أعلنت المفوضية السامية للاجئين فى الاممالمتحدة أن ما لا يقل عن 11 الفا من أبناء جنوب السودان قد فروا الى اثيوبيا بحثا عن الامن بعد الاشتباكات التى شهدتها ولاية أعالى النيل على مدى الايام الماضية ، وسط انباء عن فشل محاولات التقريب بين حكومة جنوب السودان وحركة التمرد التى يقودها نائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار ، والتى تتم عبر وساطات اثيوبية . وقال ادريان ايدواردز الناطق باسم مفوضية اللاجئين الاممية أن غالبية الفارين هم من عرقية النوير ، وتم قيدهم فى كشوف تلقى مواد الاغاثة والادوية بمعاونة من منظمة الصليب الاحمر الاثيوبى ، وأشار الى أن معسكر / كولى / لاستيعاب اللاجئين القادمين من جنوب السودان والواقع على مسافة 250 كم الى الشرق من حدود جنوب السودان وفى اراضى اثيوبيا قد اكتمل عن اخره بعد أن وصل عدد اللاجئين فيه الى 40 الفا ، يشكل النساء والاطفال نسبة 70 فى المائة منهم ، وأن المفوضية قد شرعت فى انشاء معسكر ايواء جديدة يستوعب 30 الف لاجىء الى جواره ، موضحا أن الكارثة تكمن فى قيد 102 الف لاجىء فى كشوف الاغاثة بصورة اولية قد لا تضمن لهم الحصول على ما يحتاجونه من امدادات تفوق قدرة الاممالمتحدة على الوفاء بها ، داعيا المانحين الدوليين الى تقديم المساعدات المالية والعينية فى هذا الصدد . وتشير بيانات الاممالمتحدة الى أن 14 فى المائة فقط من اجمالى 370 مليون دولار امريكى قد حصلت عليه الاممالمتحدة ووكالاتها الاغاثية لمواجهة احتياجات اللاجئين والنازحين فى جنوب السودان ، وهو ما يشكل فجوة تمويلية كبيرة يتعثر حلها بدون مزيد من مساعدات الاغاثة الدولية . ويقدر عدد اللاجئين من جنوب السودان الى اثيوبيا بنحو 110 الاف لاجىء ، لكن اوغندا بقيت تحمل العبء الاكبر فى مشكلة اللاجئين اذ فر اليها 205 الاف لاجىء من جنوب السودان / كما فر 102 الف لاجىء جنوب سودانى الى جمهورية السودان ، و34 الفا فروا الى كينيا فضلا عن بقاء 932 الفا من ابناء جنوب السودان كنازحين عن مناطق سكناهم الاصلية فى جنوب السودان بدون مغادرة أراضيها الى دول الجوار منذ اندلاع الاشتباكات هناك على اثر محاولة انقلابية قام بها مسلحون موالون لنائب رئيس جنوب السودان المقال رياك مشار فى منتصف ديسمبر من العام 2013 . ويقول موظفو الاغاثة الدوليين فى جنوب السودان أن اطعام اللاجئين يحتاج على 2300 طن مترى من الحبوب شهريا لتفادى موت اللاجئين جوعا لكن تأمين مسيرة قوافل الاغاثة برا لا تزال تشكل تحديا خطيرا لبرامج الاممالمتحدة فى جنوب السودان التى يتطلع اليها 2ر1 مليون ممن شردتهم المعارك . وفى أحدث بياناته الصادرة عن الوضع فى جنوب السودان أاعلن برنامج الغذاء العالمى عن خطة لتدبير مصادر غذائية تكفى لاطعام 2ر3 مليون من مضارى المعارك فى جنوب السودان بما فى ذلك اللاجئين الى دول جوارها وذلك بحلول نهاية العام الجارى ، وقال مايك ساكيت مدير برنامج الغذاء العالمى فى جنوب السودان إن ثلاثة ارباع السكان فى جنوب السودان على وشك الدخول فى أزمة غذائية خانقة بنهاية العام الجارى ما لم يتم تدبير مزيد من الموارد الغذائية لهم ، مشيرا الى أن الولايات الاشد احتياجا للامدادات الغذائية العاجلة هى كل من جونجلى والوحدة واعالى النيل ، وأن منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة تتعاون مع برنامج الغذاء العالمى فى هذا الصدد لا سيما تدبير موالد مالية تصل الى 261 مليون دولار امريكى لشراء المواد الغذائية المطلوبة بشكل عاجل تجدر الاشارة الى أن برنامج الغذاء العالمى يقدم مساعدات غذائية ضرورية لعدد 90 مليونا من سكان 80 دولة حول العالم تشهد توترات واضطرابات وكوارث فى مقدمتها دول افريقيا .