أيا كانت نسبة التصويت فى الانتخابات الرئاسية والتى لم تعلن رسميا حتى الآن فإنها لن تقل عن 25 مليون مواطن وهو عدد ضخم ونسبة تصويت معتبرة يتوقع أن يحصل السيسى منها على أكثر من 22 مليون صوت وهو انجاز تاريخى كبير لمرشح رئاسى ليس له حزب سياسى داعم مثل أى مرشح فى الانتخابات السابقة ولكن له ظهير شعبى من المصريين وقف فى ظهرمرشحه – السيسى - بكل الحب والوفاء لموقفه التاريخى فى مواجهة المؤامرة الدولية الاخوانية ضد مصر . الآن على الشعب المصرى أن يسعد ويفرح ويزهو أمام العالم باسترداد مصر وباستكمال خارطة الطريق بنجاح بانتخاب رئيس الجمهورية ولم يتبق سوى انتخاب البرلمان رغم حجم الضغوط والمؤامرات والحصار التى واجهته مصر لعرقلة نجاح تنفيذ خارطة الطريق . ولاشك أن الخروج العظيم لشعب مصر أبلغ تأكيد للارهابيين فى الداخل والخارج وللمتربصين وللعالم كله بأن ما جرى فى 30 يونيو ثورة شعبية حقيقية وأن وصول مرسى العياط لحكم مصر كان اختطاف للوطن فى ظروف سياسية غير طبيعية ولم يكن على أسس ديمقراطية كما يرد الأمريكان وأنصارهم بالداخل والخارج. وبالطبع فأن صدمة الاخوان وأنصارهم فى نسبة التصويت غير المسبوقة سوف تدعوهم للتشكيك فى العملية الانتخابية ولكن سوف يكذبهم مراقبون دوليون من جميع أنحاء العالم لم يرصد أى منهم أى مخالفة أو تجاوز خلال العملية الانتخابية التى تمت بنزاهة وشفافية غير مسبوقة. و الآن على الرئيس عبدالفتاح السيسى – من وجهة نظرى - أن يبدأ وفور تنصيبه رسميا ودون انتظار الانتخابات البرلمانية فى تنفيذ اجراءات عاجلة تتعلق بمواجهة المشاكل الحياتية اليومية للمصريين وفى مقدمتها مشكلة الأمن حتى يشعر المواطن المصرى بتغير فى حياته بعد 3 سنوات من الفوضى وحالة "اللادولة" التى يعيشها. وعندما أتحدث عن ضرورة بدء السيسى بمواجهة الانفلات الأمنى لا أقصد مواجهة الارهاب فحسب ولكن أيضا ضرورة نزع الأسلحة التى دخلت مصر على مدار 3 سنوات بشكل غير شرعى من خلال صدور قانون يعطى مهلة زمنية لتسليم السلاح طواعية واعتبار عدم تسليم السلاح جريمة تقع تحت طائلة القانون العسكرى وتكون محاكمة المتهمين أمام القضاء العسكرى وأيضا على السيسى البدء فورا فى اعلان الحرب على مافيا المخدرات التى أغرقت البلاد على مدار 3 سنوات استنزفت فيها شباب مصر وموارده الاقتصادية ودخل مجال تجارة المخدرات خلالها الالاف من غير المسجلين مع فرض الأمن فى ربوع البلاد من خلال وقف ظاهرة السرقة بالاكراه وسرقة السيارات وغيرها لأن انتشار الأمن هو البداية الحقيقية لعودة السياحة والاستثمارات ودوران عجلة الاقتصاد . وعلى الرئيس السيسى فورا أن يعيد للقانون هيبته بعد سنوات الفوضى فى الشارع المصرى انتشرت خلالها مخالفات البناء على الأراضى الزراعية واحتل البلطجية والباعة الجائلون الوافدين من العشوائيات والمحافظات شوارع وأرصفة وميادين العاصمة بل ومحطات مترو الانفاق وشوهوا وجه العاصمة وتواطئوا مع موظفى المحليات والمرافق على حساب مظهر الوطن ووجه العاصمة ..وللأسف كل هؤلاء البلطجية يستخدمون السلاح لمقاومة أى محاولة لمنع تجمعاتهم من احتلال الميادين وفشلت أجهزة الشرطة فى مواجهتهم فى ظل تركيزها اهتمامها على مواجهة الارهاب. ولا يقل أهمية عند كل المصريين ضرورة سرعة مواجهة الرئيس الجديد لظاهرة القمامة التى عجزت الحكومات السابقة عن ايجاد حلول عملية وحاسمة لها وهى مشكلة تؤرق المصريين وتشوه شكل العاصمة وتسئ لمصر أمام العالم بالاضافة لفوضى مواقف الميكروباص والاختناق المرورى وكلها مشاكل تؤرق حياة المصريين يوميا ولم تجد رئيس جمهورية سابق يهتم بها بل كانوا يعتبرونها من صغائر الامور فتركوها للمحليات ولم يفطنوا لحالة الغضب والضغط التى سيطرت على المصريين بسبب هذه المشاكل الحياتية اليومية. وأتمنى أن تحظى المستشفيات العامة والحكومية ومستشفيات التأمين الصحى والمدارس الحكومية بعظيم الاهتمام من الرئيس السيسى فور تولى المسؤلية ومن خلال جهد مكثف فى توقيتات زمنية ناجزة يشعر المواطن بها وبأثارها خلال أشهر قليلة مع التوسع فى تنفيذ مشروعات الاسكان الاجتماعى بمساحات مختلفة تلبى حاجة مختلف المستويات بما لا يقل عن 250 الف وحدة فى العام الأول لولاية السيسى . ولا أتمنى أن يستجيب الرئيس السيسى لأصوات بعض مستشاريه الذين يروجون الى أن حل كل مشاكل مصر يبدأ برفع الدعم عن البنزين والكهرباء وهى مقولة باطلة لو تم تطبيقها بدون تريث سوف يتضرر منها ملايين الأسر من الطبقة الوسطى البسيطة التى تمتلك تكييف فى نار الصيف أوسيارة بالتقسيط تغنيها عن "ذل " الانحشار فى أتوبيس حكومى أو ميكروباص عشوائى . باختصار فأن رفع الدعم عن البنزين هو "طحن" للطبقة الوسطى التى هى العمود الفقرى لهذا الوطن وهم دافعى الضرائب تحت شعار زائف وطبقى هو مصلحة الفقراء علما بأن الملايين ممن تعتبرهم الدولة فقراء من فئة الحرفيين تفوق دخولهم فئات من الشعب مثل المهندسين والمحامين والاطباء والصحفيين والموظفين وضباط الشرطة وغيرهم من المهنيين الذين تعتبرهم حكومة محلب من الأغنياء لمجرد امتلاكهم سيارة وتكييف . واذا كنا ننتظر الكثير من الرئيس السيسى فأن السيسى لا يحمل عصا سحرية يحل بها مشاكل تراكمت على مدار عشرات السنين وهذا يعنى أن نعمل جميعا كل فى موقعه من أجل تحقيق هدفنا الرئيسى وهو تحقيق قفزة اقتصادية واجتماعية لهذا الوطن والتحلى بروح المسؤلية والتخلى على السلبية واللامبالاة التى أصابت البعض منا.