قدم أبناء النوبة الكثير من التضحيات من أجل وطنهم الغالي مصر فهم أصحاب القلوب البيضاء النقية الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل إعمار مصر وكانت البداية عند بناء خزان أسوان في عام 1902 عندما تم تهجير الكثير من أبناء النوبة وتواصل مسلسل التهجير ل 4 مرات خلال أعمال التعلية الأولي والثانية لخزان أسوان وانتهت ببناء السد العالي في الستينات. ويؤكد الكثير من أبناء النوبة أنهم لم يحصلوا علي تعويضاتهم الكاملة عقب كل هذه المراحل من التهجير خلال الحكومات السابقة والنظام السابق بجانب أنهم تعرضوا لظلم كبير خلال هذه الفترات السابقة ولم يتم تلبية حقوقهم إلا الجزء القليل منها ولكنهم الآن يحلمون بحق العودة إلي بلادهم وأراضيهم علي ضفاف بحيرة ناصر بعد نجاح ثورة 25 يناير ووجود أول برلمان منتخب بإرادة الشعب وهو برلمان الثورة بجانب وجود أول رئيس منتخب ويرون أن ما كان قبل الثورة من ظلم سيتم محوه بالكامل بإذن الله بعد الثورة وخلال السنوات القادمة. وفي هذا الإطار أشار مسعد هركي رئيس النادي النوبي العام بالقاهرة إلي أن قانون إنشاء هيئة خاصة لتعمير منطقة النوبة خلف بحيرة ناصر يعد شيئا مهما جداً لتحقيق حلم العودة ومطالب النوبيين وذلك من خلال الارتكاز علي آلية قانونية لتنفيذ هذه المطالب بعيداً عن الوعود السابقة. وأوضح أن أبناء النوبة يشاركون في وضع القانون وخاصة أن مطالبهم موجودة بالكامل أمام مجلس الوزراء وأن تلبية مطالب أهالي النوبة بدأت مع الوزارات السابقة واستطعنا من خلال الأبحاث عودة أهالي النوبة علي ضفاف بحيرة ناصر في 6 مناطق جنوب السد العالي وهي مناطق وادي كركر والتي تبعد عن أسوان 18 كم وعن السد العالي 8 كم ، وأول منزل مقام علي ضفاف البحيرة يبعد 2 كم من حرم البحيرة ، ويوجد في منطقة وادي كركر 2000 مسكن وتم إنشاؤها بمعرفة القوات المسلحة وحسن علام بوزارة الإسكان والمقاولون العرب التي نفذت البنية الأساسية. وأكد هركي أنه لفخر لنا أن تقوم القوات المسلحة ببناء هذه المساكن وبعد الأبحاث والدراسات التي جمعناها من العمد والمشايخ بقري نصر النوبة لآخر هجرة عام 1964 لأنها هي المشكلة الأساسية لمشاكل أهالي النوبة ، لكن هجرة 1902 و 1913 و 1933 لا يوجد عندهم أي مشاكل إلا مشكلة واحدة وهي تمليك مساكنهم لأنهم حتى يومنا هذا لم يملكوا مساكنهم الموجودة في أسوان وتوماس وعافية بمدينة إسنا والأقصر وقنا وهم جميعهم مرتاحون ومبسوطون .. لافتاً إلي أن هجرة 1964 بنصر النوبة هي التي تمثل المشكلة الأساسية حيث أننا كناد نوبي نتحدث مباشرة مع المسئولين في الدولة من أجل حل مشاكل أهالي النوبة ، وأنه في ظل هذه الأجواء بدأت المرحلة الأولي في تعويض أهالي النوبة بكركر ، لتبدأ المرحلة الثانية في أبو سمبل بمنطقة خور قندي ثم تليها 4 مناطق أخري داخل مشروع توشكي في عمدا والسبوع ، والسيالة ، والمحرقة ، وقسطل وادندان بالشرق ، ونحن نلبي مطالب أهالي النوبة المستحقة لأننا في الأول والأخر مصريون ، ونحن نطالب بمساواتنا مع أي مواطن مصري . وأكد المهندس خليل الجبالي أحد القيادات النوبية ، أن قرارات الحكومة ممثلة في الدكتور كمال الجنزوري، أرجعت لنا الحقوق التي كافحت أجيال كثيرة من أجل تحقيقها, وهذا يعتبر بدوره نتاجا طبيعيا لمكتسبات ثورة25 يناير المجيدة، التي قامت من أجل تحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية ورفع الظلم. ولفت إلي أن تلبية مطالب النوبة من الحكومة المصرية جاء بعد مرور أكثر من مائة عام تعرضت خلالها الحقوق النوبية لتجاهل الحكومات المتعاقبة وآخرها حكومات النظام السابق , والجميع يعلم مدي التضحيات التي قدمها أبناء النوبة منذ بناء خزان أسوان في 1902 ثم السد العالي في الستينات ، موضحاً انه الآن ونحن على أعتاب عهد جديد أصبحت تلبية مطالبنا محل اهتمام الجميع ، وهو ما نراه بالفعل علي ارض الواقع بمنطقة وادي كركر ، وأضاف أننا كلنا أمل ونتمني أن تلبي مطالبنا أيضاً في ظل برلمان الثورة واهتمام كافة الأحزاب والقوي السياسية بمطالبنا المشروعة . ومن جانبه أوضح المهندس عباس حجازي المشرف علي مشروع إنشاء القري النوبية الجديدة بوادي كركر علي ضفاف بحيرة ناصر وأحد القيادات النوبية المعروفة أنه تم حالياً انتهاء المرحلة الأولي من المشروع بإجمالي 1552مسكنا موزعة علي 8 قري مكتملة الخدمات والمرافق ، بجانب كونها كاملة التشطيب علي الطراز المعماري النوبي وأن اختيار منطقة وادي كركر تم طبقاً لاتفاق واختيار النوبيين أنفسهم ، لافتاً إلي أن المخطط هو تسكين 5521 أسرة نوبية هم من غير المقيمين وقت الحصر الرسمي للتهجير وذلك في ثلاث مناطق من بينها وادي كركر الذي جار إنشاؤه على مساحة 2 مليون و16 ألف متر مربع على بعد 300 متر من طريق أسوان - أبو سمبل وعلى مسافة 3.5 كم من بحيرة ناصر وهى التى تمثل شريط الحماية البيئي للبحيرة لضمان عدم حدوث أي تلوث لها. وأشار حجازي إلى أن مساحة المنزل تصل إلى 228 متراً مربعاً منها 70 متراً مربعاً مسقوفة بالقباب والباقي عبارة عن حوش للاستخدامات المنزلية ، موضحاً أنه روعي فى تنفيذ القري أن يضم مساكن رائعة التصميم لتلائم النوبيين وأنشطتهم وحياتهم التي تعودوا عليها وتتناسب مع طقس المنطقة وهى توفر لهم حياة حضارية هادئة حيث أن القرية الأولي تضم 258 مسكنا والثانية 246 والثالثة 272 والرابعة 246 والخامسة252 والسادسة256 والسابعة 288 والثامنة256 مسكناً. وأضاف عباس حجازي أن وجود المشروع الكبير علي مقربة من مدينة أسوان يجعله مرتبطاً ارتباطاً كاملاً بالخدمات الأساسية ويوفر فرص عمل هائلة بعد قرار المحافظ بأن تكون الأولية المطلقة للعمل في القري لأبناء النوبة من المقيمين هناك. وأعرب عن أمله في أن تكون منطقة كركر بداية حقيقية لتنمية ما حول ضفاف بحيرة ناصر ، وكذا طريق أسوان - أبو سمبل السياحي من خلال إقامة مشروعات سياحية بيئية، علي غرار قرية غرب سهيل ،مؤكداً أن هناك زيارات يومية من شباب القري بنصر النوبة وقياداتها الطبيعية ، بجانب أبناء النوبة في المحافظات الأخرى للاطلاع علي ما تم إنجازه علي أرض الواقع وهو الذي انعكس في الفترة الأخيرة بالإشادة بالجهود التي تبذلها القوات المسلحة ووزارة الإسكان في تنفيذ هذا المشروع العملاق وخاصة أن القري النوبية الجديدة ستضم أكثر من 14 ألف نوبي سيتمتعون بكافة أنواع الخدمات حيث يوجد مركز رئيسي للخدمات به وحدة محلية وأخري لطب الأسرة والثالثة للشئون الاجتماعية وقسم شرطة ومكتب بريد ومدرستان للتعليم الأساسي والثانوي العام ومركز شباب وملاعب وسوق تجاري ومخبز ومناطق خضراء وأخري مفتوحة ومكتب بريد ومستشفي عالمي يضاهي أكبر المستشفيات التي تضم أحدث الأجهزة الطبية التي لا يوجد مثلها علي مستوي صعيد مصر. وأشار الدكتور عمر صابر عضو مجلس الشعب بأسوان وأحد أبناء النوبة والذي قام بمقابلة رئيس الوزراء خلال لقائه مع الدكتور كمال الجنزوري إلي أننا نرحب بالمبادرة الرسمية من حكومة الجنزوري لإعادة فتح ملف تعويضات النوبة، من خلال دراسة قرار إنشاء هيئة خاصة لتنمية وإنشاء عدد من القرى النوبية على شواطئ بحيرة ناصر يصل عددها إلى 44 قرية سيتم التصديق عليها بمشروع قرار لعرضه على اللجنة التشريعية لمجلس الشعب للموافقة عليه. وأضاف صابر، أنه بالنسبة لمشروع وادي كركر، الذي يتم تنفيذه على ضفاف بحيرة ناصر ويضم 2000 مسكن ضمن التعويضات المقررة لأبناء النوبة من غير المقيمين خلال فترة التهجير تقرر إرجاء تسليمه لحين الانتهاء من إنشاء الهيئة الخاصة بتعمير منطقة النوبة خلف السد العالي، وأن الحكومة لديها تفهم واضح للمطالب والحقوق التاريخية لأبناء النوبة باعتبارها ليست مطالب فئوية. وأشار الى أنه سيتم تمثيل أبناء النوبة فى الهيئة المزمع إنشاؤها لإعمار منطقة النوبة خلف السد العالي ،وهو الأمر الذي لقي ترحيباً من الوزراء المعنيين خلال اللقاء. ومن جانبه أشار محمد عبد الفتاح أمين حزب الحرية والعدالة بأسوان الي أن برنامج الحزب الذي سيسعي لتنفيذه من خلال أعضائه داخل مجلسي الشعب والشوري يتضمن الاهتمام بمطالب النوبيين ورفع كافة المظالم عنهم والتي تعرضوا لها في النظام السابق والسنوات الماضية لأنهم مصريون وذلك يتم تنفيذه في إطار النسيج المصري. وفي نفس الوقت كان أبناء النوبة بمحافظة أسوان أكدوا في بيان لهم يحمل توقيعات عدد من القيادات الشعبية والتنفيذية النوبية بمصر وخارجها أنه من العرفان الاعتراف بالخطوات الايجابية لحكومة الثورة الحقيقية التي يقودها مجلس الوزراء برئاسة كمال الجنزوري في إضفاء الشرعية لأول مرة منذ أكثر من 100 عام على مطالب أبناء النوبة بعد وضعها ضمن اهتمامات الحكومة بشكل فعلى حيث سيستفيد من هذه الإجراءات حوالي 30 ألف أسرة في مناطق عديدة بمدينة أسوان . وأشادت القيادة النوبية بقرارات مجلس الوزراء الأخيرة التي صدرت والتي تمت فيها الاستجابة لمطالب أبناء النوبة بداية من قرار إنشاء هيئة لتنمية مناطق النوبة القديمة وجنوب السد العالي وانتهاء بقرار تمليك أهالي النوبة لأراضيهم وبيوتهم الخاصة التي حصلوا عليها بعد بناء خزان أسوان خلال أعمال التعلية الأولي والثانية في الفترة من 1902 وحتى عام 1933 .