* العصابات اليهودية حشدت قوات ضعف عدد الجيوش العربية السبعة * 16 مليونا من اللاجئين من ضحايا النكبة في الشتات حتى الآن * تدمير 500 مدينة عربية وتهجير سكانها وتغيير أسمائها إلى مسميات عبرية * الشعب الفلسطيني دافع بشراسة عن بلاده في مواجهة التآمر الدولي * المذابح المنظمة ساهمت في نزوح اللاحئين تحت تهديد الإرهاب اليوم يتزامن مع الذكرى السادسة والستين لإقامة إسرائيل على التراب الفلسطيني، بعد أن أقر المجتمع الدولي التهام جزء من فلسطين وتسليمه إلى العصابات اليهودية المهاجرة من كل أنحاء الأرض، طبقا لقرار التقسيم الصادر في نوفمبر من عام 1947، الذي سبق صدوره قيام إسرائيل بستة أشهر تقريبا. وإذا كان نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، اعترف بحق المواطنة للسود، بالرغم من حرمانهم من أية مزايا سياسية في الحكم والإدارة، إلا أن تجربة الاحتلال الصهيوني تظل الأسوأ في تاريخ الإنسانية، إذ أن فكرة إسرائيل قائمة على أسس عنصرية موغلة في الضيق والإجرام، فقد كان اقتلاع الشعب الفسطيني من أرضه، بمثابة محور الفكرة الصهوينية، وفق مقولة حاييم وايزمان أول رئيس لإسرائيل، بأن اليهود شعب بلا ارض ، في حين أن فلسطين هي ارض بلا شعب، بالرغم من المقاومة الشرسة والباسلة التي قام بها الشعب الفلسطيني رغم قدراته المحدودة، فضلا عن تآمر الجميع على القرار الفلسطيني حينذاك. في حين أن المساعدة التي قدمتها الجيوش العربية لم تكن على مستوى حدث بهذا التعقيد، بل إن العصابات الصهيونية حشدت سبعين ألف مقاتل، في مقابل جيوش سبع دول عربية، لم تتمكن إلا من توجيه 47 ألف مقاتل بدون تسليح يذكر، وعلى الجانب الآخر تدفق السلاح على اليهود من جميع أنحاءالعالم، أي أن القوة اليهودية كانت ضعف القوات العربية تقريبا، مع فارق لا يستهان به في خبرات القتال والقيادة التي لم تكن في صالح العرب، ولكنها تركزت في جانب اليهود، و انتهى تدخل الجيوش العربية بهزيمة فاضحة، واضطرت الدول العربية السبع إلى القبول بفكرة بالمشاركة في مباحثات الهدنة في جزيرة رودس بالبحر المتوسط وبوساطة من الدكتور رالف بانش مندوب الأممالمتحدة عام 1949، بالرغم من أن اليهود لم يلتزموا بها على الإطلاق، ولكن تم استغلالها في تعزيز القدرات العسكرية لهم، ومن ثم كانت الهدنة أول اعتراف رسمي بإسرائيل، في حين أن الاتحاد السوفيتي كان أول دولة اعترفت بإسرائيل وتبعتها الولاياتالمتحدة. ومنذ أن حصلت إسرائيل على الاعتراف الدولي بها، بادرت الحكومة الإسرائيلية إلى تطبيق سيسات الإبعاد والتدمير، وأقر ديفيد بن جوريون سياسة منظمة لتغيير خريطة فلسطين ، من خلال إزالة ما لا يقل عن خمسائة مدينة عربية وتغيير اسمائها واستبدالها بأخرى عبرية، فيما يعد أكبر محاولة لتزييف الوعي والتاريخ في العصر الحديث، بالرغم من الواجهة الديمقراطية الخادعة التي يقال إن إسرائيل تلتزم بها . ولكن الموروث الديني اليهودي، لايعترف باية حقوق لغير اليهود ، حتى الحق في الحياة، باعتبار أن غير اليهود أو من تسميهم التوراة الجوييم، لا ينتمون إلى البشر، إلا من ناحية التشابه في الملامح الخارجية فقط، بينما اليهود – جحسب التصورات العنصرية الوثنية التي يدينون بها- يعتبرون صورة حية من الذات الإلهية. اتبعت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سياسات إجرامية متطرفة لتشريد العرب عن ديارهم، وساهمت المذابح المروعة التي تعرض لها المواطنون العرب في دفعهم غلى النزوح خارحج فلسطين، على أساس أن الجيوش العربية سوف تعيدهم إلى ديارهم فور القضاء على العصابات اليهودية، ولكن استمرت فترة التشرد إلى ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن، وتظل مذبحة دير ياسين التي نقذتها العصابات اليهودية بقيادة الإرهابي مناحم بيجن، من أبرز الجرائم التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، وقد كانت صيحة العدوان التي قاد بها الضباط اليهود عناصرهم لدى اقتحام قرية دير ياسين هي : كاديما أي تقدموا بالعبرية، وهو نفس اسم الحزب الذي تتزعمه حاليا وزيرة العدل تسيفي ليفني، وحتى مع عدم وجود أسلحة لدى سكان القرية، إلا أنهم واجهوا الجناة بشجاعة نادرة، ووبعد أن قتل معظم الرجال تقريبا تورط المجرمون في قتل السيدات الحوامل والأطفال، وفق ما تنص عليه التوراة التي تبيح الانتقام حتى من الحيوانات. ستظل آثار النكبة قائمة حتى ينتهي المشروع الصهيوني بالكامل وينحسر عن الأرض الفلسطينية، فحتى عام 1948 كان عدد اللاجئين قرابة 750 ألف فلسطيني، ولكن هذا العدد يقترب الآن من 12 مليونا، وفي بعض التقديرات تصل بهذا الرقم إلى 16 مليونا ينتظرون العودة إلى ديارهم على أن يعود اليهود غلى البلاد التي هاجروا منها.