استمرت المحاولات الأمريكية لانقاذ محادثات السلام في الشرق الاوسط من الانهيار دون بادرة تذكر على إحراز تقدم يوم الاثنين بعد أن التقى المفاوضون وسط تهديدات من اسرائيل بالرد على ما اعتبرته تحركات فلسطينية من جانب واحد سعيا للحصول على وضع الدولة. ودخلت المفاوضات التي تجري بوساطة أمريكية مرحلة الأزمة الاسبوع الماضي بعد أن امتنعت اسرائيل عن تنفيذ وعدها بالافراج عن نحو 25 أسيرا فلسطينيا وطالبت الجانب الفلسطيني بإبداء إلتزامه بمواصلة المحادثات بعد انتهاء المهلة المتفق عليها بنهاية الشهر. ويوم الثلاثاء الماضي وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس 15 إتفاقية عالمية من بينها اتفاقيات جنيف - التي تتناول حالات الحرب والاحتلال - باسم دولة فلسطين في خطوة تتسم بالتحدي فاجأت واشنطن وأغضبت اسرائيل. وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن الجانبين اجتمعا مساء يوم الأحد "لبحث سبل التغلب على الأزمة في المحادثات" وطلبا من واشنطن ترتيب جلسة أخرى يوم الاثنين. ووصف مسؤول اسرائيل اجتماع الأحد بأنه "عملي" لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال مسؤول فلسطيني إن الجانب الفلسطيني قدم شروطه لإطالة أمد مفاوضات السلام بعد انقضاء موعدها الاصلي في 29 ابريل . وقال فلسطينيون إن توقيع المعاهدات الدولية يعد تطورا طبيعيا بعد اعتراف الجمعية العامة للامم المتحدة بدولة فلسطين عام 2012. وقالوا أيضا أن التوقيع جاء ردا على امتناع اسرائيل عن إطلاق سراح الأسري. ووعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع لمجلس الوزراء يوم الاحد باتخاذ اجراءات انتقامية لم يحددها ردا على الخطوات التي اتخذها عباس. وواجهت محادثات السلام صعوبات منذ بدأت في يوليو الماضي بسبب معارضة الفلسطينيين لمطلب إسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية وبسبب المستوطنات المقامة على الاراضي الفلسطينية. وقال مسؤول كبير في حركة فتح إن الفلسطينيين يريدون تعهدا مكتوبا من حكومة نتنياهو تعترف فيه بدولة فلسطينية على اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة اللتين استولت عليهما اسرائيل في حرب 1967 على أن تكون القدس عاصمة لها. ووصفت اسرائيل حدود 1967 بأنها لا تسمح لها بالدفاع عن نفسها كما أنها تعتبر القدسالشرقية جزءا من عاصمتها رغم أن ذلك لا يلقى اعترافا على المستوى الدولي. وانسحبت اسرائيل من غزة عام 2005. وقال مسؤول حركة فتح إن الفلسطينيين يطالبون بوقف الأنشطة الاستيطانية وإطلاق سراح الأسرى. ويخشى الفلسطينيون أن تحرمهم المستوطنات التي تعتبرها أغلب الدول غير قانونية من إقامة دولتهم ونددوا بسلسلة من مشروعات البناء الاسرائيلية التي أعلنت أثناء المفاوضات. وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري قال إن الولاياتالمتحدة تجري تقييما لما إذا كانت ستواصل دورها في المحادثات واتهم الجانبين باتخاذ خطوات لا تساعد في تحقيق تقدم.