حظي حوار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع المواطنين امس عبر "الخط المباشر" بتعليقات الخبراء والمحللين السياسيين في روسيا . وأعرب الخبراء الذين استفسرت وكالة أنباء " ايتار - تاس" اليوم "الجمعة" عن آرائهم بان تصريحات فلاديمير بوتين امس "الخميس" وتقييماته لعلاقات روسيا مع الولاياتالمتحدة ومع دول الاتحاد الاوروبي بسبب الخلاف حول الازمة الاوكرانية تشير الى الرئيس الروسي كسياسي محترف وبراجماتي لا يندفع خلف الانفعالات والعواطف. وقال مدير معهد التقييم الاستراتيجي سيرجي اوزنوبيشيف: "على الرغم من قيام الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ضد روسيا، إلا أن لهجة أجوبة الرئيس بوتين على الأسئلة الحادة لم تتسم بالعدوانية نحو الغرب". وذكر أن بوتين أكد عدة مرات " ان روسيا معنية بالتعاون مع اوروبا من اجل بناء اوروبا كبرى تمتد من لشبونة الى فلاديفوستوك تكون قادرة على المنافسة في العالم المتطور بسرعة". وأضاف سيرجي اوزنوبيشيف : " أن بوتين أكد أيضا على انتماء روسيا الى الحضارة المسيحية الأوروبية ، مذكرا بوجود قيم مشتركة بين روسيا وأوروبا ". وتابع الخبير الروسي قائلا " وبهذا الشكل كبح بوتين حماس واندفاع الذين يبحثون بدون كلل عن طريق خاص متميز لروسيا ، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي أعرب عن الأمل فى أن الشركاء في أوروبا وفي ما وراء الأطلسي سيصغون له". ولفت أوزنوبيشيف إلى أن الرئيس بوتين حاول منذ بداية الأزمة الأوكرانية أن ينقل إلى الشركاء الأوروبيين موقف روسيا من الأحداث الجارية بالقرب من حدودها الغربية ، والتي تمس مصالح امنها القومي ، بالحديث قبل كل شيء عن نشر عناصر منظومة الدفاع المضاد للصواريخ الامريكية في شرق اوروبا. ومن جانبه ، يرى نائب رئيس معهد العلاقات الدولية الحكومي بموسكو التابع لوزارة الخارجية الروسية ، اليكسي بودبيريوزكين ، أن بوتين خلال الحديث مع الجمهور الروسي بدا أقوى من غيره من قادة العالم خلال تبريره للسياسة الخارجية الروسية. وأشار إلى " أن الرئيس بوتين لا يوافق على وجهة النظر القائلة بتحويل اتجاه سياستنا من الغرب الى آسيا ورفض فكرة تقسيم العالم الى أحلاف ، عندما أكد على أن روسياوالصين لا تعتزمان إقامة تحالف سياسي - عسكري". وقال بودبيريوزكين :"هناك علاقات في غاية الوضوح بين روسياوالصين، وكلنا نذكر ان احد القادة الصينيين كان قد اعلن خلال العهد السوفيتي ان الصين لن تكون دولة موالية لا للاتحاد السوفيتي ولا للولايات المتحدة بل ستبقى موالية للصين فقط ، لافتا إلى أن نفس القول يمكن ذكره بالنسبة لروسيا في الوقت الراهن ، فهي لن تكون موالية لا للصين ولا للولايات المتحدة بل ستبقى موالية لنفسها فقط". أما عضو مجلس الدوما الرسى فياتشيسلاف نيكونوف ، خبير الشؤون الدولية ، فقد أشار إلى أن لهجة الرئيس بوتين خلال الحديث مع المواطنين الروس كانت هادئة ولم تتسم بطابع المواجهة فيما يخص الشركاء الغربيين رغم الخلاف بسبب اوكرانيا. وقال : " لقد مد بوتين من جديد يده الى الغرب ساعيا لبدء حوار بناء من اجل تخطي الانقسام في اوكرانيا ومنع وقوع حرب أهلية فيها".