تحاول إيران والقوى العالمية الست تحقيق تقدم لحل النزاع النووي في محادثات بدأت في فيينا أمس الثلاثاء حيث يأمل مسؤولون غربيون ألا تصبح المهمة أكثر صعوبة نتيجة للأزمة الأوكرانية. ويقول دبلوماسيون: إنه حتى الان لا يوجد مؤشر يذكر الي أن أسوأ مواجهة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة ستقوض مسعى التوصل إلى اتفاق بشأن الانشطة النووية الايرانية وتجنب مخاطر حرب في الشرق الاوسط. وبدأ الاجتماع الذي يستمر يوم الثلاثاء والاربعاء بين إيران والقوى الست بعد يوم من فرض الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات على مسؤولين روس بسبب أحداث القرم. وقال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون للصحفيين اليوم الثلاثاء "لم ألحظ أي تأثير سلبي... نحن مستمرون في عملنا ونحن متحدون." لكن الموقف الموحد بين القوى الست بشأن ايران قد يواجه اختبارا في اجتماع مفاوضيهم في العاصمة النمسوية فيينا في الوقت الذي تثور فيه مشاكل بين أربع دول غربية وروسيا بشأن مستقبل أوكرانيا. والدول الست هي الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. واختلفت روسيا مع الغرب من قبل حول الطريقة المثلى للتعامل مع إيران التي تربطها بموسكو في العادة علاقات أفضل وترى ان المخاوف الغربية بشأن الطموحات النووية العسكرية للجمهورية الاسلامية مبالغ فيها. وكما حدث في اجتماعات سابقة يمثل نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف روسيا في المحادثات المتوقع أن تختتم في وقت متأخر يوم الأربعاء. وقالت مصادر مطلعة لرويترز اوائل هذا العام إن موسكووطهران تتفاوضان حول تبادل اتفاقا بقيمة 1.5 مليار دولار شهريا لتبادل النفط بالسلع مما يمكن إيران من زيادة صادرات النفط بشكل كبير في تحد للعقوبات الأمريكية. وأيدت روسيا والصين على مضض أربع جولات من عقوبات الاممالمتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي في الفترة بين 2006 و2010 ونددتا بالعقوبات الامريكية والاوروبية التي استهدفت صادرات النفط الحيوية لايران. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ألغى يوم الاثنين عشاء عمل مع اشتون قبل المحادثات. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن ذلك بسبب التصرف "غير الدبلوماسي" لاشتون في اشارة فيما يبدو الي لقائها مع ناشطين مدافعين عن حقوق الانسان اثناء أول زيارة لها الي طهران قبل عشرة أيام. وتنفي إيران منذ وقت طويل اتهامات من القوى الغربية وإسرائيل بانها تسعى لاكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية تحت ستار برنامجها الذي تقول انه مخصص لانتاج الطاقة النووية للاستخدام المدني. وأبرمت إيران والقوى العالمية الست في نوفمبر تشرين الثاني اتفاقا مؤقتا توقف إيران بموجبه تخصيب اليورانيوم إلي مستويات أعلى في مقابل تخفيف بعض العقوبات المفروضة عليها. ويهدف الاتفاق إلى اتاحة الوقت للتوصل إلى تسوية نهائية اثناء مهلة تنتهي في يوليو تموز بموجبها يريد الغرب من إيران ان تقلص إلى حد كبير أنشطتها النووية لحرمانها من القدرة على تصنيع اي سلاح نووي في اي وقت قريب. وقال ظريف الذي يرأس وفد طهران إنه يتوقع جولة أصعب من المحادثات هذا الاسبوع مقارنة بالجولة التي جرت في فبراير شباط لان الجانبين سيتطرقان إلى تفاصيل منها مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل ومستويات تخصيب اليورانيوم. وقال عضو بالوفد الإيراني "كان موضوع التخصيب هو الموضوع الرئيسي اليوم وسيتم غدا مناقشة (مفاعل) آراك." وقال دبلوماسي غربي إن من غير المتوقع التوصل لاتفاق بشان أي قضايا منفردة في جولة فيينا قائلا "لن يتم الاتفاق على أي شيء قبل الاتفاق على كل شيء." وقال دبلوماسي آخر إن أي مباحثات بشأن مفاعل آراك الذي يخشى الغرب من إمكانية أن يزود إيران بمسار بديل للحصول على مواد تستخدم في صنع قنبلة نووية أو مستوى تخصيب اليورانيوم جرى في ضوء المطالب الإيرانية بخصوص تخفيف العقوبات. وبدأت المحادثات في فيينا الساعة 10.30 صباحا ومن المتوقع أن تنتهي في وقت متأخر يوم الاربعاء. وقال مسؤول ايراني رفيع طلب عدم الكشف عن هويته ان الزعيم الايراني الأعلى آية الله علي خامنئي منح الفريق الإيراني تفويضا مفتوحا لاعطاء ضمانات للغرب تؤكد ان برنامج ايران النووي سلمي. وأضاف المسؤول قائلا "لكن الخط الأحمر هو اغلاق اي موقع نووي ووقف التخصيب. المحادثات تزداد صعوبة لأن المتشددين في ايران يراقبون النتائج عن كثب."