قال قائد كبير بالجيش الأفغاني اليوم الأربعاء إن متشددي حركة طالبان في باكستان أقاموا علاقات تزداد رسوخا مع المتمردين عبر الحدود في أفغانستان ويزودونهم بالمتفجرات والمقاتلين المدربين تدريبا جيدا. ودائما ما تعمل طالبان في باكستان بصورة منفصلة عن طالبان الأفغانية وتقاتل للإطاحة بالحكومة المنتخبة بشكل ديمقراطي في إسلام أباد وفرض الحكم بالشريعة الإسلامية في الدولة المسلحة نوويا التي يسكنها 180 مليون شخص. لكن في الأسابيع الأخيرة اتفقت الجماعتان سرا على العمل معا وأعلن المتشددون الباكستانيون وقفا لإطلاق النار مع حكومتهم للحفاظ على القواعد التي يستخدمها المتشددون لشن هجمات عبر الحدود. وقال الميجر جنرال محمد شريف يافتالي المسؤول عن عدة أقاليم في شرق البلاد على الحدود مع باكستان أو بالقرب منها إن هذه العلاقة تزداد قوة. وأضاف يافتالي قائد الفرقة 203 في قاعدة عسكرية في إقليم بكتيا الأفغاني "يعملون معا الآن. سيحافظون على هذه العلاقة. إنها تساعدهم. "طالبان الأفغانية والباكستانية تتبنيان نفس الفكر. إنهم نفس الأشخاص وينتمون لنفس المدرسة." ويعقد التحالف الوضع بالنسبة لقوات يافتالي في الوقت الذي تحاول فيه فرض القانون والنظام في بعض أكثر المناطق عنفا ووعورة في التضاريس في أفغانستان حيث يعتقد أن متشددين مرتبطين بالقاعدة يتحصنون في مخابئ جبلية نائية. لكن البعض يشككون في قدرة طالبان حاليا على إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الحكومية مشيرين إلى عدم وقوع هجمات كبيرة خلال الانتخابات الرئاسية الأفغانية في مطلع الأسبوع والتي كان المتمردون قد تعهدوا بتعطيلها. وعلاقات أفغانستانبباكستان سيئة وكثيرا ما تتهم كابول حكومة إسلام أباد ومخابراتها بدعم المتشددين ومساعدتهم في شن هجمات على الأراضي الأفغانية وهو اتهام تنفيه باكستان. وقال قادة للمتشددين لرويترز إن وقف إطلاق النار الأخير فرض بشكل أساسي على طالبان من قبل شبكة حقاني الباكستانية التي تخشى أن يعرقل هجوم للجيش الباكستاني في معقلها بوزيرستان الشمالية جهودها لشن هجمات في أفغانستان. ويمثل تغير طبيعة الحرب مبعث قلق للقادة على الأرض خاصة لمن هم مثل يافتالي الذين ينتشرون قرب الحدود الأفغانية الباكستانية التي يسهل اختراقها وينعدم فيها القانون حيث تشن طالبان هجمات يومية على قوات الأمن والمدنيين. ويأتي كذلك في وقت تستعد فيه القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة للانسحاب بنهاية العام تاركة القوات الأفغانية للتصدي للتمرد بمفردها إلى حد بعيد. وتتراجع وتيرة العمليات في أنحاء البلاد. ففي معسكر كامب ثاندر وهو قاعدة مترامية الأطراف قرب مدينة كرديز حيث تحدث يافتالي للصحفيين يعمل ضباط أمريكيون مع رجاله كمستشارين فقط تاركين القتال في الخطوط الأمامية للقوات الأفغانية. وقال يافتالي إن كثيرا من الطلاب الذين تعرضوا لغسيل دماغ في مدارس إسلامية في باكستان عبروا الحدود للإنضمام إلى طالبان. وأضاف أن نحو 30 ألف مدرسة إسلامية أغلقت في باكستان العام الماضي مما أدى إلى نزوح جماعي لمقاتلين متشددين. وتابع يافتالي الذي يتولى قيادة منطقة تقارب مساحتها نحو 83 ألف كيلومتر مربع ويسكنها خمسة ملايين نسمة "إذا هزمت مجموعة فإنهم يجلبون مقاتلين جددا وهذا سهل عليهم." وقال إن أغلب المواد المتفجرة يأتي أيضا من باكستان. واستطرد قائلا "لا توجد مصانع للمتفجرات في أفغانستان. كل المتفجرات تدخل أفغانستان من باكستان. نحن قريبون من وزيرستان الشمالية وهناك ساحة تدريب لطالبان ومصادر للتمويل."