* 48 عاما مرت على نكسة العرب * مصر تحتفل برئيسها المنتخب بالتزامن مع ذكرى 67 * الزغاريد والرقص يسيطران على المشهد بدلا من اللطم والعويل * تفاصيل 5 يونيه الأسود * اسرائيل تخسر رغم نكسة العرب "اللطم والزغاريد" زغاريد وأفراح وبشائر خير تعم مصر في الذكرى ال48 للنكسة التاريخية التي انتكستها مصر عام 1967، والتي كانت نكسة للعرب جميعا وليس مصر وحدها، والمواطنون الذين أطلقوا العويل ولطموا الخدود في 5 يونيه 1967، الآن يغردون بالفرحة في كل مكان في التاريخ نفسه بعد ما يقرب من نصف قرن. وفي هذا الإطار وجب التذكير بأن يوم 5 يونيه كان هو اليوم المحدد سلفا في خارطة الطريق لإعلان الرئيس المنتخب وتنصيبه على عرش مصر، إلا أن االلجنة العليا للانتخابات الرئاسية برئاسة المستشار أنور العاصي، قررت إعلان النتيجة قبل هذا التاريخ الذي شهد نكسة مصر في 67. النكسة حرب 1967.. نكسة حزيران.. حرب الأيام الستة، كلها تؤدي إلى ذات الانهيار العظيم الذي حل بالأمة العربية في مقدمتها مصر عام 1967، الحرب التي نشبت بين اسرائيل وكل من مصر وسورياوالأردن بين 5 يونيو و10 يونيو 1967، وأفضت لاحتلال إسرائيل كلا من سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، ضمن الصراع العربي الإسرائيلي. حصدت تلك النكسة أرواح 15,000 - 25,000 إنسان في الدول العربية مقابل 800 في إسرائيل، ودمرت 70 - 80% من العتاد الحربي في الدول العربية مقابل 2 - 5% في إسرائيل، وتفاوتت أعداد الجرحى والأسرى في الجانبين. نتج عن النكسة صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربيّة في الخرطوم وتهجير معظم سكان مدن قناة السويس وكذلك تهجير معظم مدنيي محافظة القنيطرة في سوريا، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدسالشرقية والضفة الغربية، وبلغ إجمالي المهجرين من 300 ألف إلى 400 ألف عربي. لم تنتهِ تبعات حرب 1967 حتى اليوم، إذ لا تَزال إسرائيل، تحتلّ الضفة الغربية كما أنها قامت بضم القدس والجولان لحدودها، وكان من تبعاتها أيضًا نشوب حرب أكتوبر عام 1973 وفصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنيّة، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بمبدأ "الأرض مقابل السلام" الذي ينصّ على العودة لما قبل حدود الحرب لقاء اعتراف العرب بإسرائيل، ومسالمتهم إياها، رغم أن دول عربيّة عديدة باتت تقيم علاقات منفردة مع إسرائيل سياسيّة أو اقتصادية. 5 يونيه الأسود في 5 يونيو الساعة 7:45 بالتوقيت المحلي، دوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، وأطلق سلاح الجو الإسرائيلي العملية العسكرية الجوية ضد المطارات المصرية، بمعدل 12 طائرة لكل مركز جوي في مصر. كانت البنية التحتية المصرية الدفاعية سيئة للغاية، وعلى الرغم من وجود بعض المطارات المزودة بملاجئ خاصة للطائرات، قادرة على حماية الأسطول الجوي المصري من التدمير، إلا أن الملاجئ لم تستعمل، وربما "المباغتة" التي قام بها الجيش الإسرائيلي هي السبب، فالطائرات الإسرائيلية حلقت على مستوى منخفض لتفادي الرادار فوق البحر الأبيض المتوسط قبل أن تتجه نحو الأراضي المصرية من فوق البحر الأحمر، وكان من الممكن استعمال صواريخ أرض جو المصريّة لإسقاط أكبر عدد من الطائرات الإسرائيلية تقليصاً للخسائر، إلا أن البيروقراطية الإدارية حالت دون استعمال هذا السلاح الفعّال، وسوى ذلك فإن القائد العام للجيش المصري المشير عبد الحكيم عامر كان حينها على متن طائرة متجها إلى سيناء ولم يعرف بالضربة الجوية الإسرائيلية إلا عندما لم تجد طائرته مكانًا للهبوط في سيناء بسبب تدمير جميع مدرجات المطارات، وهو ما دفعه للعودة إلى مطار القاهرة الدولي، دون أن يحقق غايته. يذكر أيضًا أن الرادار التابع للأردن في عجلون استطاع الكشف عن اقتراب سرب من الطائرات الإسرائيلية للأراضي المصرية، وذكر كلمة السر للقيادة المصرية، غير أن مشاكل الاتصالات منعت من وصول التحذير إلى المطارات المستهدفة مسبقًا. استراتيجية الجيش الإسرائيلي، كانت تعتمد بشكل أساسي على تفوق سلاح الجو، ولذلك أخذت الطائرات تقصف وتمشط المطارات العسكرية المصرية، واستعملت نوعًا جديدًا من القنابل منتجا من قبل إسرائيل وبالتعاون مع فرنسا، عرف باسم "القنبلة الخارقة للاسمنت" بحيث تنتزع بنية مدرجات الإقلاع، بهدف منع الطائرات في الملاجئ من القدرة على الإقلاع في وقت لاحق. وكان مطار العريش هو الناجي الوحيد، حيث لم يستهدف، إذ إن الخطة الإسرائيلية كانت تقضي بتحويله إلى مطار عسكري للجيش الإسرائيلي بعد السيطرة على المدينة، لتسهيل الاتصالات الجوية بين داخل البلاد وسيناء. كانت العملية ناجحة أكثر مما توقع الإسرائيليون حتى، وبينما تم تدمير سلاح الجو المصري بأكمله على أرض الواقع، فإن الخسائر الإسرائيلية لبثت قليلة حيث تم تدمير ما مجموعة 388 طائرة مصرية وقتل 100 طيار، أما الجيش الإسرائيلي فقد خسر 19 طائرة من بينها 13 أسقطت بواسطة المدفعية المضادة للطائرات والباقي في مواجهات جوية. بعد ظهر ذلك اليوم، تم تنفيذ غارات جوية ضد إسرائيل من قبل الأردنوسورياوالعراق، ردت عليها إسرائيل بالمثل، وفي ختام اليوم الأول، كان الأردن قد خسر أكثر من 6 طائرات نقل مدني طائرتين عسكريتين ونحو 20 جنديًا في هجوم شبيه على المطارات الأردنية، أما في سوريا فإن حصيلة الغارات الإسرائيلية كانت خسارة 32 طائرة ميج 21 و23 طائرة ميج 15، و15 طائرة ميج 17 وهو ما قدر بكونه ثلثي القدرة الدفاعية السورية، كذلك فقد دمرت عشر طائرات جوية عراقية في مطار عسكري غرب العراق، وكانت الخسارة 12 طائرة ميج 21 و17 طائرة هنتر وثلاثة طائرات قتالية، كما قتل جندي عراقي. قتل أيضًا 12 مواطنا في لبنان، وذلك عقب سقوط طائرة إسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية، وكمحصلة اليوم الأول، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن إسرائيل دمرت 416 طائرة عربية، في حين خسر الإسرائيليون 26 طائرة فقط خلال اليومين الأولين من الحرب: 6 من أصل 72 طائرة ميراج-3 و4 من أصل 24 من طائرات سوبر مايستر و8 من أصل 60 طائرة مايستر و4 من أصل 40 طائة أورغان، و5 من أصل 50 طائرة مقاتلة، كما قتل 12 طيارًا وجرح 5 وأسر 4، وقد قيل أن الصحافة الغربية قد بالغت من تصوير الخسائر التي مني بها العرب، غير أن الوقائع أثبتت أن مصر وسورياوالأردن وغيرها من القوات الجوية العربية، لم تقم بأي عملية جوية فيما تبقى من أيام الحرب، كما نشرت الإذاعة المصرية خبرًا كاذبًا أنه قد تم إسقاط 70 طائرة إسرائيلية في اليوم الأول من القتال. "إسرائيل تخسر" خسائر إسرائيل في الحرب قدرت بين 776 و983 جنديا إلى جانب جرح 4517 جنديا وأسر 15 جنديا إسرائيليا القتلى والجرحى والأسرى في جانب الدول العربية أكبر بكثير، إذ إن نحو 9800 إلى 15,000 جندي مصري قد قتلوا أو فقدوا، كما أسر 4338 جنديا مصريا أما الخسائر الأردنية فهي نحو 6000 جندي قتلوا أو في عداد المفقودين كما أسر 533 جنديا، ونحو 2500 جريح؛ أما في سوريا فقد سقط نحو 1000 جندي و367 أسيرا خلال الضربة الجويّة المصرية وطبق البيانات الإسرائيلية تم تدمير 209 طائرات من أصل 340 طائرة مصرية. وحول مجمل خسائر مصر العسكرية، نقل أمين هويدي عن كتاب الفريق أول محمد فوزي أن الخسائر كانت بنسبة 85% في سلاح القوات البرية، وكانت خسائر القوات الجوية من القاذفات الثقيلة أو الخفيفة 100%، و87% من المقاتلات القاذفة والمقاتلات، كما اتضح بعد المعركة أن عدد الدبابات 200 دبابة تقريبًا دمر منها 12 دبابة وتركت 188 دبابة للعدو. كما دمرت 32 طائرة سوريّة وسجلت نسبة استنزاف كبيرة في المعدات، أما في الأردن فقد بلغ عدد الطائرات المدمرة 22 طائرة، كما فقد العراق جزءًا من سلاحه الجوي بعد أن هاجمت إسرائيل قاعدة جوية في الأنبار، وحسب بعض التحليلات فإن نسب الاستنزاف في المعدات العربيّة وصلت إلى 70 - 80% من مجمل طاقتها.