واشنطن بوست خبراً أوردت فيه أن الرئيس المنتخب محمد مرسي أثار الجماهير في ميدان التحرير يوم الجمعة، متعهداً بمواصلة النضال نيابة عن الشعب ومتحديًا المجلس العسكري الحاكم من خلال حلف يمين رمزي في المكان الذي ولدت فيه الثورة المصرية قبل يوم من أداء اليمين الدستورية الرسمي أمام المحكمة الدستورية. وتعهد أول رئيس إسلامي منتخب أيضًا سيحسن علاقة مصر مع الدول الخارجية، كما تعهد بالسعي للإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، الذي صدر حكم ضده بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر لتفجير معالم نيويورك ومحاولة إغتيال الرئيس حسني مبارك. وهتفت الحشود رداً على خطاب الرئيس المنتخب، الذي نزل عن المنصة ليقترب منهم أكثر، قائلين "بنحبك يا مرسي!". وعكس وعد مرسي بالسعي للإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن اللهجة الشعبية لخطابه - الأول في ميدان التحرير بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية. وصرح مرسي أيضًا بأنه سيفرج عن جميع المتظاهرين المصريين المعتقلين الذين يواجهون محاكمات عسكرية. وفي إشارة إلى المتظاهرين الذين يحملون صور السجناءمن بينها صور عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي لمجموعة من الرجال أدينو في تفجيرات مركز التجارة العالمي عام 1993، أعلن مرسي قائلاً: "سأبذل كل جهد ممكن، وسوف أفعل ذلك بداية من الغد، لتحرير هؤلاء جميعًا، بما في ذلك الشيخ عمر عبد الرحمن". وذكر مرسي لعشرات الآلاف من أنصاره المحتشدين بالميدان "إلى كل من يسمعني الآن. الحكومة ... الجيش ... والشرطة ... لا سلطة فوق هذه السلطة"، في إشارة إلى الشعب المصري. وتابع "أؤكد لكم أنني لن أتهاون في أي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية، ولا يسعني القيام بذلك، وليس من حقي أن أفعل". وأشارت الصحيفة إلى أن كلمات مرسي كانت إظهار للتحدي حيث إنه يستعد لصراع من أجل إعادة الصلاحيات التي انتزعها المجلس العسكري، الذي استولى على صلاحيات رئيس الجمهورية الأساسية ووصلاحيات البرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميون قبل أيام من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية. ولا يزال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين يتجنب المواجهة المباشرة مع المجلس العسكري، ومن المقرر أن يؤدي اليمين الدستورية بشكل رسمي يوم السبت أمام المحكمة الدستورية العليا - وليس أمام البرلمان، المكان التقليدي. وعند نقطة ما، فتح مرسي السترة التي يرتديها ليظهر للجميع أنه لا يرتدي قميصًا واقيًا ضد الرصال، ثم قال "لا أخشى أحداً إلا الله". وجاء التعهد بتحرير الشيخ عمر عبد الرحمن رداً على النداءات المتكررة من قِبَل أنصار الشيخ للمطالبة بإعادته إلى مصر لأسباب إنسانية. في حين أن ما يمكن أن يفعله مرسي غير واضحًا، وهي القضية التي أكدت أن فوزه سيُعَقِّد العلاقات مع الولاياتالمتحدة، على الرغم من أن كلا الجانبين قد أعرب عن رغبته في التعاون. ومن جهتها، امتنعت وزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق على تعهد مرسي.
وخلال خطابه، مرسي أكد مرسي مراراً على أن السيادة للشعب وعلى أهمية الوحدة والتمسك بأهداف الثورة. وعد بالتصدي لأي جهود من شأنها سلب الشعب سلطته، قائلاً لمؤيديه: "أنتم مصدر الشرعية، وأقوى ما فيها أن من يحتمي بغيركم يخسر، ومن يسير مع إرادتكم ينجح، ونريد لوطننا النجاح".