ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم الأحد أن الحكومة الأوكرانية الجديدة جاءت إلى الحكم عقب الإطاحة بنظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش لترث جيشا محروما من المعدات الحديثة ووسائل التدريب. ورأت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- أن قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم إلى أراضيها وعزلها عن أوكرانيا، إلى جانب اقتحام المتظاهرين للمكاتب والبنايات الحكومية في شرق البلاد أظهر عجز الحكومة عن حماية مواطنيها وحدودها. وقالت:" إن الفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة دفع المتظاهرين إلى الخروج لشوارع كييف حتى أجبروا القادة القدماء على الفرار، بيد أن عمق الخسائر الناجمة عن هذا الأمر ذهب بالبلاد إلى فقدان جزء من أراضيها لصالح روسيا الشهر الماضي، مما كشف حقيقة ضعف الجيش وقلة حيلته بسبب السرقة وعدم الاهتمام". ونسبت الصحيفة إلى نائب وزير الدفاع الأوكراني بيترو ميهيد قوله:" إن جيشنا دُمر بشكل منهجي وتم نزع سلاحه، فضلا عن فصل أفضل موظفيه". وأضافت الصحيفة:" أن المسلحين الذين قاموا بإحتلال البنايات الحكومية في عشرات المدن بشرق أوكرانيا أمس لم يظهروا أية بوادر تفيد بإمكانية تراجعهم عن مواقفهم، فيما ظهرت وحدات الجيش التي أُرسلت إلى هناك لحفظ الاستقرار ، أضعف مما كانت عليه لا سيما بعد أن تمكن نفر من المدنيين من عرقلة طريق ناقلات الجنود المدرعة من خلال الوقوف أمامها". ووصفت (واشنطن بوست) الوضع الراهن في أوكرانيا بالصعب جدا حيث أن الحكومة وجدت خزانتها فارغة عندما تولت الحكم في ال27 من فبراير الماضي، فيما بدت وزارة الدفاع في حاجة ماسة للمال مما جعلها تلجأ إلى الجمهور طلبا للمساعدة. وأوضحت أن المواطنين أستجابوا لهذه الدعوات من خلال الوقوف بجانب بعضهم البعض ل"دعم حملة جمع الأموال للجيش الأوكراني" أملا في إصلاح الدمار الذي خلفته الحكومات السابقة على مدار السنوات، فيما بادر الأطفال بإقامة المعارض وبيع الخبز لجمع الأموال وقام الكبار بتوصيل الغذاء والمياه لمعسكرات الجيش وقررت الجمعيات المحلية تجميع الأحذية والملابس والسلع المعلبة للمجهود الحربي. وأفادت الصحيفة أن شركات الأعمال والأثرياء في أوكرانيا نجحوا في جمع أكثر من 9 ملايين دولار أمريكي لصالح الجيش / وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع/ علاوة على تجميع مليونين دولار من مستخدمي الهواتف المحمولة الذين تبرعوا ب50 سنت من حساباتهم عن طريق الاتصال بالرقم المحدد. وكشفت الصحيفة أن الميزانية المخصصة للجيش الأوكراني تقدر ب3ر5 مليار دولار سنويا / وذلك وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام / غير أن الأوكرانيين على غير علم بالمبلغ الذي يصل بالفعل إلى الجيش بسبب كثرة الفساد والسرقة. واختتمت (واشنطن بوست) تقريرها بنقل تصريحات نائب رئيس الوزراء الأوكراني فيتالي ياريما بأن هناك تحقيقا كشف مؤخرا عن قيام إحدى المؤسسات العسكرية بسرقة 81 دولار من كل 100 دولار مخصصة لطلبات عسكرية؛ وعلق على ذلك بأنه في حال اُستخدمت هذه الأموال لصالح تحديث وتطوير الجيش الأوكراني لما كانت برزت أي مشاكل.
