زار نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قبرص المقسمة عرقيا يوم الأربعاء لتقديم الدعم لمحادثات سلام معقدة في جزيرة لديها امكانيات القيام بدور مهم في تخفيف اعتماد أوروبا على الغاز الروسي. ومن المقرر أن يجتمع بايدن الذي تستمر زيارته يومين مع الرئيس القبرصي وزعيم القبارصة اليونانيين نيكوس اناستاسياديس والزعيم القبرصي التركي درويش ايروغلو يوم الخميس. وقبرص مقسمة منذ الغزو العسكري التركي عام 1974 الذي قسم شمال الجزيرة عن جنوبها بعد انقلاب قبرصي يوناني قصير دبره المجلس العسكري الذي كان يحكم اليونان آنذاك. والتوصل الى تسوية للنزاع القبرصي هو واحد من أقدم النزاعات في جدول أعمال الاممالمتحدة وراوغ المفاوضين على مر السنين. وأصبحت محاولات التوصل الى اتفاق أكثر الحاحا منذ اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط بين قبرص واسرائيل. وقال مسؤول رفيع بالادارة الامريكية قبل زيارة بايدن "نعتقد ان اكتشاف الهيدروكربون في (مياه) قبرص يمكن ان يضع قبرص في موضع الريادة في الطاقة والاقتصاد بالمنطقة." ومنحت قبرص ترخيصا لشركة نوبل الأمريكية للتنقيب عن الغاز الطبيعي بعد اكتشافات قبالة الساحل الجنوبي. كما منحت ترخيصا لشركتي إي.إن.آي. وتوتال للبحث عن الغاز. وقالت مصادر ان التأييد الامريكي لتوقيع مزيد من عقوبات الاتحاد الاوروبي على روسيا بشأن ضمها شبه جزيرة القرم الاوكرانية سيبرز أيضا في المحادثات. وتعارض قبرص وهي شريك تجاري رئيسي لروسيا في الاتحاد الاوروبي فرض مزيد من العقوبات التي يمكن ان تضر باقتصادها الذي مازال يكافح بعد خطة انقاذ لصندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي في العام الماضي. ومن المقرر ان يجتمع بايدن وهو أكبر مسؤول أمريكي يزور قبرص منذ الرئيس الامريكي الاسبق ليندون جونسون في عام 1962 مع زعماء دينيين من الجانبين اليوناني والتركي اليوم الخميس حيث يجري محادثات منفصلة مع زعماء القبارصة اليونانيين والأتراك ويحضر مأدبة عشاء مشتركة مع الجانبين. وقالت مصادر قبرصية ان من غير المرجح أن يعلن بايدن عن أي انفراجة في اجراءات بناء الثقة التي يبحثها الجانبان منذ عدة اشهر. وبدأت جولة جديدة من محادثات توحيد الجزيرة بين اناستاسياديس وايروغلو يوم 11 فبراير شباط. ويحاول وسطاء توحيد الجزيرة كمنطقتين يجمعهما اتحاد فيدرالي لكن الخلافات الاساسية باقية بشأن قضايا مثل اقتسام الطاقة وحقوق ممتلكات الاف الاشخاص الذين نزحوا من ديارهم منذ بدء الصراع.