في كتاب يحمل عنوان (رسائل حب : 2000 عام من الرومانسية)، عن المكتبة البريطانية، صدرت مؤخراً رسائل الكاتبة الإنجليزية شارلوت برونتي التي وجهتها الى أستاذها، الذي كان رجلاً متزوجاً، وأكبر منها سناً، ولديه أبناء. كانت شارلوت برونتي (21 أبريل 1816 – 31 مارس 1855) ترتبط بعلاقة حب سرية مع أستاذها البلجيكي قسطنطين هيجر، الذي كانت تبعث إليه رسائل رومانسية، رغم فرق السن فيما بينهما، وكونه متزوجاً وله أبناء. وقد أشيع أن شخصية ادوارد رويشستر في روايتها (جين آير)، المنشورة في عام 1847، كانت مستمدة من شخصية هيجر. لكن هيجرعمد الى إتلاف الرسائل تلك، وقامت زوجته كلير زوي بارينت هيجر، باستعادتها من النفايات وحفظها. ومن بين هذه الرسائل، تلك المكتوبة باللغة الفرنسية، والتي تقول فيها برونتي: "إذا قطع أستاذي علاقته بي، سوف أفقد الأمل". في رسالة أخرى من رسائل ذلك العشق الممنوع، كتبت خاتمتها باللغة الإنجليزية، يمكن قراءة الكلمات التالية: "يجب أن أقول لك شيئاً باللغة الإنجليزية، كنت أتمنى لو كتبت لك رسائل مفرحة أكثر، لأنني عندما انتهي منها، وأعيد قراءتها، تبدو لي حزينة بما فيه الكفاية، لكن سامحني، أستاذي العزيز، وأتمنى أن لا يغضبك حزني، وطبقاً لما جاء في الإنجيل: "من فضلة القلب يتكلم الفم"، وفعلاً يكلفني الكثير أن أكون سعيدة، أعتقد مذ انقطعت لقاءاتنا". كتبت برونتي الرسالة الأخيرة هذه في عام 1844، بعد مرور سنتين من لقائها بأستاذها هيجر، وقبل ثلاث سنوات من نشر روايتها الشهيرة (جين آير)، وكانت تبلغ، حينذاك، 28 عاماً. وقد جسّدت شارلوت برونتي قصة حياتها الخاصة، في تلك الفترة، في روايتها (فيليت)، المنشورة في 1853، والتي تتحدث فيها عن المشاكل التي تواجهها فتاة شابة بسبب الحب الذي لم يلق جواباً، كانت تكنه لأستاذها البلجيكي. واستناداً الى صحيفة (ذا تلغراف)، عندما عرضت ابنة هيجر الرسائل عليه، وهو في سرير الموت، كانت شارلوت برونتي قد توفيت عن عمر 38 عاماً، وهي في قمة شهرتها. وكانت عائلة برونتي قد أخفت تلك الرسائل، ولكن حبها لهيجر كُشف عنه بحذر في كتاب (حياة شارلوت برونتي، السيرة الذاتية) من تأليف صديقتها إليزابيث جاسكل. الكتاب الصادر عن المكتبة البريطانية، يحتوي أيضاً على رسائل أوسكار وايلد، وهنري الثامن، وروبرت بروك، ولورد نيلسون.
