منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وربما من قبلها، تنتشر ظاهرة، لا نعرف إن كانت ظاهرة أم طبيعية، طبيعة أصيلة من طبائع بعض البشر، ألا وهى "فرق تسد"، الشائعات أو الجيل الرابع من الحروب، والهدف أو المحصلة هى تفاقم حالات الفوضى والانفلات الأمني والأخلاقي. هل هكذا تبني الشعوب مؤسساتها بالكلام واللغط والرغي الفاضي..؟ موظفون يتنقلون من مكتب إلى مكتب.. مستثمرين - أقصد مستغلين - أوقات العمل الرسمية في زعزعة أمن واستقرار مؤسساتهم والتي تعتبر بيتهم الثاني.. وليس فقط بيتهم الثاني، ولكن مصدر أكل العيش واللقمة الحلال.. المكان الذي يقضون فيه مع زملائهم ساعات لو قيست لفاقت الساعات التي يقضونها مع أسرهم وأولادهم. وتحضرني هنا مقولة الفنان الراحل توفيق الدقن في فيلم "مراتي مدير عام"، وهو يتنقل من مكتب إلى مكتب لنقل أخبار مغلوطة، ويجمع حوله الموظفين قائلا: "شفتوا آخر الأخبار؟" أو "جايب لكم معلومات تشيب"! هذه المعلومات التي ينقلها الموظف الذي يتقن دوره، ليتفوق على موهبة توفيق الدقن، ويوهم الشخص المستقبل بأنه يحمل أخبارا بالغة الأهمية.. وهنا نؤكد على أن قاعدة إجراء الحوار هى وجود طرفين.. طرف يرسل الرسالة، وطرف يستقبل الرسالة، وبدون الطرفين لن يكون هناك حوار! وتحليل ما يحدث من قديم الأزل أنه ترجمة صريحة لما نهانا الله سبحانه وتعالى عنه حينما قال في كتابه "الفتنة أشد من القتل".. "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه".. صدق الله العظيم. ما يحدث من نقل وتنقيل لشائعات، وإحداث وقيعة بين البشر.. من شأنه زعزعة أمن واستقرار المؤسسات، وعلى وجه الخصوص في هذه المرحلة الدقيقة جدا والتي تكاد المؤسسات "تلتقط فيها الأنفاس".. وأي التقاط أنفاس؟ أنفاس مقطوعة بعد ثورتين، وعدم استقرار سياسي، وأمني، واقتصادي انعكس بكل أشكاله السلبية، وراح ضحيته المواطن المصري، لا سيما الأطفال والفقراء ومعدومي الدخل! ولماذا يا صديقي الغاوي "فرق تسد" هذا الداء الغريب؟ داء نهانا الله عنه وأنت تعلم جيدا أن ما تقوله غير صحيح، وما هدفك من أن تذهب لهذا وذاك وتنشر "فرق تسد".. تحذر "س" من خطورة "ص"، وتؤكد ل"م" أن "ص" و"ن" على وشك القضاء عليه، بل على وشك حياكة مؤامرة مقاس "إكس إكس لارج" ستكون نهايتها تدميرك وحذفك من على وجه الدنيا!! ماهذا؟ حقيقي دائرة كارثية وانهيار كامل في المنظومة الأخلاقية والبنية المجتمعية.. والضحية هى المؤسسات التي تستغيث وتطلب الإسعاف العاجل لإنقاذها قائلة: "أرجوكم أعطوني هذا الدواء".. وما هو هذا الدواء؟ هذا الدواء هو الهدوء والاستقرار لتقوم المؤسسات! تقوم المؤسسات من أجل المواطن المصري البسيط الذي ينتظر الكثير والكثير من المؤسسات التي ضاعت وتضيع بسبب "فرق تسد". ضاعت المؤسسات في خضم النزاعات والقيل والقال، ومكائد وهمية يصنعها الراوي والجالس بربابته متغنيا بالقيل والقال.. نتاج هذا هو ضياع الوقت والجهد، وإحباط نفسي وذهني ومعنوي، وسط حالة من الحزن ليقول المنقول إليه لنفسه: "أنا كرهت فلان.. ولم أكره فلان فقط لأنه يتآمر علي.. ولكن أكره نفسي أيضا لأني اشعر بالاكتئاب!!! حقيقي نحن في غنى تماما عما يحدث؟ وما الناتج الذي يصبو إليه قائد وراعي حملة "فرق تسد"، نطلب منه أن يشرح لنا وجهة نظره في ماهية النتائج المرجوة من "فرق تسد". حقيقي لم تعد لدينا رفاهية الوقت والجهد لنتحمل وتتحمل المؤسسات المجني عليها، جهود قائد حملة "فرق تسد".. نرجوك سيادة القائد.. قائد حملة "فرق تسد" الموقرة: "بل نتوسل إليك أن تكف عن سياسات ومنظومة "الدقن" "فرق تسد".. نناشدك لأجل مؤسسات مصر التي تتعافى.. ونرجوك شاكرين أوقف آلياتك وجهودك لدعم وترسيخ "ثقافة فرق تسد".. خالص الشكر والتقدير.. نريد أن نبني مؤسساتنا ووطنا.. وسياساتك، مع احترامنا لها، تهدم وتدمر مؤسساتنا.. وتفضل بقبول فائق الاحترام.