استأنفت قوات خفر السواحل الكورية الجنوبية وغواصون من البحرية يوم الخميس (بالتوقيت المحلي) عملية البحث عن قرابة 280 شخصا ما زالوا مفقودين بعد غرق عبارة في حادث قد يكون اسوأ كارثة بحرية في البلاد منذ اكثر من 20 عاما. وستسعى فرق الانقاذ ايضا الى التوصل لإجابات على الاسئلة الغامضة التي تحيط بالحادث لا سيما السبب الذي جعل العبارة سيوول تميل ثم تنقلب تماما ليتبقى جزء صغير فقط من هيكلها طافيا فوق المياه. لكن الاحوال الجوية السيئة قد تعرقل جهود الانقاذ وسط توقعات بسقوط أمطار ورياح قوية وضباب. وأبحرت العبارة من ميناء انشيون في وقت متأخر يوم الثلاثاء وعلى متنها 462 راكبا نجا منهم 179 وتأكدت وفاة ستة أشخاص. وكان 340 شخصا تقريبا من ركاب العبارة طلابا ومعلمين من مدرسة قرب العاصمة سول يسافرون في رحلة ميدانية إلى جزيرة جيجو على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوبي شبه الجزيرة الكورية. وفي مدينة جيندو القريبة من موقع غرق العبارة وقف آباء الاطفال المفقودين يعتصرهم الحزن والأسى في انتظار أي انباء عن أحبائهم. وقالت إحدى الأمهات التي رفضت الكشف عن اسمها "دموعي جفت ..اتشبث بالأمل. أتمنى أن تبذل الحكومة كل ما في وسعها لإعادة هؤلاء الأطفال إلى أمهاتهم." وعلى المرسى في جيندو جلست سيدات ينتحبن وعيونهن معلقة بمياه البحر الزرقاء. ولم يتضح على الفور السبب الذي جعل العبارة تميل بشدة على أحد جانبيها وتغرق في مياه هادئة على ما يبدو قبالة الساحل الجنوبي الغربي لكوريا الجنوبية لكن بعض الناجين قالوا انهم سمعوا ضجيجا عاليا قبل الكارثة. وقال عضو من طاقم سفينة حكومية تشارك في الانقاذ إنه تحدث مع أعضاء من طاقم العبارة المنكوبة ووصف المنطقة بانها خالية من الشعاب والصخور مشيرا الى أن الحادث ربما يكون قد نجم عن خلل في العبارة. وأفادت أنباء بأن العبارة انحرفت عن مسارها لكن إحداثيات موقع الحادث التي قدمتها سلطات الميناء أشارت إلى انها لم تكن بعيدة جدا عن مسار الملاحة المعتاد. وقال خفر السواحل إن العبارة أرسلت إشارة استغاثة وهو ما أدى إلى اطلاق عملية اغاثة بمشاركة ما يقرب من 100 من سفن خفر السواحل والبحرية ومراكب الصيد بالإضافة إلى 18 طائرة هليكوبتر. ووصلت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية إلى مكان الحادث لتقديم المساعدة. وقال الأسطول السابع الأمريكي إن السفينة بونوم ريتشارد التي تحمل على متنها طائرات هليكوبتر كانت تقوم بدورية روتينة قبالة الساحل الغربي لكوريا الجنوبية وانها جاهزة لتقديم المزيد من المساعدة. وقال مسؤول في خفر السواحل في جيندو إن تيارات المياه في المنطقة التي غرقت بها تعد من بين الأقوى قبالة ساحل كوريا الجنوبية مما يعني أن الغواصين لن يتمكنوا لعدة ساعات من دخول العبارة التي تغمر المياه معظم اجزائها. ومما زاد من غموض الموقف أعلنت وزارة الأمن والإدارة العامة في باديء الأمر عن انقاذ 368 شخصا وفقد نحو 100 لكنها أقرت فيما بعد بحدوث خطأ في الأرقام. وتستوعب العبارة نحو 900 شخص ويبلغ طولها 146 مترا وتزن 6586 طنا. وتشير سجلات الملاحة إلى أن العبارة شيدت في اليابان عام 1994.