الثقافة الإسلامية هى جملة المعارف التى كانت العقيدة الإسلامية سببا فى بحثها ونشوئها كعلوم أصول الدين والشريعة والأخلاق واللغة العربية، وهى الصورة الحية للأمة المسلمة والتى تحدد ملامح شخصيتها وقوام وجودها. والثقافة الإسلامية المعتمدة والمعتبرة ما كانت نتاج أئمة العلم فى الماضى فيما يعرف بالتراث الموروث، ونتاج كبار باحثين فى الحاضر، فى إطار التأصيل والتنظير والشرح والتوضيح فى حدود النصوص الشرعية كالقرآن الكريم والأخبار النبوية المتواترة والمشهورة والآحاد، والقطعية الدلالة كأصول الدين الرئيسية فى الدين الحق، والظنية الدلالة كفروع الدين، والمبادئ العامة ومقاصد الأحكام الشرعية، ومؤداه الجمع بين الأصالة من المحافظة على الأصول والمعاصرة من الاجتهاد بشروطه وفق مستحدثات ومستجدات وطوارئ وعوارض، فى مؤسسات مرجعية علمية معتبرة ومعتمدة، ومدارس علمية لها رؤى علمية دون احتكار لحق ودون تخطئة لمن سواهم للقاعدة "كلامى صواب يحتمل الخطأ وكلام المخالف خطأ يحتمل الصواب". الثقافة الإسلامية لها أسس منها: أولاً: العقائدية: الإيمان فى الدين الإسلامى ليس نظريا أو فى حدود التصديق الباطنى كما يجنح إليه رؤى مذهبية فى علم الكلام، بل عملى إيجابى يبنى الفرد والمجتمع على التحرر من الخضوع لآلهة مزعومة سواء أكانت تلك الآلهة رموزا لمعان وقيم مثل آلهة اليونان، أو تجسيدا لأشكال مادية لأشخاص ومخلوقات وتحرر الإنسان من العبودية لغير الله – عز وجل - وتصونه عن الخضوع لمن يزعمون إنابتهم عن الله – تعالى – يتكلمون ويحكمون ويسيطرون باسمه – عز وجل - عن الإيمان العملى قال المولى الكريم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} . وهذه العقائدية من معين النصوص الشرعية للقرآن الكريم والسنة النبوية بعيدا عن مدارس أو مذاهب أو تيارات علم الكلام من أشاعرة وماتريدية ومعتزلة ووهابية وفلسفية وغيرها تسهم فى الانفتاح العالمى والإخاء الدينى، قال الله – سبحانه - {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. ثانيا: العقلانية: منهج الإسلام إعمال العقل والنظر والتأمل والاستقراء، فلا تصادم بين النص ولا الفهم السليم قال الله – عز وجل - {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}. ثالثا: الشمولية: الإسلام عقيدة وشريعة، مكوناته الرئيسية تنبئ (إيمان – إسلام بمعناه الخاص "شريعة"، إحسان) ومقاصده من رعاية مصالح العباد فى العاجل والآجل.