قال انفصاليون موالون لروسيا اليوم الجمعة إن القوات الأوكرانية تشن "عملية كبيرة" لاستعادة السيطرة على بلدة سلافيانسك بشرق البلاد في تصاعد لأعمال العنف في أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. وقال وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف يوم الجمعة إن طيارا قتل وأصيب آخرون بعد أن استخدم انفصاليون موالون لروسيا صواريخ مضادة للطائرات ضد قوات كييف. واتهم الانفصاليين باستخدام قوات من المرتزقة. واستولت جماعات مسلحة تسعى للانضمام إلى روسيا على عدد من المباني الحكومية في مدن بشرق أوكرانيا. ويبدو أن التحرك في سلافيانسك أول رد عسكري كبير من قبل كييف. وقال مصور إنه شاهد طائرة هليكوبتر عسكرية تطلق النار على مشارف البلدة وسمع مراسل صوت إطلاق نار. وقال انفصاليون إنهم تعرضوا لهجوم وإن طائرة هليكوبتر واحدة على الأقل اسقطت. وقال أفاكوف في صفحته على فيسبوك "استخدم إرهابيون المدفعية الثقيلة ضد القوات الأوكرانية الخاصة بما في ذلك منصات إطلاق القذائف والمنصات المحمولة للصواريخ المضادة للطائرات. وقتل طيار وهناك مصابون." ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن فياتشيسلاف بونوماريوف الذي اعلن نفسه رئيسا لبلدية سلافيانسك قوله إن طائرتين هليكوبتر اسقطتا وإن طيارا رهن الاحتجاز. جاءت الاشتباكات حول المدينة بعد ساعات من تنظيم روسيا لموكب ضخم في عيد العمال بالميدان الأحمر يوم الخميس هو الأول منذ الحقبة السوفيتية وحمل العمال لافتات تأييد للرئيس فلاديمير بوتين. وأقر قادة أوكرانيا يوم الأربعاء بأنهم "عاجزون" عن منع استيلاء الانفصاليين على المباني الحكومية ومراكز الشرطة في إقليم دونباس المنتج للفحم والصلب والذي يعد مصدرا لحوالي ثلث الإنتاج الصناعي للبلاد. واقتحم انفصاليون مكتب المدعي العام في مدينة دونيتسك ورشقوا قوات شرطة مكافحة الشغب بالحجارة والألعاب النارية والغاز المسيل للدموع واتهموا المسؤولين بالعمل لصالح حكومة كييف المدعومة من الغرب. وأعلن الانفصاليون في دونيتسك -وهي عاصمة منطقة يبلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة- "جمهورية دونيتسك الشعبية" ودعوا إلى إجراء استفتاء على الانفصال في 11 مايو آيار مما يقوض انتخابات رئاسية من المزمع أن تجرى في أوكرانيا بعد ذلك الموعد بأسبوعين. وبعد السيطرة على مبان حكومية في لوهانسك عاصمة الإقليم الواقع في أقصى شرق أوكرانيا يوم الثلاثاء استولى مسلحون فجر الأربعاء على بلدتي هورليفكا والتشيفسك القريبتين. وحذر صندوق النقد الدولي من أن فقدان أوكرانيا لشرق البلاد سيضطره إلى تعديل برنامجه للانقاذ الذي يتضمن تقديم مساعدات مالية قيمتها 17 مليار دولار لكييف التي يحتمل أن تحتاج إلى تمويل إضافي. وأصدر الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تيرتشينوف مرسوما يعيد فرض الخدمة العسكرية الإلزامية على الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما. وتتهم حكومة كييف وحلفاؤها الغربيون موسكو بتدبير الانتفاضة وفرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات ردا على ضم روسيا للقرم وتدخلها في شرق أوكرانيا. وتنفي روسيا أي دور في الانتفاضة لكنها حذرت من أنها تحتفظ بالحق في التدخل لحماية المواطنين من أصل روسي وحشدت عشرات آلاف الجنود على حدودها الغربية مع أوكرانيا. وكان بوتين قد وصف انهيار الاتحاد السوفيتي بأنه مأساة وغير في مارس آذار نهجا دبلوماسيا استمر عقودا بعد الحرب الباردة عندما أعلن حق روسيا في التدخل في الدول السوفيتية السابقة لحماية الناطقين بالروسية. وفي حين لم تضر العقوبات الأمريكية والأوروبية الصناعة الروسية بشكل مباشر إلا أنها أضرت بالاقتصاد بدفع المستثمرين إلى سحب رؤوس أموالهم. وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد الروسي في عام 2014 إلى 0.2 بالمئة يوم الأربعاء وقال إن روسيا "تعاني من ركود" بالفعل. وأمرت كييف كذلك بطرد الملحق العسكري الروسي يوم الخميس وقالت إنها ضبطته "متلبسا" بتسلم معلومات سرية عن تعاون أوكرانيا مع حلف شمال الأطلسي. وقالت متحدثة باسم جهاز الأمن الأوكراني إنه تم تسليم الملحق العسكري للسفارة الروسية وطلب منه مغادرة البلادة لكنها لم تتأكد بعد من مغادرته. ويحظى التدخل في أوكرانيا بمستويات تأييد مرتفعة في روسيا. وأوضح استطلاع للرأي يوم الأربعاء أن مستويات التأييد لبوتين بلغت 82 بالمئة وهي أعلى مستويات له منذ عام 2010.