وصف خالد علي، أحد فناني طي الورق المشاركين في مبادرة "الفن من أجل التغيير الاجتماعي"، ومصمم لعب الأطفال، طي الورق بأنه فن لا يقوم سوى أصحاب الذوق الرفيع والمواهب الفنية المختلفة والجديدة الذين لا يرغبون في أن تكون مواهبهم تقليدية. وأعرب خالد علي، خلال المبادرة التي انطلقت الخميس ضمن فعاليات الدورة الأولى للمهرجان العربي للأوريجامى لطي الورق بمدرسة سان جبريال بالإسكندرية، عن سعادته بالمشاركة في المهرجان الذي يراه مختلفا، مرجعا ذلك إلى أنه استهدف تعليم نحو 80 طفلا وطفلة شاركوا في فعاليات "فن طي الورق"، وكيفية تصنيع الفوانيس واللعب والعرائس بمواد كرتونية تجعل الطفل مبدعا وسعيدا في آن واحد. من جانبه، أوضح محمود فكري، أحد فناني ومصممي الألعاب الورقية، أن فن "طي الورق" هو فن قديم، ولكنه لا يحظى باهتمام الكثيرين في المصريين، نظرا لاعتقاد البعض بأن الأطفال لا يرغبون فيه، وأنه غير مكلف. وفي سياق متصل، قال أسامة حلمي، الفنان الشهير بالإسكندرية وأحد مصممي طي الورق، وصاحب فكرة المبادرة إنه تم تنظيم ورشة بالتعاون مع وحدة الطفل والنشء بمكتبة الإسكندرية، لتدريب أطفال المناطق الشعبية في الإسكندرية على كيفية الرسم بالأوراق وقصها حتي تصبح فنًا يغازل العيون. وأشار إلى أنه من المنتظر تكرار تلك الورشة طوال شهر رمضان في أكثر من منطقة لتعليم وتدريب الأطفال علي تصنيع الفانوس بشكله التقليدي والتراثي القديم من الورق، بدلا من الفوانيس التي طمست الروح الحلوة والجميلة للفانوس الشعبي المصري. ولفت إلى أن فكرة تنظيم هذه الورشة الفنية داعبته منذ عام 2007، وبدأ تنفيذها مستقلا عندما نزل إلى المناطق الشعبية في الإسكندرية، فعلم الأطفال صناعة زينة الشوارع بأيديهم من خلال طي الورق، بدلا من شرائها، بهدف تنمية حس الإبداع اليدوي لدي الأطفال، فضلا عن تنمية روح العمل الجماعي. وأشار إلى أنه حرص خلال زيارته للعديد من المناطق بالإسكندرية على تعليم الأطفال تصنيع الفوانيس الصغيرة من الورق. تجدر الإشارة إلى أن فعاليات مهرجان "طي الورق" الذي يقام حاليا لأول مرة في مصر والوطن العربى، تتضمن تنظيم عدة أنشطة متعلقة بالأوريجامى أو "فن طى الورق اليابانى"، تتناسب مع مختلف المراحل العمرية مثل ورش العمل، ومعروضات الورق المطوى، إلى جانب تنظيم عدة عروض حية ومحاضرات متخصصة وأفلام متحركة. ويهدف المركز العربي "للأوريجامى" الذي تأسس عام 2011 على يد فنان الأوريجامي المصري أسامة حلمي، إلى نشر ودعم فن الأوريجامي في الوطن العربى من خلال توطيد العلاقة والتعاون مع فناني الأوريجامي محليا وإقليميا وعالميا، والتأكيد على دور الأوريجامي في العملية التعليمية والتربوية، ومحاولة دمجه مع بعض الفنون الأخرى.