التقى البابا تواضروس الثانى، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال اليومين الماضيين بعدد من المسئولين بدولة الامارات العربية المتحدة. كما التقى ظهر أمس الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، والشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة. ورحب حاكم الشارقة في مستهل اللقاء بالبابا والوفد المرافق له، مؤكداً على مكانة هذه الزيارة في ترسيخ العلاقة وتوطيدها مع جمهورية مصر العربية بشكل خاص ومع مختلف الأطياف الدينية في الوطن العربي والعالم أجمع بشكل عام. وتناول الجانبان مختلف أشكال التعاون والتقارب المبنية على السماحة وتقبل واحترام الآخر، انطلاقا من القيمة الأسمى التي تجمع بين كل الشعوب والمتمثلة في الإنسانية. من جانبه، قدم البابا تواضروس الشكر الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على ما وجده في إمارة الشارقة مشيدا بالمنجز الثقافي والعلمي لإمارة الشارقة، وقد اهدى البابا عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة هدية تذكارية. كما التقى البابا الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم في مجلس سموه بقصر البحر. وتناول الطرفان خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء على النهج الثابت والمتواصل الذي أسسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في وقوف دولة الإمارات بجانب مصر وشعبها وهو النهج الذي أسس على مبادئ ترتكز على الأخوة والاحترام المتبادل والمحبة الصادقة والتعاون مشيرا سموه الى أن هذا الموقف ليس جديداً ولن يتوقف وهو يحظى باهتمام ورعاية خاصة من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. وقال ان دولة الإمارات العربية المتحدة تقف مع أبناء مصر كافة دون تمييز وتدعم تطلعاتهم الوطنية في بناء مصر الجديدة، مصر المتسامحة البعيدة عن التطرف والغلو والإرهاب لتتجاوز التحديات الراهنة وتواصل طريقها نحو البناء والتقدم والتنمية. وأضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "ان لغة الحوار قادرة على مد جسور التعاون والتواصل والتفاهم والتسامح وبناء الثقة وتعزيزها بين بني البشر وهي قادرة كذلك بين الدول". من جانبه أشاد البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بالقيادة الحكيمة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ودوره في دعم مصر وشعبها والوقوف معه دائما امتدادا للنهج الذي أسسه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. وقال "ان العلاقات بين البلدين تقوم على جذور راسخة وقوية وصادقة وان الأعمال والمشاريع التي تنفذها دولة الإمارات في ربوع مصر وعلى مختلف الأصعدة خاصة ما ينفذ لصالح الانسان المصري البسيط هو دلالة صريحة وواضحة على النية الصادقة لدولة الإمارات وشعبها الشقيق لمساعدة مصر ورغبتها الحقيقية في أن تصل يد العون والمساعدة للمحتاجين المصريين بغض النظر عن انتمائهم أو مذهبهم وانه بفضل دعم الإمارات وإخواننا العرب قادرون على استرجاع دور مصر الرائد على الساحة العربية والدولية". وعبر البابا تواضروس عن تقديره للرعاية الكريمة التي تحظى بها الجالية المصرية في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام والاقباط منهم، مشيدا بما لمسه من تسامح ديني كبير كرسته دولة الامارات قيادة وشعباً مما يرفع من مقام الانسان في هذا البلد الطيب ويسهم في مد جسور من المحبة والألفة والحوار السامي بين الأديان. وأضاف قداسته ان نهج التسامح والسلام والتعايش الاجتماعي واحترام الأديان وحقوق الإنسان الذي تنتهجه دولة الإمارات في مجتمعها عزز من مكانتها بين دول العالم كنموذجٍ يسعى إلى ترسيخ قيم إنسانية نبيلة في التسامح واحترام الآخر. كما التقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وقد رحب بالضيف مؤكدا أن دولة الامارات تقف دائما الى جانب الشعب المصري الشقيق في كل الظروف. وجرى خلال المقابلة استعراض دور رجال الدين في التقريب بين اتباع الديانات المختلفة وترسيخ مبدأ التسامح والمحبة والسلام بين شعوب العالم كافة. وشكر البابا تواضروس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مواقف دولة الإمارات الانسانية والوطنية حيال الشعب المصري الشقيق.