أدت ايلين جونسون سيرليف اول امرأة تتولى الرئاسة في افريقيا عام 2005 وحائزة جائوة نوبل للسلام الاثنين القسم لولاية رئاسية ثانية من ستة اعوام في ليبيريا، ضامنة تاييد خصومها بعد ان احتجوا على اعادة انتخابها. وقالت سيرليف امام رئيس المحكمة العليا "أنا ايلين جنوسون سيرليف، اقسم بحماية دستور جمهورية ليبيريا وقوانينها والدفاع عنها"، وذلك بحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. واضافت "وان اؤدي باخلاص وعدم انحياز وضمير المهام والاعمال" المنوطة برئيس الدولة.
واعيد انتخاب سيرليف (73 عاما) في 8 تشرين الثاني/نوفمبر (90,7% من الاصوات) في استحقاق قاطعه خصمها الرئيسي وينستون توبمان بعد قمع تظاهرة للمعارضة اسفرت عن مقتل شخصين على الاقل. لكن سيرليف تبدأ ولايتها الثانية وسط مؤشرات جدية حيث اعلن توبمان الاحد انه يدعمها.
وقال توبمان الذي يرأس حزب المؤتمر من اجل تغيير ديموقراطي لفرانس برس "نعترف بالسيدة سيرليف رئيسة لليبيريا".
واكد السياسي الذي برز مؤخرا بسياسات متقلبة ان اعترافه بالرئيسة اتى بعد محادثات معها اختتمت مساء السبت.
كما قرر المؤتمر بعد المحادثات الغاء مسيرة احتجاج كان يخطط لها بالتوازي مع اداء القسم وكانت تثير مخاوف من اعمال عنف. وقال "نعتقد ان البلاد ينبغي ان تتجه نحو السلام وتغليب المصالحة".
ولم يمنع خطر العنف عددا من القادة العالميين من التوجه الى مونروفيا لحضور المراسم ومنهم كلينتون التي جلست في الصف الاول ووقفت للتصفيق لسيرليف بعد ادائها القسم.
وفي تصريح قصير عبر التلفزيون العام بعد لقائها زعيم المؤتمر من اجل تغيير ديموقراطي حثت الرئيسة قادة المعارضة على التفاعل البناء ودعت الى السلام.
وسعى الكثير من الليبيريين وشركاء البلاد الى هذه التهدئة علما ان البلاد ما زالت تحمل ندوب 14 عاما من الحرب الاهلية (1989-2003) التي اسفرت عن مقتل حوالى 250 الف شخص.
وسيرليف هي الافريقية الاولى التي تتولى منصب الرئاسة وقد تعهدت تضميد جراح بلادها ما ساهم في حصولها على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع مواطنتها الناشطة ليماه غبووي والمدونة اليمنية توكل كرمان.
واوكلت سيرليف بعد اعادة انتخابها غبووي اجراء مبادرة للمصالحة الوطنية.
وتمكنت سيرليف الخبيرة الاقتصادية والموظفة السامية السابقة ووزيرة المالية سابقا من تصحيح اقتصاد بلادها. وطبع نشاطها السياسي بمكافحة الفساد واصلاحات مؤسسية عميقة اثارت تقدير المجتمع الدولي.
لكن في بلادها تلام سيرليف على التورط في الحروب الاهلية بشكل غير مباشر وبعدم بذل الجهد الكافي للمصالحة وعدم الاستفادة من صورتها الجيدة في الخارج.
واكدت الرئيسة انها تريد في ولايتها الثانية مواصلة اعادة اعمار ليبيريا حيث تعيش اكثرية السكان ال4 ملايين في فقر، وما زالت امام البلاد "طريق طويلة"، كما تقول.