أكد مسئولون محليون وشهود اليوم الأحد إن مسلحين قتلوا ما لا يقل عن مئة شخص في هجوم على ثلاث قرى في وسط نيجيريا وهي منطقة تعج بنزاعات على الأرض وخلافات دينية وعرقية. وأكدت الشرطة الهجمات التي شنها رعاة ماشية من قبيلة الفولاني في حوالي الساعة 11 مساء يوم الجمعة على قرى اوجوار سانكواي واونجوان جاتا وتشنشي بولاية كادونا لكنها لم تذكر عدد القتلى. وقتل مئات الأشخاص في العام الماضي في اشتباكات بين قبيلة الفولاني المسلمة التي يعمل أفرادها في رعي الماشية وبين سكان مناطق مسيحية مثل بيروم في منطقة "الحزام الأوسط" المتوترة التي يلتقي عندها الجنوب ذو الأغلبية المسيحية مع الشمال المسلم. وقال بيوس ننا (64 عاما) من قرية اونجوان جاتا "عندما رجعت من السوق كانت طلقات الرصاص تتطاير في انحاء القرية." وأضاف أنه نجا من الموت بالفرار إلى الأدغال. ومضى يقول "رأيت ثلاثة أشخاص يدخلون بسرعة إلى منزلي طلبا للحماية. تم تقطيعهم اربا حتى الموت أمام عيني" مضيفا انه رأى أحد جيرانه من قبيلة الفولاني يقوم بدور المرشد للمسلحين . والاضطرابات في وسط نيجيريا لا علاقة لها بتمرد جماعة بوكو حرام المرتبطة بتنظيم القاعدة في شمال شرق نيجيريا. لكن محللين يقولون إن هناك خطرا بأن يحاول المتمردون تأجيج الصراع في وسط نيجيريا. ورغم احتواء معظم هجمات الجماعة في شمال نيجيريا فإنها أعلنت مسؤوليتها عن تفجير وقع في ليلة عيد الميلاد عام 2011 استهدف كنيسة في مدينة جوس بوسط البلاد. وقال دانييل انيب نائب رئيس الحكومة المحلية في كاورا "مازلنا ننتشل الجثث من الأدغال لكن يوجد أكثر من مئة قتيل حتى الان." وقال مسؤول محلي اخر يدعى اندرو كازا إن 96 شخصا على الأقل قتلوا لكن العدد سيرتفع على الأرجح. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قالت في ديسمبر إن الاشتباكات الطائفية في منطقة وسط نيجيريا التي يقطنها خليط من المسلمين والمسيحيين أسفرت عن مقتل ثلاثة آلاف شخص منذ عام 2010 مضيفة أن السلطات النيجيرية تتجاهل العنف إلى حد كبير وهو اتهام تنفيه الدولة.