في جو تكسوه شمس أسوان الدافئة تعامدت الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل معبده بمدينة "أبو سمبل" جنوب محافظة أسوان في صعيد مصر فجر الأربعاء 22 فبراير 2012. حيث شهد الحدث الكبير أكثر من 3 الاف سائح بمختلف الجنسيات من المصريين والأجانب من داخل قدس الأقداس بمعبدي أبو سمبل، خاصة أن معظمهم جاء من خلال التفويج البري عن طريق أسوان - أبو سمبل، والبعض جاء من خلال رحلات الطيران أو السياحة النيلية عبر الفنادق العائمة في بحيرة ناصر. وقد بدأ التعامد على وجه الملك رمسيس داخل قدس الأقداس في تمام الساعة 6.15 صباحاً، واستمر قرابة 20 دقيقة حتى الساعة 6.35 صباحاً. وقال الأثري المصري أحمد صالح عبد الله، مدير عام آثار أبو سمبل ومعابد النوبة، إن هذا العدد من السائحين استمتع بمتابعة هذا الحدث العالمي الفريد الذي يحدث مرتين في العام الأولى في 22 أكتوبر والثانية في 22 فبراير من كل عام. وأشار أحمد صالح إلى أن تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في 22 أكتوبر يتواكب مع بداية فصل الزراعة في مصر القديمة وليس مع يوم عيد ميلاده، أما التعامد في 22 فبراير فيحدث في مناسبة بداية موسم الحصاد، لافتاً إلى أن ما عرف عن أن ظاهرة تعامد الشمس تحدث في يوم مولد الملك ويوم تتويجه هو "أمر لا يوجد له أساس علمي"، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك سجل للمواليد في مصر القديمة. وأكد مدير عام آثار أبو سمبل ومعابد النوبة أن حدث تعامد الشمس على تمثال رمسيس كان يحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، وبعد نقل معبد أبو سمبل من موقعه القديم إلى موقعه الحالي ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة أصبحت الواقعة الفريدة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير، وذلك لتغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 متراً إلى الغرب وبارتفاع 60 متراً. ومن جانبه، أكد أسعد عبد المجيد، رئيس مدينة أبو سمبل، أن المدينة استعدت لاستقبال هذا الحدث الفريد وكانت في أبهى صورة لاستقبال السائحين الذين شاهدوا الظاهرة من خلال الاهتمام بأعمال التجميل والتشجير ورفع مستوى الإضاءة والنظافة العامة، مشيراً إلى أنه تم تقديم جميع الامكانيات لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس سواء من تأمين الأفواج السياحية وتوفير الرعاية الصحية من خلال رفع درجة الاستعداد لنقاط الإسعاف على طريق أسوان / أبو سمبل البري والمستشفى الدولي بأبو سمبل مع تقديم التسهيلات أمام التدفق السياحى من خلال الطيران أو البواخر النيلية. وأضاف أسعد عبد المجيد أنه تم أيضاً الانتهاء من تطوير الطريق الدائري بمدينة أبوسمبل بطول 1,5 كم وبتكلفة نصف مليون تشمل الرصف والاضاءة والأسوار والتكاسى الجانبية والتشجير فى المسافة من مدخل المدينة وحتى المعبد، علاوة على تطوير طريق المطار - المعبد بطول 2 كم وبتكلفة 450 ألف جنيه. وأكد أنه تم أيضاً الانتهاء من تطوير منطقة مطار أبوسمبل الدولي من خلال أنشاء ساحة انتظار تسع لأكثر من 100 سيارة وحافلة سياحية لتحقيق السيولة المطلوبة فى نقل الافواج السياحية من المطار للمعبد والعكس، وهو الذى يتوازى مع إنشاء ساحة انتظار أخرى بمنطقة معبد أبو سمبل على مساحة 40 ألف متر مربع وبتكلفة 1.5 مليون جنيه.